حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ ، قَالَ : قَالَتْ فَاخِتَةُ بِنْتُ قَرْظَةَ امْرَأَةُ مُعَاوِيَةَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لِمَ تُصَانِعُ النَّاسَ وَتَرَى أَنَّهُمْ مُنْصِفُونَ مِنْكَ ، فَلَوْ أَخَذْتَهُمْ مِنْ عَلٍ كَانُوا الأَذَلِّينَ وَكُنْتَ لَهُمْ قَاهِرًا ، فَقَالَ : وَيْحَكِ إِنَّ فِي الْعَرَبِ بَقِيَّةً بَعْدُ ، وَلَوْلا لَكِ لَجَعَلْتُ عَالِيَهَا سَافِلَهَا . فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلا وَأَنْتَ عَلَيْهِ قَادِرٌ . قَالَ فَهَلْ لَكِ فِي أَنْ أُرِيَكِ بَعْضَ ذَلِكَ مِنْهُمْ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، فَأَدْخَلَهَا بَيْتًا وَأَسْبَلَ عَلَيْهَا سِتْرَهُ ، ثُمَّ أَمَرَ حَاجِبَهُ أَنْ يُدْخِلَ عَلَيْهِ رَجُلا مِنْ أَشْرَافِ مَنْ بِالْبَابِ ، فَأَدْخَلَ عَلَيْهِ رَجُلا مِنْ قَيْسٍ يُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : يَا حُوَيْرِثُ ، إِيهٍ أَنْتَ الَّذِي طَعَنْتَ فِي الْخِلافَةِ وَتَنَقَّصْتَ أَهْلَهَا ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَجْعَلَكَ نَكَالا . فَقَالَ : يَا مُعَاوِيَةُ ، إِنَّمَا دَعَوْتَنِي لِهَذَا ؟ وَاللَّهِ إِنَّ سَاعِدِي لَشَدِيدٌ ، وَإِنَّ رُمْحِي لَمَدِيدٌ ، وَإِنَّ سَيْفِي لَحَدِيدٌ ، وَإِنَّ جَوَابِي لَعَتِيدٌ ، وَلَئِنْ لَمْ تَأْخُذْ مَا أُعْطِيتَ بِشُكْرٍ لَنَنْزِعَنَّ عَمَّا نَكْرَهُ بِصِغَرٍ . فَقَالَ : أَخْرِجُوهُ عَنِّي . فَأُخْرِجَ ، فَقَالَتْ فَاخِتَةُ : مَا أَجْرَأَ هَذَا وَأَقْوَى قَلْبَهُ ؟ ! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : مَا ذَاكَ إِلا لإِدْلالِهِ بِطَاعَةِ قَوْمِهِ لَهُ ، ثُمَّ أَمَرَ الْحَاجِبَ فَأَدْخَلَ عَلَيْهِ رَجُلا مِنْ رَبِيعَةَ يُقَالُ لَهُ جَارِيَةُ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : إِيهٍ يَا جُوَيْرِيَةُ ، أَنْتَ الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكَ تَخْبِيبٌ لِلْجُنْدِ وَقِلَّةٌ مِنَ الشُّكْرِ ؟ فَقَالَ : وَعَلامَ نَشْكُرُ ؟ مَا تُعْطِي إِلا مُدَارَاةً وَلا تَحْلُمُ إِلا مُصَانَعَةً ، فَاجْهَدْ جُهْدَكَ ، فَإِنَّ وَرَائِي مِنْ رَبِيعَةَ رُكْنًا شَدِيدًا لَمْ تَصْدَأْ أَدْرُعُهُمْ مُذْ جَلَوْهَا ، وَلا كَلَّتْ سُيُوفُهُمْ مُذْ شَحَذُوهَا ، فَقَالَ : أَخْرِجُوهُ ، ثُمَّ أَمَر مُعَاوِيَةُ حَاجِبَهُ فَأَدْخَلَ إِلَيْهِ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ . فَقَالَ لَهُ : إِيهٍ يَا عُبَيْدَ السُّوءِ ، أَلْحَقْتُكَ بِالأَقْوَامِ وَأَطْلَقْتُ لِسَانَكَ بِالْكَلامِ ، ثُمَّ يَبْلُغُنِي عَنْكَ مَا يَبْلُغُنِي مِنْ سُوءِ الإِرْجَافِ ؟ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُخْرِجَكَ وَأَنْتَ عِبْرَةٌ لأَهْلِ الشَّامِ . فَقَالَ : أَبَا مُعَاوِيَةَ أَلِهَذَا دَعَوْتَنِي ، ثُمَّ صَغَّرْتَ اسْمِي وَلَمْ تَنْسِبْنِي إِلَى أَبِي ؟ وَإِنَّمَا سُمِّيتَ مُعَاوِيَةَ بِاسْمِ كَلْبَةَ عَاوَتِ الْكِلابَ ، فَارْبَعْ عَلَى ظِلْعِكَ فَذَلِكَ خَيْرٌ لَكَ . فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : أَخْرِجْهُ . فَقَالَتْ فَاخِتَةُ : صَانِعِ النَّاسَ بِجُهْدِكَ ، وَسُسْهُمْ بِرِفْقِكَ وَحِلْمِكَ ، فَأَخْزَى اللَّهُ مَنْ لامَكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُعَاوِيَةَ | معاوية بن أبي سفيان الأموي / توفي في :60 | صحابي |