ما يكون بحمص في ولاية القحطاني وبين قضاعة واليمن بعد المهدي


تفسير

رقم الحديث : 1232

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ نَازِلٌ عَلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ شَابٌّ جَيِّدُ الْكِسْوَةِ ، فَارِهُ الدَّابَّةِ ، فَقَالَ لَهُ : أَنَا طَبَارِسُ ، فَأَكْرَمَهُ وَأَدْنَى مَجْلِسَهُ وَقَرَّبَهُ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ الرُّومِيِّ ، وَكَانَ مَوْلًى لِبَنِي مَرْوَانَ ، سُبِيَ مِنَ الرُّومِ ، فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ فِقْهُهُ وَإِسْلامُهُ وَحَسُنَتْ نَصِيحَتُهُ لِلإِسْلامِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ طَبَارِسُ ، فَقَالَ : " كَذَبَ ، أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، أَنَا أَعْرَفُ النَّاسِ بِطَبَارِسَ ، لَوْ كَانَ بَيْنَ عَشَرَةِ آلافٍ لأَخْرَجْتُهُ ، طَبَارِسُ رَجُلٌ آدَمُ جَسِيمٌ ، أَجْبَهُ ، قَبِيحُ الأَسْنَانِ ، يَخْرُجُ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً ، يَرَى بِالدَّمِ شُرْبَ الْمَاءِ ، يَقُولُ : إِلَى مَتَى نَتْرُكَ أَكَلَةَ الْجَمَلِ فِي بِلادِنَا وَأَرْضِنَا ، سِيرُوا بِنَا إِلَى أَكَلَةِ الْجَمَلِ نَسْتَبِيحُهُمْ ، قَالَ : فَيَسِيرُونَ إِلَيْهِ بِجَمْعٍ لَمْ يَسِيرُوا بِمِثْلِهِ قَطُّ ، حَتَّى يَنْزِلُوا عَمْقًا ، وَيَبْلُغُ الْمُسْلِمِينَ مَسِيرُهُ وَمَنْزِلُهُ ، فَيَسْتَمِدُّونَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَقَاصِي الْيَمَنِ ، يَنْصُرُونَ الإِسْلامَ ، وَيَمُدُّ هَؤُلاءِ النَّصَارَى نَصَارَى الْجَزِيرَةِ وَالشَّامِ ، فَيَسِيرُ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهِمْ ، فَيُرْفَعُ النَّصْرُ عَنْهُمْ ، وَيُنَزَّلُ الصَّبْرُ عَلَيْهِمْ ، وَيُسَلَّطُ الْحَدِيدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ ، لا يَضُرُّ الرَّجُلَ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ سَيْفٌ لا يَجْدَعُ الأَنْفَ ، لا يَكُونُ مَكَانَهُ الصَّمْصَامَةُ ، لا يَضَعُهُ عَلَى شَيْءٍ إِلا أَبَانَهُ ، وَتَرْجِعُ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَخْذُلُونَهُمْ ، فَيَذْهَبُونَ فِي مَهِيلٍ مِنَ الأَرْضِ ، لا يَرَوْنَ الْجَنَّةَ وَلا أَهَالِيهِمْ أَبَدًا ، وَتُقْتَلُ طَائِفَةٌ ، وَيُنَزِّلُ اللَّهُ نَصْرَهُ عَلَى طَائِفَةٍ هُمْ أَخْيَرُ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، لِلشَّهِيدِ مِنْهُمْ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، وَلِلْبَاقِي كِفْلانِ مِنَ الأَجْرِ ، فَإِذَا الْتَقَوْا أَخَذَ الرَّايَةَ رَجُلٌ فَيُقْتَلُ ، ثُمَّ آخَرُ فَيُقْتَلُ ، ثُمَّ آخَرُ فَيُقْتَلُ ، حَتَّى يَأْخُذَهَا رَجُلٌ آدَمُ ، جَعْدُ الشَّعْرِ ، أَجْبُهُ أَقْنَى ، فَيَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ ، فَيَقْتُلُهُمْ ويَهْزِمُهُمْ ، وَيَبِيعُ مَالَهُمْ ، وَهُوَ مُعْتَقِلٌ رَايَتَهُ لا يَحْمِلُهَا غَيْرُهُ ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الْخَلِيجِ ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى الْخَلِيجِ يُقْدِمُ لِيَتَوَضَّأَ مِنْهُ ، فَيَتَبَاعَدُ الْمَاءُ عَنْهُ ، ثُمَّ يَدْنُو فَيَتَبَاعَدُ الْمَاءُ عَنْهُ ، فَإِذَا رَأَى ذَلِكَ رَجَعَ إِلَى دَابَّتِهِ فَأَخَذَهَا ، ثُمَّ جَازَ الْخَلِيجَ وَالْمَاءَ فِرْقَتَانِ ، نِصْفٌ عَنْ يَمِينِهِ ، وَنِصْفٌ عَنْ شِمَالِهِ ، وَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ أَنْ أَجِيزُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ فَرَقَ لَكُمُ الْبَحْرَ كَمَا فَرَقَهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَجَازُوا إِلَيْهِ ، فَيَأْتِي عَيْنًا عِنْدَ كَنِيسَةٍ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ مِنَ الْخَلِيجِ " . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ : قَدْ رَأَيْتُ تِلْكَ الْعَيْنَ ، وَتَوَضَّأَتْ مِنْهَا ، عَيْنٌ عَذْبَةٌ ، فَيَتَوَضَّأُ مِنْهَا ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، وَيَقُولُ لأَصْحَابِهِ : هَذَا أَمْرٌ أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ ، فَكَبِّرُوهُ ، وَهَلِّلُوهُ ، وَاحْمَدُوهُ ، فَيَفْعَلُونَ ، فَيَمِيلُ مَا بَيْنَ اثْنَيْ عَشَرَ بُرْجًا مِنْهَا ، فَتَسْقُطُ إِلَى الأَرْضِ فَيَدْخُلُونَهَا ، فَيَوْمَئِذٍ يَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهَا ، وَيَقْسِمُ نَهْبَهَا ، وَتُتْرَكُ خَرَابًا لا تُعْمَرُ أَبَدًا .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.