اسباب العقوبات وانواعها


تفسير

رقم الحديث : 58

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ ، قَالَ : " أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالُ لَهُ : أَرْمِيَا : أَنْ قُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِكَ ؛ فَإِنَّ لَهُمْ قُلُوبًا لا يَفْقَهُونَ بِهَا ، وَأَعْيُنًا لا يُبْصِرُونَ بِهَا ، وَآذَانًا لا يَسْمَعُونَ بِهَا ، فَسَلْهُمْ كَيْفَ وَجَدُوا غِبَّ طَاعَتِي ؟ وَسَلْهُمْ كَيْفَ وَجَدُوا غِبَّ مَعْصِيَتِي ؟ وَسَلْهُمْ هَلْ شَقِيَ أَحَدٌ بِطَاعَتِي ؟ أَمْ هَلْ سَعِدَ أَحَدٌ بِمَعْصِيَتِي ؟ إِنَّ الْبَهَائِمَ تَذْكُرُ أَوْطَانَهَا فَتَنْزِعُ إِلَيْهَا ، وَإِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ تَرَكُوا الأَمْرَ الَّذِي أَكْرَمْتُ بِهِ إِيَّاهُمْ ، وَالْتَمَسُوا إِكْرَامَهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهِهَا ، أَمَّا مُلُوكُهُمْ فَكَفَرُوا نِعْمَتِي ، وَأَمَّا أَحْبَارُهُمْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بِمَا عَرَفُوا مِنْ حِكْمَتِي ، خَزَنُوا الْمُنْكَرَ فِي صُدُورِهِمْ ، وَعوَّدُوا الْكَذِبَ أَلْسِنَتَهُمْ ، فَبِعِزَّتِي وَجَلالِي لأُهَيِّجَنَّ عَلَيْهِمْ جُنُودًا لا يَعْرِفُونَ وُجُوهَهُمْ ، وَلا يَفْقَهُونَ أَلْسِنَتَهُمْ ، وَلا يَرْحَمُونَ بُكَاءَهُمْ ، أُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ خَيْلَ رَامَسِيَا ، لَهُ جُنُودٌ كَقِطَعِ السَّحَابِ ، كَأَنَّ حُمُلَ فُرْسَانِهِ كَالْعِقْبَانِ ، وَكَأَنَّ خَفْقَ رَايَاتِهِ أَجْنِحَةُ النُّسُورِ ، فَيَدَعُونَ الْعُمْرَانَ خَرَابًا ، وَالْقُرَى وَحْشًا ، فَوَيْلٌ لإِيلِيَّاءَ وَسُكَّانِهَا ، كَيْفَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِمُ السِّبَايَةَ ، وَأُذِلُّهُمْ بِالْقَتْلِ ، لأُبَدِلَنَّهُمْ بَعْدَ حُبِّ الأَعْرَاسِ صِرَاعَ الْهَامِ ، وَلأُبَدِّلَنَّ بِغِنَاهُمْ بَعْدَ الْعِزِّ الذُّلَّ ، وَبَعْدَ الشِّبَعِ الْجُوعَ ، وَلأَجْعَلَنَّ لُحُومَهُمْ زِبْلَ الأَرْضِ ، وَعِظَامَهُمْ طَاحِيَةً لِلشَّمْسِ . فَقَالَ ذَلِكَ النَّبِيُّ : أَيْ رَبِّ ، إِنَّكَ لَمُهْلِكُ الأُمَّةِ ، وَمُخَرِّبُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ ، وَهُمْ وَلَدُ خَلِيلِكَ إِبْرَاهِيمَ ، وَأُمَّةُ صَفيِّكَ مُوسَى ، وَقَوْمُ نَبِيِّكَ دَاوُدَ ، فَأَيُّ أُمَّةٍ تَأْمَنُ مَكْرَكَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمَّةِ ؟ وَأَيُّ مَدِينَةٍ . . . . . . عَلَيْكَ بَعْدَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ : إِنِّي إِنَّمَا أَكْرَمْتُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَدَاوُدَ بِطَاعَتِي ، وَلَوْ عَصَوْنِي لأَنْزَلْتُهُمْ مَنَازِلَ الْعَاصِينَ ، إِنَّ الْقُرُونَ قَبْلَكَ كَانُوا يَسْتَحْرِمُونَ لِمَعْصِيَتِي حَتَّى الْقَرْنِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ ، فَأَظْهَرُوا مَعْصِيَتِي فَوْقَ رُءُوسِ الْجِبَالِ ، وَتَحْتَ ظِلالِ الشَّجَرِ ، وَفِي بُطُونِ الأَوْدِيَةِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَمَرْتُ السَّمَاءَ فَكَانَتْ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ عَلَيْهِمْ ، وَأَمَرْتُ الأَرْضَ فَكَانَتْ صَفْحَةً مِنْ نُحَاسٍ ، فَلا سَمَاءَ تُمْطِرُ ، وَلا أَرْضَ تُنْبِتُ ، فَإِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ شَيْئًا فَبِرَحْمَتِي وَعَطْفِي عَلَى الْبَهَائِمِ ، وَإِنْ أَنْبَتَتِ الأَرْضُ شَيْئًا تَسلَّطَتْ عَلَيْهِ الْجَرَادُ وَالْجَنَادِبُ وَالصَّرَاصِيرُ ، فَإِنْ حَصَدُوا مِنْهُ شَيْئًا فِي خِلالِ ذَلِكَ فَأَوْدَعُوهُ فِي بُيُوتِهِمْ نُزِعَتْ بَرَكَتُهُ ، ثُمَّ يَدْعُونَ فَلا أَسْتَجِيبُ لَهُمْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.