حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ , قَالَ : قَالَ دِهْقَانُ لأَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى خُرَسَانَ ، وَمَرَّ بِهِ وَهُوَ يَدْهَقُ فِي حَبْسِهِ : " إِنْ كُنْتَ تُعْطِي لِتَرْحَمَ فَارْحَمْ مَنْ تَظْلِمُ ، إِنَّ السَّمَوَاتِ تَنْفَرِجُ لِدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ ؛ فَاحْذَرْ مَنْ لَيْسَ لَهُ نَاصِرٌ إِلا اللَّهُ ، وَلا جُنَّةَ لَهُ إِلا الثِّقَةُ بِنُزُولِ التَّغَيُّرِ ، وَلا سِلاحَ لَهُ إِلا الابْتِهَالُ إِلَى مَنْ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ ، يَا أَسَدُ : إِنَّ الْبَغْيَ يَصْرَعُ أَهْلَهُ ، وَالْبَغْيُ مَصْرَعُهُ وَخِيمٌ ، فَلا تَغْتَرَّ بِإِبْطَاءِ الْغِيَاثِ مِنْ نَاصِرٍ مَتَى شَاءَ أَنْ يُغِيثَ أَغَاثَ . وَقَدْ أَمْلَى لِقَوْمٍ كَيْ يَزْدَادُوا إِثْمًا ، وَجَمِيعُ أَهْلِ السَّعَادَةِ إِمَّا تَارِكٌ سَالِمٌ مِنَ الذَّنْبِ ، وَإِمَّا تَارِكُ الإِصْرَارِ ، وَمَنْ رَغِبَ عَنِ التَّمَادِي فَقَدْ نَالَ إِحْدَى الْغَنِيمَتَيْنِ ، وَمَنْ خَرَجَ مِنَ السَّعَادَةِ فَلا غَايَةَ إِلا الشَّقَاوَةُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |