قَالَ الْوَلِيدُ : فَأَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الْكَلْبِيِّ ، قَالَ : " بَيْنَمَا أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ يَقْتَتِلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ إِذْ خَرَجَ سَابِعُ سَبْعَةٍ فَيَبْعَثُ إِلَى أَهْلِ الْقُرَى يَسْأَلُهُمْ نُصْرَتَهُ ، فَيَأْبَوْنَ عَلَيْهِ ، وَيَبْلُغُ عَامَلَ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى طَبَرِيَّةَ مَخْرَجُهُ ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جَمْعًا عَظِيمًا ، فَإِذَا وَاجَهُوهُ مَالُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ إِلا صَاحِبُهُمُ الَّذِي قَادَهُمْ ، يَنْصَرِفُ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَيُخْبِرُهُ وَيَمِيلُ الْخَارِجِيُّ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى السِّدْرَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ التَّلِّ ، فَيَنْزِلُ تَحْتَهَا ، وَيَأْتِيهِ أَهْلُ الْقُرَى فَيُبَايعُونَهُ ، وَيَسِيرُ بِهِمْ فَيَلْقَاهُ صَاحِبُ طَبَرِيَّةَ عِنْدَ الأُقْحُوَانَةِ فَيُقَاتِلُهُ عِنْدَ بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ، حَتَّى تَحْمَارَّ عَجْرَاءُ الْبُحَيْرَةِ مِنْ دِمَائِهِمْ ، ثُمَّ يَهْزِمُهُمْ ، ثُمَّ يَجْمَعُونَ لَهُ بِالْجَابِيَةِ جَمْعًا عَظِيمًا ، فَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ أَهْلُهُ مِنَ الْجَابِيَةِ عَلَى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ ، وَطُوبَى لِمَنْ كَانَ أَهْلُهُ خَلْفَ ذَلِكَ ، فَيَهْزِمُهُمْ ثُمَّ يَجْمَعُونَ لَهُ بِدِمَشْقَ جَمْعًا نَحْوًا مِنْ جَمْعِهِمُ الَّذِي دَخَلُوا بِهِ دِمَشْقَ ، فَيَقْتَتِلُونَ هُنَالِكَ حَتَّى تَرْكُضَ الْخَيْلُ فِي الدَّمِ إِلَى ثُنَّتِهَا ، ثُمَّ يَهْزِمُهُمْ " .