جرجان وطبرستان ونواحيها


تفسير

رقم الحديث : 508

قَالَ الْحُسَيْن بْن عَمْرو : وأخبرني واقد : أن العرب لما نزلت أذربيجان نزعت إليها عشائرها منَ المصرين والشام ، وغلب كل قوم عَلَى ما أمكنهم وابتاع بعضهم منَ العجم الأرضين ، وألجئت إليهم القرى للخفارة ، فصار أهلها مزارعين لهم وقال الْحُسَيْن : كانت ورتان قنطرة كقنطرتي وحش وأرشق اللتين اتخذتا حديثا أيام بابك ، فبناها مروان بْن مُحَمَّد بْن مروان بْن الحكم ، وأحي أرضها وحصنها ، فصارت ضيعة له ، ثُمَّ قبضت مع ما قبض من ضياع بني أمية لأم جَعْفَر زبيدة بنت جَعْفَر بْن المَنْصُور أمير الْمُؤْمِنِين ، وهدم وكلاؤها سورها ، ثُمَّ رم وجدد قريبا ، وكان الورثاني من مواليها ، قَالَ : وكانت برزند قرية فعسكر فيها الأفشين حيدر بْن كاوس عامل أمير الْمُؤْمِنِين المعتصم بالله عَلَى أذربيجان وأرمينية والجبل أيام محاربته الكافر بابك الخرمي وحصنها . قَالُوا : وكانت المراغة تدعى اقراهروذ ، فعسكر مروان بْن مُحَمَّد ، وهو والى أرمينية وأذربيجان منصرفة من غزوة موقان ، وجيلان بالقرب منها ، وكان فيها سرجين كثير ، فكانت دوابه ودواب أصحابه تمرغ فيها ، فجعلوا يقولون : ابن وا قرية المراغة ، ثُمَّ حذف الناس قرية ، وقالوا المراغة : وكان أهلها ألجئوها إِلَى مروان فابتناها وتألف وكلاؤه الناس ، فكثروا فيها للتعزز وعمروها ، ثُمَّ إنها قبضت مع ما قبض من ضياع بني أمية ، وصارت لبعض بنات الرشيد أمير الْمُؤْمِنِين ، فلما عاث الوجناء الأزدي وصدقة بْن علي مولى الأزد ، فأفسدا وولى خزيمة بْن خازم بْن خزيمة أرمينية وأذربيجان في خلافة الرشيد بنى سورها وحصنها ومصرها ، وأنزلها جندا كثيفا ، ثُمَّ لما ظهر بابك الخرمي بالبذ لجأ الناس إليها فنزلوها وتحصنوا فيها ، ورم سورها في أيام المأمون عدة من عماله منهم أَحْمَد بْن الجنيد بْن فرزندى ، وعلي بْن هِشَام ، ثُمَّ نزل الناس ربضها وحصنها وأما مرند فكانت قرية صغيرة ، فنزلها حلبس أَبُو البعيث ، ثُمَّ ابنه مُحَمَّد بْن البعيث ، وبنى بها مُحَمَّد قصورا ، وكان قَدْ خالف في خلافة أمير الْمُؤْمِنِين المتوكل عَلَى اللَّه فحاربه بغا الصغير مولى أمير الْمُؤْمِنِين ، حَتَّى ظفر به وحمله إِلَى سر من رأى ، وهدم حائط مرند ، وذلك القصر . والبعيث من ولد عتيب بْن عُمَر بْن وهب بْن أفصى بْن دعمى بْن جديلة بْن أسد بْن ربيعة ويقال : إنه عتيب بْن عوف بْن سنان ، والعتبيون يقولون ذلك والله أعلم . وأما أرمية فمدينة قديمة يزعم المجوس أن زردشت صاحبهم كان منها وكان صدقة بْن علي بْن صدقة بْن دينار مولى الأزد ، حارب أهلها حَتَّى دخلها وغلب عليها ، وبنى وأخوته بها قصورا ، وأما تبريز فنزلها الرواد الأزدي ، ثُمَّ الوجناء بْن الرواد ، وبنى بها وأخوته بناء وحصنها بسور ، فنزلها الناس معه ، وأما الميانج وخلباثا فمنازل الهمدانيين ، وقد مدن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر الهمداني محلته بالميانج ، وصبر السلطان بها منبرا . وأما كورة برزة فللأود ، وقصبتها لرجل منهم جمع الناس إليها ، وبنى بها حصنا ، وقد اتخذ بها في سنة تسع وثلاثين ومائتين منبر عَلَى كره منَ الأودي ، وأما نريز فكانت قرية لها قصر قديم متشعث ، فنزلها مر بْن عَمْرو الموصلي الطائي ، فبنى بها وأسكنها ولده ، ثُمَّ أنهم بنوا بها قصورا ومدنوها ، وبنوا سوق جابروان وكبروه وأفرده السلطان لهم ، فصاروا يتولونه دون عامل أذربيجان ، فأما سراة فإن فيها من كندة جماعة أَخْبَرَنِي بعضهم أنه من ولد من كان مع الأشعث بْن قيس الكندي .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.