أَخْبَرَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ , يَقُولُ : " أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ إِلَى مَلِكٍ يَفْتِنُ النَّاسَ عَلَى أَكْلِ لُحُومِ الْخَنَازِيرِ ، فَلَمَّا أُتِيَ بِهِ أَعْظَمَ النَّاسُ مَكَانَهُ ، وَهَالَهُمْ أَمْرُهُ ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ شُرْطَةِ الْمَلِكِ : ائْتِنِي بِجَدْيٍ تُزَكِّيهِ مِمَّا تَذْبَحُهُ ، يَحِلُّ لَكَ أَكْلُهُ ، فَأَعْطِنِيهِ ، فَإِنْ دَعَا بِلَحْمِ الْخِنْزِيرِ أَتَيْتُكَ بِهِ ، فَكُلْهُ ، فَذَبَحَ جَدْيًا فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الْمَلِكُ ، فَدَعَا بِلَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، فَأَتَاهُ صَاحِبُ الشُّرْطَةِ بِلَحْمِ الْجَدْيِ الَّذِي كَانَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، فَأَمَرَهُ الْمَلِكُ بِأَكْلِهِ ، فَأَبَى ، فَجَعَلَ صَاحِبُ الشُّرْطَةِ يَغْمِزُ إِلَيْهِ وَيَأْمُرُهُ أَنْ يَأْكُلَهُ ، وَيُرِيهِ أَنَّ اللَّحْمَ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَيْهِ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ ، فَأَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ صَاحِبَ الشُّرْطَةِ أَنْ يَقْتُلَهُ ، فَلَمَّا ذَهَبَ بِهِ , قَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْكُلَ وَهُوَ اللَّحْمُ الَّذِي دَفَعْتَ إِلَيَّ ؟ أَظَنَنْتَ أَنِّي أَتَيْتُكَ بِغَيْرِهِ ؟ قَالَ : لا قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ ، وَلَكِنِّي خِفْتُ أَنْ يُفْتَتَنَ النَّاسُ بِي ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدُهُمْ عَلَى أَكْلِ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ ، قَالَ : قَدْ أَكَلَهُ فُلانٌ ، فَيُسْتَنَّ بِي ، فَأَكُونَ فِتْنَةً لَهُمْ ، فَقُتِلَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ " .