وحدثني أَبُو مُحَمَّد الثوري ، عَنِ الأصمعي ، قَالَ : لما نزل عتبة بْن غزوان الخريبة ، ولد بها عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي بكرة ، وهو أول مولود بالبصرة فنحر أبوه جزورا أشبع منها أهل البصرة ، ثُمَّ لما استعمل معاوية بْن أَبِي سُفْيَان زيادا عَلَى البصرة زاد في المسجد زيادة كثيرة وبناه بالآجر والجص وسقفه بالساج ، وقال لا ينبغي للإمام أن يتخطى الناس ، فحول دار الإمارة منَ الدهناء إِلَى قبلة المسجد ، فكان الإمام يخرج منَ الدار في الباب الَّذِي في حائط القبلة ، وجعل زياد حين بنى المسجد ، ودار الإمارة يطوف فيها وينظر إِلَى البناء ، ثُمَّ يقول لمن معه من وجوه أهل البصرة أترون خللا ، فيقولون : ما نعلم بناء أحكم منه ، فقال : بلى هَذِهِ الأساطين الَّتِي عَلَى كل واحدة منها أربعة عقود لو كانت أغلظ من سائر الأساطين .