كور الاهواز


تفسير

رقم الحديث : 549

حدثني حدثني روج بْن عَبْد المؤمن ، قَالَ : حدثني يعقوب ، عن أَبِي عاصم الرامهرمزي ، وكان قَدْ بلغ المائة أو قاربها ، قَالَ : صالح أَبُو موسى أهل رامهرمز عَلَى ثمانمائة ألف أو تسعمائة ألف ، ثُمَّ أنهم غدروا ففتحت بعد عنوة ، ففتحها أَبُو موسى في آخر أيامه . قالوا : وفتح أَبُو موسى سرق عَلَى مثل صلح رامهرمز ، ثُمَّ أنهم غدروا فوجه إليها حارثة بْن بدر الغداني في جيش كثيف ، فلم يفتحها ، فلما قدم عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر فتحها عنوة ، وقد كان حارثة ولى سرق بعد ذلك وفيه يقول أَبُو الأسود الدؤلي : أحار بْن بدر قَدْ وليت أمارة فكن جرزا فيها تخون وتسرق فإن جميع الناس إما مكذب يقول بما تهوى وإما مصدق يقولون أقوالا بظن وشبهة فإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا ولا تعجزن فالعجز أسوء عادة فحظك من مال العراقين سرق فلما بلغ الشعر حارثة قَالَ : جزاك إله الناس خير جزائه فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا أمرت بحزم لو أمرت بغيره لألفيتني فيه لأمرك عاصيا قَالُوا : وسار أَبُو موسى إِلَى تستر وبها شوكة العدو وحدهم ، فكتب إِلَى عُمَر يستمده فكتب عُمَر إِلَى عمار بْن ياسر يأمره بالمسير إليه في أهل الكوفة ، فقدم عمار جرير بْن عَبْد اللَّهِ البجلي ، وسار حَتَّى تستر ، وعلى ميمنته يعني ميمنة أَبِي موسى البراء بْن مَالِك أخو أنس بْن مَالِك ، وعلى ميسرته مجزأة بْن ثور السدوسي ، وعلى الخيل أنس بْن مَالِك ، وعلى ميمنة عمار البراء بْن عازب الأنصاري ، وعلى ميسرته حذيفة بْن اليمان العبسي ، وعلى خيلة قرظة بْن كعب الأنصاري ، وعلى رجالته النعمان بْن مقرن المزني ، فقاتلهم أهل تستر قتالا شديدا ، وحمل أهل البصرة وأهل الكوفة ، حَتَّى بلغوا ناب تستر فضار بهم البراء بْن مَالِك عَلَى الباب ، حَتَّى استشهد رحمه اللَّه ، ودخل الهرمزان وأصحابه المدينة بشر حال ، وقد قتل منهم في المعركة تسعمائة ، وأسر ستمائة ، ضربت أعناقهم بعد ، وكان الهرمزان من أهل مهرجان قذف ، وقد حضر وقعة جلولاء مع الأعاجم ، ثُمَّ أن رجلا منَ الأعاجم استأمن إِلَى المسلمين عَلَى أن يدلهم عَلَى عورة المشركين فأسلم ، واشترط أن يفرض لولده ويفرض له ، فعاقده أَبُو موسى عَلَى ذلك ، ووجه رجلا من شيبان ، يقال له : أشرس بْن عوف ، فخاض به دجيل عَلَى عرق من حجارة ، ثُمَّ علا به المدينة وأراه الهرمزان ، ثُمَّ رده إِلَى العسكر فندب أَبُو موسى أربعين رجلا مع مجزأة بْن ثور ، وأتبعهم مائتي رجل وذلك في الليل والمستأمن يقدمهم فأدخلهم المدينة ، فقتلوا الحرس وكبروا عَلَى سور المدينة ، سمع ذلك الهرمزان هرب إِلَى قلعته ، وكانت موضع خزانته وأمواله ، وعبر أَبُو موسى حين أصبح حَتَّى دخل المدينة فاحتوى عليها وقال الهرمزان : ما دل العرب عَلَى عورتنا إلا بعض من معنا ممن رأى إقبال أمرهم وإدبار أمرنا وجعل الرجل منَ الأعاجم يقتل أهله وولده ويلقيهم في دجيل خوفا من أن يظفر بهم العرب ، وطلب الهرمزان الأمان وأبى أَبُو موسى أن يعطيه ذلك ، إلا عَلَى حكم عُمَر ، فنزل عَلَى ذلك وقتل أَبُو موسى من كان في القلعة ممن لا أمان له ، وحمل الهرمزان إِلَى عُمَر فاستحياه وفرض له ، ثُمَّ أنه اتهم بممالأة أَبِي لؤلؤة عَبْد المغيرة بْن شعبة ، عَلَى قتل عُمَر رضي اللَّه عنه ، فقال عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر : أمض بنا ننظر إِلَى فرس لي ، فمضى وعُبَيْد اللَّه خلفه ، فضربه بالسيف وهو غافل فقتله .

الرواه :

الأسم الرتبة