أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَشَايِخُنَا ، عَنْ كَعْبٍ ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فِي الْحَدِيثِ ، قَالُوا : اجْتَمَعَ كَعْبُ الأَحْبَارِ وَرَاهِبٌ يُقَالُ لَهُ يَشُوعُ ، وَكَانَ عَالِمًا قَارِئًا لِلْكُتُبِ ، فَتَذَاكَرَا أَمْرَ الدُّنْيَا وَمَا هُوَ كَائِنٌ فِيهَا ، فَقَالَ يَشُوعُ : يَا كَعْبُ ، يَظْهَرُ نَبِيُّ لَهُ دِينٌ يَظْهَرُ دِينُهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، فَقَالَ لَهُ يَشُوعُ أَخْبِرْنِي عَنْ مُلُوكِهِمْ يَا كَعْبُ أُصَدِّقُكَ وَأَدْخُلُ فِي دِينِكَ ، فَقَالَ كَعْبٌ : " أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ : يَمْلُكُ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ مَلِكًا ، أَوَّلُهُمْ صِدِّيقٌ يَمُوتُ مَوْتًا ، ثُمَّ الْفَارُوقُ يُقْتَلُ قَتْلا ، ثُمَّ الأَمِيرُ يُقْتَلُ ، ثُمَّ رَأْسُ الْمُلُوكِ يَمُوتُ مَوْتًا ، ثُمَّ صَاحِبُ الأَحْرَاسِ يَمُوتُ مَوْتًا ، ثُمَّ جَبَّارٌ يَمُوتُ مَوْتًا ، ثُمَّ صَاحِبُ الْعُصَبِ وَهُوَ آخِرُ الْمُلُوكِ يَمُوتُ مَوْتًا ، ثُمَّ يَمْلُكُ صَاحِبُ الْعَلامَةِ يَمُوتُ مَوْتًا " ، قَالَ يَشُوعُ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ فِتْنَتِهِمُ الصَّمَّاءِ الَّتِي تُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْبَلاءُ ، قَالَ كَعْبٌ : " ذَلِكَ يَكُونُ إِذَا قُتِلَ ابْنُ مَاحِقِ الذَّهَبِيَّاتِ ، فَعِنْدَ قَتْلِهِ يَسْقُطُ الْبَلاءُ ، وَيُرْفَعُ الرَّخَاءُ ، يُشْعِلُهَا قَوْمٌ مُتَفَقِّهُونَ مُتَوَاضِعُونَ ، فَيَكُونُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةُ مُلُوكٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ صَاحِبِ الْعَلامَةِ ، مَلَكَانِ لا يُقْرَأُ لَهُمَا كِتَابٌ ، وَمَلِكٌ يَمُوتُ عَلَى فِرَاشِهِ وَيَكُونُ مُكْثُهُ قَلِيلا ، وَمَلِكٌ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ الْجَوْفِ وَعَلَى يَدَيْهِ يَكُونُ الْبَلاءُ ، وَعَلَى يَدَيْهِ تُكْسَرُ الأَكَالِيلُ ، يُقِيمُ عَلَى حِمْصٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ يَأْتِيهُ الْفَزَعُ مِنْ قِبَلِ أَرْضِهِ ، فُمُرْتَحِلٌ مِنْهَا ، فَيَقَعُ الْبَلاءُ بِالْجَوْفِ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ وَقَعَ الْهَرْجُ بَيْنَهُمْ ، وَوَقَعَتْ فِتْنَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ ، يَبْعَثُونَ أَحَدَ عَشَرَ رَاكِبًا إِلَى الْمَشْرِقِ فَلا يُرْضِي اللَّهَ أَعْمَالُهُمْ ، يُبْتَلَى بِهِمْ أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ فَلا يَبْقَى أَهْلُ بَيْتٍ فِي الْعَرَبِ إِلا دَخَلَتْ عَلَيْهِمْ مَضْرَبَهُمْ ، يُزَفُّونَ مِنَ الْمَشْرِقِ زَفَّ الْعَرُوسِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ تَظْهَرُ رَايَاتُهُمْ ، رَايَاتٌ سُودٌ ، يَرْبُطُونَ خُيُولَهُمْ بِزَيْتُونِ الشَّامِ ، يَقْتُلُ اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ كُلَّ جَبَّارٍ أَوْ عَدُوٍّ لَهُمْ ، حَتَّى لا يَبْقَى إِلا هَارِبٌ أَوْ مُخْتَفٍ ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِمْ يَكُونُ ثَلاثَةٌ : الْمَنْصُورُ ، وَالسَّفَّاحُ ، وَالْمَهْدِيُّ " ، وَقَالَ يَشُوعُ : فَمَنْ يَكُونُ قَادَتَهُمْ وَوُلاةَ أَمْرِهِمْ ؟ قَالَ : " الَّذِينَ يَمْشُونَ أَفْوَاجًا ، وَيَلْبِسُونَ أَفْوَاجًا ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَسُومُ السَّفَّاحُ أَهْلَ الْمَغْرِبِ الْخَسْفَ ، يُرَابِطُ إِرَمَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، ثُمَّ يَدْخُلُهَا سَبْعُونَ أَلْفًا سَيْفًا مَسْلُولَةً ، شِعَارُهُمْ : أَمِتْ أَمِتْ ، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ لِلسَّفَّاحِ وَقْعَتَانِ : وَقْعَةٌ فِي الْمَغْرِبِ ، وَأُخْرَى فِي الْجَوْفِ ، ثُمَّ تَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " ، قَالَ يَشُوعُ : وَكَمْ يَمْكُثُ مُلْكُهُمْ ؟ قَالَ كَعْبٌ : " تِسْعًا فِي سَبْعٍ ، وَيَكُونُ لَهُمْ فِي آخِرِ ذَلِكَ الْوَيْلُ " ، قَالَ يَشُوعُ : فَمَا آيَةُ هَلاكِهِمْ ؟ قَالَ : " قَحْطٌ فِي الْمَشْرِقِ ، وَهَدَّةٌ فِي الْمَغْرِبِ ، وَحُمْرَةٌ فِي الْجَوْفِ ، وَمَوْتٌ فَاشٍ فِي الْقِبْلَةِ ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ لِلسَّفَّاحِ ظَلَمَةُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، يَتَّخِذُونَ دِينَهُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا ، يَبِيعُونَهُ بِالدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا حَيْثُ يَنْظُرُونَ إِلَى عَدُوِّهِمْ ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُو بِلادِهِمْ ، أَقْبَلَ رَأْسُ طَاغِيَتِهِمْ ، لَمْ يَكُنْ يُعْرَفُ قَبْلَ ذَلِكَ ، رَجُلٌ رَبْعَةٌ ، جَعْدُ الشَّعْرِ ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ ، مُشْرِفُ الْحَاجِبَيْنِ ، مِصْغَارٌ ، حَتَّى إِذَا كَانَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي آخِرِ تِلْكَ السَّنَةِ الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا أَهْلُ ذَلِكَ الزَّمَانِ لِلسَّفَّاحِ مَاتَ الْمَنْصُورُ ، وَهُمْ مُتَفَرِّقُونَ فِي غَيْرِ بَلْدَةٍ ، فَإِذَا جَاءَهُمُ الْخَبَرُ ضَرَبُوا حَيْثُ كَانُوا ، فَبَايعُوا لِعَبْدِ اللَّهِ ، فَيَرْجِعُ السُّفْيَانِيُّ فَيَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ بِجَمَاعَةِ أَهْلِ الْمَغْرِبِ ، فَيَجْتَمِعُونَ لَهُ مَا لَمْ يَجْتَمِعُوا لأَحَدٍ قَطُّ ، ثُمَّ إِنَّهُ يَقْطَعُ بَعْثًا مِنَ الْكُوفَةِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْبَعْثُ مِنَ الْبَصْرَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَهْلِكُ عَامَّتُهُمْ مِنَ الْحَرْقِ وَالْغَرَقِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ بِالْكُوفَةِ خَسْفٌ ، وَيَلْتَقِي الْجَمْعَانِ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا قَرْقِيسِيَا ، فَيُفْرَغُ عَلَيْهِمَا الصَّبْرُ ، وَيُرْفَعُ عَنْهُمَا النَّصْرُ حَتَّى يَتَفَانَوْا ، وَإِنْ يَكُنِ الْبَعْثُ قِبَلَ الْمَغْرِبِ كَانَتْ وَقْعَةُ الصُّغْرَى ، فَوَيْلٌ عِنْدَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّايَاتِ الصُّفْرَ إِذَا نَزَلُوا مِنَ الْمَغْرِبِ مِصْرَ لَهُمْ وَقْعَتَانِ : وَقْعَةٌ بِفِلَسْطِينَ ، وَالأُخْرَى بِالشَّامِ ، ثُمَّ تَمِيلُ عَلَيْهِمُ الْمُهَاجِرُونَ بَعْدَ أَنْ تُذْبَحَ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، لَوْ أَشَاءُ أَنْ أُسَمِّيَهَا سَمَّيْتُهَا ، فَيَهْلِكُونَ ثُمَّ يَثُورُ ثَائِرٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ ، أَخْبَثُ الْبَرِيَّةِ ، يَشْتَعِلُ أَمْرُهُ بِحِمْصَ ، وَيُوقَدُ بِدِمَشْقَ ، وَيَخْرُجُ بِفِلَسْطِينَ ، يَظْهَرُ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُ ، يَهْلِكُ عَلَى يَدَيْهِ أَهْلُ الْمَشْرِقِ ، وَدَعْوَتُهُ شَرُّ دَعْوَةٍ ، وَقَتْلاهُ شَرُّ قَتْلَى ، يَمْلُكُ حَمْلَ امْرَأَةٍ ، يَخْرُجُ عَلَى ثَلاثَةِ جُيُوشٍ إِلَى كُوفَانَ ، يُصِيبُونَ بِهَا أَبْيَاتًا مِنْ قَيْسٍ ، يُسْتَنْقَذُونَ مِنْ يَوْمِهِمْ ، وَجَيْشٌ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَيُصِيبُهُمْ خَسْفٌ ، لا يَفْلِتُ مِنْهُمْ إِلا رَجُلانِ مِنْ جُهَيْنَةَ ، رَجُلٌ يَرْجِعُ إِلَى الشَّامِ ، وَرَجُلٌ يَنْطَلِقُ إِلَى مَكَّةَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |