جواب الحسين


تفسير

رقم الحديث : 1540

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ ، عَنْ أَبِيهَا ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ ، عَنْ أَبِيهَا ، قَالَ : كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يَخْطُبَ أُمَّ كُلْثُومِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَأُمُّهَا زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى ابْنِهِ يَزِيدَ وَيَقْضِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ دَيْنَهُ ، وَكَانَ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ، وَيُعْطِيهِ عَشْرَةَ آلافِ دِينَارٍ ، وَيَصْدُقُهَا أَرْبَعَ مِائَةٍ وَيُكَرِّمُهَا بِعَشْرَةِ آلافِ دِينَارٍ ، فَبَعَثَ مَرْوَانُ إِلَى ابْنِ جَعْفَرٍ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ وَاسْتَثْنَى رِضَاءَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ . فَأَتَى الْحُسَيْنَ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ الْخَالَ وَالِدٌ وَأَمْرُ هَذِهِ الْجَارِيَةِ بِيَدِكَ ، فَأَشْهِدْ عَلَيْكَ الْحُسَيْنَ بِذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ لِلْجَارِيَةِ : يَا بُنَيَّةُ ، إِنَّا لَمْ نُخْرِجْ مِنَّا غَرِيبَةً قَطُّ ، أَفَأْمُرُكِ بِيَدِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، فَأَخَذَ بِيَدِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ ، وَبَنُو هَاشِمٍ ، وَبَنُو أُمَيَّةَ ، وَغَيْرُهُمْ مُجْتَمِعُونَ ، فَحَمِدَ مَرْوَانُ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَحَبَّ أَنْ يَزِيدَ لِقَرَابَةٍ لُطْفًا وَالْحَقِّ عِظَمًا ، وَأَنْ يَتَلافَى مَا كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ بِصِهْرِهِمَا ، وَعَائِدَةُ فَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ عَلَى بَنِي عَمِّهِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، وَقَدْ كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي ابْنَتِهِ مَا يَحْسُنُ فِيهِ رَأْيُهُ ، وَوَلَّى أَمْرَهَا الْحُسَيْنَ خَالَهَا ، وَلَيْسَ عِنْدَ الْحُسَيْنِ خِلافُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَتَكَلَّمَ الْحُسَيْنُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الإِسْلامَ دَفَعَ الْخَسِيسَةَ وَتَمَّمَ النَّقِيصَةَ وَأَذْهَبَ اللائِمَةَ ، فَلا لَوْمَ عَلَى مُسْلِمٍ إِلا فِي أَمْرِ مَأْثَمٍ ، وَإِنَّ الْقَرَابَةَ الَّتِي عَظَّمَ اللَّهُ حَقَّهَا وَأَمَرَ بِرِعَايَتِهَا ، وَأَنْ يَسْأَلَ نَبِيُّهُ الأَجْرَ لَهُ بِالْمَوَدَّةِ لأَهْلِهَا قَرَابَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَقَدْ بَدَا لِي أَنْ أُزَوِّجَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ مَنْ هُوَ أَقْرَبُ نَسَبًا وَأَلْطَفُ سَبَبًا ، وَهُوَ هَذَا الْغُلامُ ، وَقَدْ جَعَلْتُ مَهْرَهَا عَنْهُ الْبُغَيْبَغَةَ . فَغَضِبَ مَرْوَانُ ، وَقَالَ : غَدْرًا يَا بَنِي هَاشِمٍ ؟ ! ثُمَّ قُمْ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ : مَا هَذَا بِمُشْبِهِ أَيَادِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنِّي جَعَلْتُ أَمْرَهَا إِلَى خَالِهَا ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ : رُوَيْدَكَ ، أَلا تَعْلَمُ يَا مِسْوَرُ بْنَ مَخْرَمَةَ ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ خَطَبَ عَائِشَةَ بِنْتَ عُثْمَانَ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَجْلِسِ ، وَقَدْ أَشْفَيْنَا عَلَى الْفَرَاغِ ، وَقَدْ وَلَّوْكَ يَا مَرْوَانُ أَمْرَهَا . قُلْتَ : قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُزَوِّجَهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ؟ قَالَ مَرْوَانُ : قَدْ كَانَ ذَلِكَ . قَالَ الْحُسَيْنُ : فَأَنْتُمْ أَوَّلُ الْغَدْرِ وَمَوْضِعُهُ . ثُمَّ نَهَضَ ، فَقَالَ مَرْوَانُ لِلْمِسْوَرِ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَاللَّهِ لَغَيْظِي عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَشَدُّ مِنْ غَيْظِي عَلَى الْحُسَيْنِ ، لِرَأْيِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ وَأَيَادِيهِ عِنْدَهُ ، وَلأَنَّ الْحُسَيْنَ وَغَرَ الصَّدْرِ عَلَيْنَا وَعَبْدَ اللَّهِ سَلِيمُ الصَّدْرِ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِصَنَائِعِهِ عِنْدَهُ ، فَقَالَ الْمِسْوَرُ : لا تَحْمِلْ عَلَى الْقَوْمِ ، فَالَّذِي صَنَعُوا أَفْضَلُ ، وَصَلُوا رَحِمًا وَوَضَعُوا كَرِيمَتَهُمْ حَيْثُ أَرَادُوا ، فَأَمْسَكَ مَرْوَانُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاوِيَةُ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.