امر جند قنسرين والمدن التي تدعى العواصم


تفسير

رقم الحديث : 230

وحدثني وحدثني أَبُو حفص الدمشقي ، عن سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ ، قَالَ : لما افتتح أَبُو عُبَيْدة بْن الجراح دمشق استخلف يزيد بْن أَبِي سُفْيَان عَلَى دمشق ، وعمرو بْن العاص عَلَى فلسطين ، وشرحبيل عَلَى الأردن ، وأتى حمص فصالح أهلها عَلَى نحو صلح بعلبك ، ثُمَّ خلف بحمص عبادة بْن الصامت الأنصاري ، ومضى نحو حماة فتلقاه أهلها مذعنين ، فصالحهم عَلَى الجزية في رءوسهم والخراج في أرضهم ، فمضى نحو شيزر ، فخرجوا يكفرون ومعهم المقلسون ، ورضوا بمثل ما رضي به أهل حماة ، وبلغت خيله الزراعة والقسطل . ومر أَبُو عُبَيْدة بمعرة حمص ، وهي الَّتِي تنسب إِلَى النعمان بْن بشير ، فخرجوا يقلسون بَيْنَ يديه ، ثُمَّ أتى فامية ، ففعل أهلها مثل ذلك ، وأذعنوا بالجزية والخراج ، واستتم أمر حمص ، فكانت حمص وقنسرين شيئا واحدا ، وقد اختلفوا في تسمية الأجناد ، فقال بعضهم : سمى المسلمون فلسطين جندا ، لأنه جمع كورا ، وكذلك دمشق ، وكذلك الأردن ، وكذلك حمص مع قنسرين ، وقال بعضهم : سميت كل ناحية لها جند يقبضون أطماعهم بها جندا ، وذكروا أن الجزيرة كانت إِلَى قنسرين فجندها عَبْد الملك بْن مروان أي : أفردها فصار جندها يأخذون أطماعهم بها من خراجها ، وأن مُحَمَّد بْن مروان كان سأل عَبْد الملك تجنيدها ، ففعل ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إِلَى حمص ، حَتَّى كان يزيد بْن معاوية ، فجعل قنسرين وأنطاكية ومنبج وذواتها جندا . فلما استخلف أمير الْمُؤْمِنِين الرشيد هارون بْن المهدي ، أفرد قنسرين بكورها ، فصير ذلك جندًا واحدًا ، وأفرد منبج ، ودلوك ، ورعبان ، وقورس ، وأنطاكية ، وتيزين ، وسماها العواصم ، لأن المسلمين يعتصمون بها ، فتعصمهم وتمنعهم إذا انصرفوا من غزوهم وخرجوا منَ الثغر ، وجعل مدينة العواصم منبج ، فسكنها عَبْد الملك بْن صالح بْن علي في سنة ثلاث وسبعين ومائة وبنى بها أبنية .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.