ذكر من روي ذلك عنه


تفسير

رقم الحديث : 153

حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " نَزَلَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ مَعَهُ رِيحُ الْجَنَّةِ ، فَعَلِقَ بِشَجَرِهَا وَأَوْدِيَتِهَا وَامْتَلأَ مَا هُنَاكَ طِيبًا ، فَمِنْ ثَمَّ يُؤْتَى بِالطِّيبِ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ " ، وَقَالُوا : أُنْزِلَ مَعَهُ مِنْ طِيبِ الْجَنَّةِ ، وَقَالَ : أُنْزِلَ مَعَهُ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ ، وَعَصَا مُوسَى وَكَانَتْ مِنْ آسِ الْجَنَّةِ ، طُولُهَا عَشَرَةُ أَذْرُعٍ عَلَى طُولِ مُوسَى ، ومر ولبان . ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ العَلاةُ وَالمِطْرَقَةُ وَالْكَلْبَتَانِ ، فَنَظَرَ آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ عَلَى الْجَبَلِ ، إِلَى قَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ نَابِتٍ عَلَى الْجَبَلِ ، فَقَالَ : هَذَا مِنْ هَذَا , فَجَعَلَ يَكْسِرُ أَشْجَارًا قَدْ عَتِقَتْ وَيَبِسَتْ بِالمِطْرَقَةِ ، ثُمَّ أَوْقَدَ عَلَى ذَلِكَ الْغُصْنُ حَتَّى ذَابَ ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ ضَرَبَهُ مُدْيَةً فَكَانَ يَعْمَلُ بِهَا ، ثُمَّ ضَرَبَ التَّنُّورَ وَهُوَ الَّذِي وَرِثَهُ نُوحٌ وَهُوَ الَّذِي فَارَ بِالْعَذَابِ بِالْهِنْدِ ، وَكَانَ آدَمُ حِينَ هَبَطَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ السَّمَاءُ فَمِنْ ثَمَّ صَلِعَ وَأَوْرَثَ وَلَدَهُ الصَّلَعَ ، وَنَفَرَتْ مِنْ طُولِهِ دَوَابُّ الْبَرِّ ، فَصَارَتْ وَحْشًا مِنْ يَوْمَئِذٍ ، وَكَانَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ ، قَائِمٌ يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَلائِكَةِ وَيَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ ، فَحُطَّ مِنْ طُولِهِ ذَلِكَ إِلَى سِتِّينَ ذِرَاعًا ، فَكَانَ ذَلِكَ طُولُهُ إِلَى أَنْ مَاتَ ، وَلَمْ يُجْمَعْ حُسْنُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، لأَحَدٍ مِنْ وَلَدِهِ إِلا لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقِيلَ : إِنَّ مِنَ الثِّمَارِ الَّتِي زَوَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ أَهْبَطَهُ إِلَى الأَرْضِ ثَلاثِينَ نَوْعًا : عَشَرَةً مِنْهَا فِي الْقُشُورِ ، وَعَشَرَةً لَهَا نَوَى ، وَعَشَرَةً لا قُشُورَ لَهَا وَلا نَوَى ، فَأَمَّا الَّتِي فِي الْقُشُورِ مِنْهَا : فَالْجَوْزُ وَاللَّوْزُ وَالْفُسْتُقُ وَالْبُنْدُقُ وَالْخَشْخَاشُ وَالْبَلُّوطُ وَالرَّانِجُ وَالرُّمَّانُ وَالْمَوْزُ ، وَأَمَّا الَّتِي لَهَا نَوَى مِنْهَا : فَالْخَوْخُ وَالْمِشْمِشُ وَالإِجَّاصُ وَالرُّطَبُ وَالْغُبَيْرَاءُ وَالنَّبَقُ وَالزُّعْرُورُ وَالْعِنَّابُ وَالْمُقْلُ وَالشَّاهَلُوجُ ، وَأَمَّا الَّتِي لا قُشُورَ لَهَا وَلا نَوَى : فَالتُّفَّاحُ وَالسَّفَرْجَلُ وَالْكُمَّثْرَى وَالْعِنَبُ وَالتُّوتُ وَالتِّينُ وَالأُتْرُجُّ وَالْخُرْنُوبُ وَالْخِيارُ وَالْبِطِّيخُ ، وَقِيلَ : كَانَ مِمَّا أَخْرَجَ آدَمُ مَعَهُ مِنَ الْجَنَّةِ صُرَّةٌ مِنْ حِنْطَةٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْحِنْطَةَ جَاءَهُ بِهَا جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، بَعْدَ أَنْ جَاعَ آدَمُ وَاسْتَطْعَمَ رَبَّهُ ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَعَ جَبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِسَبْعِ حَبَّاتٍ مِنْ حِنْطَةٍ ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ آدَمُ لِجَبْرَائِيلَ : مَا هَذَا ؟ فَقَالَ لَهُ جِبْرَائِيلُ : هَذَا الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَكَانَ وَزْنُ الْحَبَّةِ مِنْهَا مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ وَثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ آدَمُ : مَا أَصْنَعُ بِهَذَا ؟ قَالَ انْثُرْهُ فِي الأَرْضِ , فَفَعَلَ , فَأَنْبَتَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ سَاعَتِهِ فَجَرَتْ سُنَّةٌ فِي وَلَدِهِ الْبَذْرُ فِي الأَرْضِ ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَحَصَدَهُ , ثُمَّ أَمَرَهُ فَجَمَعَهُ وَفَرَكَهُ بِيَدِهِ , ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يُذْرِيَهُ ، ثُمَّ أَتَاهُ بِحَجَرَيْنِ , فَوَضَعَ أَحَدَهُمَا عَلَى الآخَرِ فَطَحَنَهُ ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَعْجِنَهُ , ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَخْبِزَهُ مَلَّةً ، وَجَمَعَ لَهُ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ الْحَجَرَ وَالْحَدِيدَ فَقَدَحَهُ , فَخَرَجَتْ مِنْهُ النَّارُ , فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَبَزَ الْمَلَّةِ . وَهَذَا الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْ قَائِلِ هَذَا الْقَوْلِ ، خِلافُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَاتُ عَنْ سَلَفِ أُمَّةِ نَبِيِّنَا , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَذَلِكَ أَنَّ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.