وَقَالَ إِسْحَاقُ : أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ , عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ ، فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ : أَلَا عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِيمَ فَارَقُوهُ ، وَفِيمَا اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ ، وَحِينَ فَارَقُوهُ ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ ؟ قَالَ : لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ , فَذَكَرَ قِصَّةً ، قَالَ : فَرَجَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْكُوفَةِ ، وَقَالَ فِيهِ الْخَوَارِجُ مَا قَالُوا ، وَنَزَلُوا حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا ، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى : ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ ؟ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ قَالُوا : نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فِتْنَتِهِ ، قَالَ : فَلَا تَعْجَلُوا ضَلَالَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ , قَالَ : فَرَجَعُوا ، فَقَالُوا : يَكُونُ عَلَى نَاحِيَتِنَا ، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ , وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ ، وافْتَرَقَ مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ : مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا ، فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ صَنِيعُهُمْ قَامَ ، فَقَالَ : أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا : بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ , قَالَ : فَحَدَّثَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ ، لَا يرَوْنَ جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ شَيْئًا ، وَلَا صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ " , فَسَارَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَيْهِمْ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا ، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَقُومُ لَهُمْ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ فِيَّ ، فَوَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أُخْبِرُكُمْ بِهِ ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ لِلَّهِ تَعَالَى ، فَلَا يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ ، قَالَ : فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ ، فَقَتَلُوهُمْ كُلَّهُمْ ، فَقَالَ : ابْتَغُوهُ ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ ، فَرَكِبَ عَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَابَّتِهِ ، وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، فَإِذَا قَتْلَى ، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا أَغْزُو الْعَامَ ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَقُتِلَ وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمْ أَمْرَانِ ، لَابُدَّ لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا : دُخُولٌ فِي فِتْنَةٍ ، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ ، فَقَالَ النَّاسُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ : الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ ، فَرَجَعَ النَّاسُ ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلَّا الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ ، فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ , قُلْتُ : هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ ، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ , بِهِ ، وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , بِهِ , وَأَصْلُ الْمَرْفُوعِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهُ ، وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا ؛ لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجَهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ وَأَحْمَدُ أَيْضًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِيٌّ | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
أَبَا وَائِلٍ | شقيق بن سلمة الأسدي | مخضرم |
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ | حبيب بن أبي ثابت الأسدي | ثقة فقيه جليل |
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ | ابن أبي شيبة العبسي / توفي في :235 | ثقة حافظ صاحب تصانيف |
أَبِيهِ | عبد العزيز بن سياه الأسدي | ثقة |
أَبُو يَعْلَى | أبو يعلى الموصلي | ثقة مأمون |
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ | عبد العزيز بن سياه الأسدي | ثقة |
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ | يزيد بن عبد العزيز الأسدي | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ | عبد الله بن نمير الهمداني / ولد في :115 / توفي في :199 | ثقة صاحب حديث من أهل السنة |
يَحْيَى بْنُ آدَمَ | يحيى بن آدم الأموي / توفي في :203 | ثقة حافظ فاضل |
إِسْحَاقُ | إسحاق بن راهويه المروزي | ثقة حافظ إمام |
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ | ابن أبي شيبة العبسي / توفي في :235 | ثقة حافظ صاحب تصانيف |