حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ يُحَدِّثُ , عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا سورة مريم آية 85 , قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْوَفْدُ إِلا رَكِبٌ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنَّهُمْ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمِ اسْتُقْبِلُوا بِنُوقٍ بِيضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ , عَلَيْهَا رِحَالُ الذَّهَبِ , شُرُكُ نِعَالِهِمْ نُورٌ يَتَلأْلأُ ، كُلُّ خُطْوَةٍ مِنْهَا مَدُّ الْبَصَرِ فَيَنْتَهُونَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ , يَنْبُعُ مِنْ أَصْلِهَا عَيْنَانِ ، فَإِذَا شَرِبُوا مِنْ إِحْدَاهُمَا جَرَتْ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ , وَإِذَا تَوَضَّئُوا مِنَ الأُخْرَى لَمْ تَشْعَثْ شُعُورُهُمْ أَبَدًا ، فَيَضْرِبُونَ الْحَلْقَةَ لِيَفْتَحَهُ , فَلَوْ سَمِعْتَ طَنِينَ الْحَلْقَةِ يَا عَلِيُّ ، فَيَبْلُغُ كُلَّ حور أَنَّ زَوْجَهَا قَدْ أَقْبَلَ , فَتَسْتَخِفُّهَا الْعَجَلَةُ , فَتَبْعَثُ قَيِّمَهَا لِيَفْتَحَ لَهُ الْبَابَ , فَلَوْلا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَهُ نَفْسَهُ , لَخَرَّ سَاجِدًا مِمَّا يَرَى مِنَ النُّورِ وَالْبَهَاءِ ، فَيَقُولُ : أَنَا قَيِّمُكَ الَّذِي وُكِّلْتُ بِأَمْرِكَ , فَيَتْبَعُهُ , فَيَقْفُو أَثَرَهُ ، فَيَأْتِي زَوْجَتَهُ فَتَسْتَخِفُّهَا الْعَجَلَةُ ، فَتَخْرُجُ مِنَ الْخَيْمَةِ ، فَتُعَانِقُهُ , وَتَقُولُ : أَنْتَ حِبِّي ، وَأَنَا حِبُّكَ ، وَأَنَا الرَّاضِيَةُ فَلا أَسْخَطُ أَبَدًا ، وَأَنَا النَّاعِمَةُ فَلا أَبْؤُسُ أَبَدًا ، وَأَنَا الْخَالِدَةُ فَلا أَظْعَنُ أَبَدًا ، فَيَدْخُلُ بَيْتًا مِنْ أَسَاسِهِ إِلَى سَقْفِهِ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ , مَبْنِيٌّ عَلَى جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ ، طَرَائِقُ حُمْرٌ ، وَطَرَائِقُ خُضْرٌ ، وَطَرَائِقُ صُفْرٌ ، لَيْسَ مِنْهَا طَرِيقَةٌ تُشَاكِلُ صَاحِبَتَهَا ، فَيَأْتِي الأَرِيكَةَ , فَإِذَا عَلَيْهَا سَرِيرٌ , عَلَى السَّرِيرِ سَبْعُونَ فِرَاشًا ، عَلَيْهَا سَبْعُونَ زَوْجَةً , عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً , يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ بَاطِنِ الْحُلَلِ ، يَقْضِي جِمَاعَهُنَّ فِي مِقْدَارِ لَيْلَةٍ ، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ مُطَّرِدَةً ، أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ , صَافٍ لَيْسَ فِيهِ كَدَرٌ ، وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ ، وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ لَمْ تَعْصِرْهَا الرِّجَالُ بِأَقْدَامِهَا ، وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ، لَمْ يَخْرُجْ مِنْ بُطُونِ الْمَاشِيَةِ , فَإِذَا اشْتَهَوُا الطَّعَامَ , جَاءَتْهُمْ طَيْرٌ بِيضٌ تَرْفَعُ أَجْنِحَتَهَا ، فَيَأْكُلُونَ مِنْ جَوَانِبِهَا , مِنْ أَيِّ الأَلْوَانِ شَاءُوا ، ثُمَّ تَطِيرُ فَتَذْهَبُ , وَفِيهَا ثِمَارٌ مُتَدَلِّيَةٌ , إِذَا اشْتَهَوْهَا انْشَعَبَ الْغُصْنُ إِلَيْهِمْ , فَيَأْكُلُونَ مِنْ أَيِّ الثِّمَارِ اشْتَهَوْا , إِنْ شَاءَ قَائِمًا ، وَإِنْ شَاءَ مُتَّكِئًا ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ سورة الرحمن آية 54 , وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ خَدَمٌ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيٍّ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
الْحَارِثِ | الحارث بن عبد الله الأعور | متهم بالكذب |
الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ | الضحاك بن مزاحم الهلالي | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ | محمد بن عباد العكلي / توفي في :250 | مقبول |