وحدثني مُحَمَّد بْن هارون الأصبهاني ، قَالَ : مر الرشيد بهمذان وهو يريد خراسان واعترضه أهل قزوين ، فأخبروه بمكانهم من بلاد العدو وغنائمهم في مجاهدته وسألوه النظر لهم وتخفيف ما يلزمهم من عشر غلاتهم في القصبة ، فصير عليهم في كل سنة عشرة آلاف درهم مقاطعة ، وكان الْقَاسِم بْن أمير الْمُؤْمِنِين الرشيد ولى جرجان وطبرستان وقزوين ، فألجأ إليه أهل زنجان ضياعهم تعززا به ودفعا لمكروه الصعاليك وظلم العمال عنهم ، وكتبوا له عليها الأشرية ، وصاروا مزارعين له ، وهي اليوم منَ الضياع ، وكان القاقزان عشريا ، لأن أهله أسلموا عَلَيْهِ وأحيوه بعد الإِسْلام ، فألجأوه إِلَى الْقَاسِم أيضا عَلَى أن جعلوا له عشرا ثانيا سوى عشر بيت المال فصار أيضا في الضياع ، ولم تزل دستبى عَلَى قسميها بعضها منَ الري وبعضها من همذان إِلَى أن سعى رجل ممن بقزوين من بنى تميم ، يقال له : حنظلة بْن خَالِد يكنى أَبَا مَالِك في أمرها ، حَتَّى صيرت كلها إِلَى قزوين ، فسمعه رجل من أهل بلده يقول : كورتها وأنا أَبُو مَالِك ، فقال : بل أفسدتها وأنت أَبُو هالك .