وحدثني أَبُو عَمْرو الباهلي ، وغيره ، قَالُوا : نسب حصن مَنْصُور إِلَى مَنْصُور بْن جعونة بْن الحارث العامري من قيس ، وذلك أنه تولى بناءه ومرمته ، وكان مقيما به أيام مروان ليرد العدو ، ومعه جند كثيف من أهل الشام والجزيرة . وكان مَنْصُور هَذَا عَلَى أهل الرها حين امتنعوا في أول الدولة ، فحصرهم المَنْصُور وهو عامل أَبِي العَبَّاس عَلَى الجزيرة وأرمينية ، فلما فتحها هرب مَنْصُور ، ثُمَّ أومن فظهر ، فلما خلع عَبْد اللَّهِ بْن علي أَبَا جَعْفَر المَنْصُور ولاه شرطته ، فلما هرب عَبْد اللَّهِ إِلَى البصرة استخفى ، فدل عَلَيْهِ في سنة إحدى وأربعين ومائة ، فأتى المَنْصُور به فقتله بالرقة منصرفه من بيت المقدس ، وقوم يقولون : أنه أومن بعد هرب ابْن علي فظهر ، ثُمَّ وجدت له كتب إِلَى الروم بغش الإِسْلام ، فلما قدم المَنْصُور الرقة من بيت المقدس سنة إحدى وأربعين ومائة وجه من أتاه به فضرب عنقه بالرقة ، ثُمَّ انصرف إِلَى الهاشمية بالكوفة ، وكان الرشيد بنى حصن مَنْصُور وشحنه في خلافة المهدي .