وَقَالَ وَقَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ : وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : " يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ حُسَيْنٍ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيِّكُمْ ، يَفْرَحُ بِخُرُوجِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَالسُّفْيَانِيُّ مَا اسْمُهُ ؟ قَالَ : " هُوَ مِنْ وَلَدِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، رَجُلٌ ضَخْمُ الْهَامَةِ ، بِوَجْهِهِ آثَارُ جُدَرِيٍّ ، وَبِعَيْنِهِ نُكْتَةُ بَيَاضٍ ، خُرُوجُهُ خُرُوجَ الْمَهْدِيِّ ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا سُلْطَانٌ ، هُوَ يَدْفَعُ الْخِلافَةَ إِلَى الْمَهْدِيِّ ، يَخْرُجُ مِنَ الشَّامِ مِنْ وَادٍ مِنْ أَرْضِ دِمَشْقَ يُقَالُ لَهُ وَادِي الْيَابِسِ ، يَخْرُجُ فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ ، مَعَ رَجُلٍ مِنْهُمْ لِوَاءٌ مَعْقُودٌ ، يَعْرِفُونَ فِي لِوَائِهِ النَّصْرَ ، يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى ثَلاثِينَ مِيلا ، لا يَرَى ذَلِكَ الْعَلَمَ أَحَدٌ يُرِيدُهُ إِلا انْهَزَمَ ، يَأْتِي دِمَشْقَ فَيَقْعُدُ عَلَى مِنْبَرِهَا ، وَيُدْنِي الْفُقَهَاءَ وَالْقُرَّاءَ ، وَيَضَعُ السَّيْفَ فِي التُّجَّارِ ، وَأَصْحَابِ الأَمْوَالِ ، وَيَسْتَصْحِبُ الْقُرَّاءَ وَيَسْتَعِينُ بِهِمْ عَلَى أُمُورِهِمْ ، لا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا قَتَلَهُ ، وَيُجَهِّزُ الْجَيْشَ إِلَى الْمَشْرِقِ جَيْشًا إِلَيْهَا ، وَآخَرَ إِلَى الْمَغْرِبِ ، وَآخَرَ إِلَى الْيَمَنِ ، وَيُوَلِّي جَيْشَ الْعِرَاقِ رَجُلا مِنْ بَنِي حَارِثَةَ يُقَالُ لَهُ قَمَرُ بْنُ عَبَّادٍ ، رَجُلٌ جَسِيمٌ لَهُ غَدِيرَتَانِ ، عَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ قَصِيرٌ أَصْلَعُ ، عَرِيضُ الْمَنْكِبَيْنِ ، يُقَاتِلُهُ مَنْ بِالشَّامِ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ، وَبِهَا يَوْمَئِذٍ مِنْهُمْ جُنْدٌ عَظِيمٌ ، يُقَاتِلُهُمْ فِيمَا بَيْنَ دِمَشْقَ ، وَفِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الْبَنِيَّةُ ، وَأَهْلُ حِمْصَ فِي حَرْبِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَنْصَارِهِمْ ، كُلُّ ذَلِكَ يَهْزِمُهُمُ السُّفْيَانِيُّ ، ثُمَّ يَنْحَازُ مَنْ بِدِمَشْقَ وَحِمْصَ مَعَ السُّفْيَانِيِّ ، وَيَلْتَقُونَ وَأَهْلُ الْمَشْرِقِ فِي مَوْضِعٍ مِنْ أَرْضِ حِمْصَ يُقَالُ لَهُ لِيدِينُ إِلَى جَانِبِ سَلَمِيَّةَ ، يُقْتَلُ مِنَ النَّاسِ نَيِّفٌ وَسِتُّونَ أَلْفًا ، ثَلاثَةُ أَرْبَاعِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ، ثُمَّ تَكُونُ الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ ، وَلَيَسِيرُ الْجَيْشُ الَّذِي يُوَجِّهُهُ إِلَى الْمَشْرِقِ حَتَّى يَنْزِلَ الْكُوفَةَ ، فَيَكُونُ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ شَدِيدٌ ، يَكْثُرُ فِيهِ الْقَتْلَى ، ثُمَّ تَكُونُ الْهَزِيمَةُ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَكَمْ مِنْ دَمٍ مُهْرَاقٍ ، وَبَطْنٍ مَبْقُورٍ ، وَوَلِيدٍ مَقْتُولٍ ، وَمَالٍ مَنْهُوبٍ ، وَفَرْجٍ مُسْتَحَلٍّ ، وَيهْرُبُ النَّاسُ إِلَى مَكَّةَ ، وَيَكْتُبُ السُّفْيَانِيُّ إِلَى صَاحِبِ ذَلِكَ الْجَيْشِ أَنْ سِرْ إِلَى الْحِجَازِ ، فَيَسِيرُ بَعْدَ أَنْ يَعْرِكَهَا عَرْكَ الأَدِيمِ ، فَيَنْزِلُ الْمَدِينَةَ ، فَيَضَعُ السَّيْفَ فِي قُرَيْشٍ ، فَيَقْتُلُ مِنْهُمْ وَمَنَ الأَنْصَارِ أَرْبَعَ مِائَةِ رَجُلٍ ، وَيَبْقُرُ الْبُطُونَ ، وَيَقْتُلُ الْوِلْدَانَ ، وَيَقْتُلُ أَخَوَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، وَيَصْلِبُهُمَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، رَجُلٌ وَأُخْتُهُ يُقَالُ لَهُمَا مُحَمَّدٌ وَفَاطِمَةُ ، وَيَهْرُبُ النَّاسُ مِنْهُ إِلَى مَكَّةَ ، فَيَسِيرُ بِجَيْشِهِ ذَلِكَ إِلَى مَكَّةَ يُرِيدُهَا ، فَيَنْزِلُ الْبَيْدَاءَ ، فَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَيَصْرُخُ بِصَوْتِهِ : يَا بَيْدَاءُ بِيدِي بِهِمْ ، فَيُبَادُونَ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ ، وَيَبْقَى مِنْهُمْ رَجُلانِ يَلْقَاهُمَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمَا إِلَى أَدْبَارِهِمَا ، فَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمَا يَمْشِيَانِ الْقَهْقَرَى ، يُخْبِرَانِ النَّاسَ مَا لَقَوْا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |