حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ رَأَيْتَ الْمُشْرِكِينَ صَنَعُوا بِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ ، وَرَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، فَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ ، وَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا . فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ خَلْفِهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِهِ ، فَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا قَوْمُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ؟ إِلَى قَوْلِهِ : إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ سورة غافر آية 28 قال ابن إسحاق : وحدثني رجل من أسلم كان واعية : أن أبا جهل بن هشام مر برسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو جالس عند الصفا ، فآذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له . فلم يكلمه رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومولاة لعبد الله بن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك . ثم انصرف عنه . فعمد إلى نادي قريش عند الكعبة ، فجلس معهم ، فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه ، راجعا من قنص له ، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج له ، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة ، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم ، وكان أعز قريش وأشدها شكيمة . فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ورجع إلى بيته ، فقالت : يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا قبل أن تأتي من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا ، فسبه ، وآذاه ، وبلغ منه ما يكره ، ثم انصرف عنه ، ولم يكلمه محمد . قال : فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج سريعا لا يقف على أحد كما كان يصنع ، يريد الطواف بالكعبة ، معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يقع به ، فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم ، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه ، رفع القوس ، فضربه بها ضربة ، فشجه به شجة منكرة ، وقال : أتشتمه وأنا على دينه ، أقول ما يقول ؟ فرد ذلك علي إن استطعت . وقامت رجال بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه ، فقال أبو جهل : دعوا أبا عمارة ، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا ، وتم حمزة على إسلامه . فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قد عز وأن حمزة سيمنعه . فكفوا عن رسول الله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بعض ما كانوا ينالون منه " . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو | عبد الله بن عمرو السهمي / توفي في :63 | صحابي |
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ | أبو سلمة بن عبد الرحمن الزهري / ولد في :22 / توفي في :94 | ثقة إمام مكثر |
يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ | يحيى بن أبي كثير الطائي / توفي في :129 | ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل |
الأَوْزَاعِيُّ | عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي / ولد في :87 / توفي في :157 | ثقة مأمون |
بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ | بشر بن بكر البجلي | ثقة |
يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى | يونس بن عبد الأعلي الصدفي / ولد في :170 / توفي في :264 | ثقة |