خبر ردة العرب في خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 202

وأخبرني وأخبرني داود بْن حبال الأسدي ، عن أشياخ من قومه ، أن عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه ، قَالَ لطليحة : أنت الكذاب عَلَى اللَّه حين زعمت أنه أنزل عليك إن اللَّه لا يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم شيئا ، فاذكروا اللَّه أعفة قياما ، فإن الرغوة فوق الصريح ، فقال : يا أمير الْمُؤْمِنِين ذلك من فتن الكفر الَّذِي هدمه الإِسْلام كله ، فلا تعنف عَلي ببعضه ، فأسكت عُمَر قَالُوا : وأتى خَالِد بْن الوليد زمان وأبانين ، وهناك فل بزاخة فلم يقاتلوه ، وبايعوه لأبي بكر وبعث خَالِد بْن الوليد هِشَام بْن العاصي بْن وائل السهمي ، وأخا عَمْرو بْن العاصي ، وكان قديم الإسلام ، وهو من مهاجرة الحبشة إِلَى بني عَامِر بْن صعصعة ، فلم يقاتلوه ، وأظهروا الإِسْلام والأذان ، فانصرف عنهم وكان قرة بْن هبيرة القشيري امتنع من أداء الصدقة ، وأمد طليحة فأخذه هِشَام بْن العاصي ، وأتى به خالدا فحمله إِلَى أَبِي بكر ، فقال والله ما كفرت مذ آمنت ، ولقد مر بي عَمْرو بْن العاصي منصرفا من عمان ، فأكرمته وبررته فسأل أَبُو بكر عمرا رضي اللَّه عنهما عن ذلك ، فصدقه ، فحقن أَبُو بكر دمه ، ويقال : إن خالدا كان سار إِلَى بلاد بني عَامِر ، فأخذ قرة وبعث به إِلَى أَبِي بكر . قَالَ : ثُمَّ سار خَالِد بْن الوليد إِلَى الغمر ، وهناك جماعة من بني أسد وغطفان وغيرهم وعليهم خارجة بْن حصن بْن حذيفة ، ويقال : إنهم كانوا متسايدين قَدْ جعل كل قوم عليهم رئيسًا منهم قاتلوا خالدا والمسلمين ، فقتلوا منهم جماعة وانهزم الباقون وفي يوم الغمر يقول الحطيئة العبسي ألا كل أرماح قصار أذلة فداء لا رماح الفوارس بالغمر ثُمَّ أتى خَالِد حنو قراقر ، ويقال : أتى النقيرة ، وكان هناك جمع لبني سليم عليهم أَبُو شجرة عَمْرو بْن عَبْد العزى السلمي ، وأمه الخنساء فقاتلوه ، فاستشهد رجل منَ المسلمين ، ثُمَّ فض اللَّه جمع المشركين ، وجعل خَالِد يومئذ يحرق المرتدين ، فقيل لأبي بكر في ذلك ، فقال : لا أشيم سيفًا سله اللَّه عَلَى الكفار وأسلم أَبُو شجرة ، فقدم عَلَى عُمَر وهو يعطي المساكين ، فاستعطاه ، فقال له : ألست القائل ورويت رمحي من كتيبة خَالِد وإني لأرجو بعدها أن أعمرا وعلاه بالدرة ، فقال : قَدْ محا الإسلام ذلك يا أمير الْمُؤْمِنِين ، قَالُوا : وأتى الفجاءة وهو بجير بْن إياس بْن عَبْد اللَّهِ السلمي ، أَبَا بكر ، فقال : احملني وقوني أقاتل المرتدين ، فحمله وأعطاه سلاحًا ، فخرج يعترض الناس فيقتل المسلمين والمرتدين ، وجمع جمعا ، فكتب أَبُو بكر إِلَى طريفة بْن حاجزة ، أخي معن بْن حاجزة ، يأمره بقتاله ، فقاتله وأسره ابْن حاجزة ، فبعث به إِلَى أَبِي بكر ، فأمر أَبُو بكر بإحراقه في ناحية المصلى ، ويقال : إن أَبَا بكر كتب إِلَى معن في أمر الفجاءة ، فوجه معن إليه طريفة أخاه ، فأسره ثُمَّ سار خَالِد إِلَى من بالبطاح والبعوضة من بني تميم ، فقاتلوه ففض جمعهم ، وقتل مَالِك بْن نويرة أخا متمم بْن نويرة ، وكان مَالِك عاملا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدقات بني حنظلة ، فلما قبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلى ما كان في يده منَ الفرائض ، وقال : شأنكم بأموالكم يا بني حنظلة ، وقد قيل : إن خالدًا لم يلق بالبطاح والبعوضة أحدًا ، ولكنه بث السرايا في بني تميم وكان منها سرية عليها ضرار بْن الأزور الأسدي ، فلقي ضرار مالكًا فاقتتلوا وأسره وجماعة معه ، فأتى بهم خالدا فأمر بهم فضربت أعناقهم وتولى ضرار ضرب عنق مَالِك . ويقال إن مالكا قَالَ لخالد إني والله ما ارتددت ، وشهد أَبُو قتادة الأنصاري أن بني حنظلة وضعوا السلاح وأذنوا ، فقال عُمَر بْن الخطاب لأبي بكر رضي اللَّه عنهما : بعثت رجلا يقتل المسلمين ويعذب بالنار وقد روى أن متمم بْن نويرة دخل عَلَى عُمَر بْن الخطاب ، فقال له : ما بلغ من وجدك عَلَى أخيك مَالِك ، قَالَ : بكيته حولا حَتَّى أسعدت عيني الذاهبة عيني الصحيحة ، وما رأيت نارًا إلا كدت أنقطع لها أسفا عَلَيْهِ ، لأنه كان يوقد ناره إِلَى الصبح مخافة أن يأتيه ضيف ، فلا يعرف مكانه قَالَ : فصفه لي قَالَ : كان يركب الفرس الجرور ويقود الجمل الثفال ، وهو بَيْنَ المزادتين النضوحين في الليلة القرة وعليه شملة ، فلوت معتقلا رمحا خطلا ، فيسري ليلته ، ثُمَّ يصبح ، وكان وجهه فلقة قمر ، قَالَ : فأنشدني بعض ما قلت فيه فأنشده مرثيته الَّتِي يقول فيها : وكنا كندماني جذيمة حقبة منَ الدهر حَتَّى قيل لن يتصدعا ، فقال عُمَر : لو كنت أحسن قول الشعر لرثيت أخي زيدًا ، فقال متمم : ولا سواء يا أمير الْمُؤْمِنِين : لو كان أخي صرع مصرع أخيك ما بكيته ، فقال عُمَر : ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني . قَالُوا : وتنبأت أم صادر سجاح بنت أوس بْن أسامة بْن العنبر بْن يربوع بْن حنظلة بْن مَالِك بْن زيد مناة بْن تميم ، ويقال : هي سجاح بنت الحارث بْن عقفان بْن سويد بْن خَالِد بْن أسامة ، وتكهنت فأتبعها قوم من بني تميم ، وقوم من أخوالها بني تغلب ، ثُمَّ إنها سجعت ذات يوم فقالت : إن رب السحاب يأمركم أن تغزوا الرباب ، فغزتهم فهزموها ، ولم يقاتلها أحد غيرهم ، فأتت مسيلمة الكذاب وهو بحجر فتزوجته ، وجعلت دينها ودينه واحدا ، فلما قتل صارت إِلَى أخوالها ، فماتت عندهم .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَر بْن الخطاب

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.