ثم كانت السنة الثانية من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 593

وَلَكِنَّهُ قَالَ مَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمَّا سَمِعَ بِنُزُولِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَتْبَاعِهَا أُحُدًا ، قَالَ لأَصْحَابِهِ : أَشِيرُوا عَلَيَّ ، مَا أَصْنَعُ ؟ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اخْرُجْ بِنَا إِلَى هَذِهِ الأَكْلُبِ . فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا غَلَبَنَا عَدُوٌّ لَنَا قَطُّ أَتَانَا فِي دِيَارِنَا ، فَكَيْفَ وَأَنْتَ فِينَا ؟ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ ، وَلَمْ يَدْعُهُ قَطُّ قَبْلَهَا ، فَاسْتَشَارَهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اخْرُجْ بِنَا إِلَى هَذِهِ الأَكْلُبِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ ، فَيُقَاتِلُوا فِي الأَزِقَّةِ . فَأَتَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لا تَحْرِمْنِي الْجَنَّةَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لأَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ لَهُ : بِمَ ؟ قَالَ : بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنِّي لا أَفِرُّ مِنَ الزَّحْفِ ، قَالَ : صَدَقْتَ ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ . ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَعَا بِدِرْعِهِ فَلَبِسَهَا ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَدْ لَبِسَ السِّلاحَ ، نَدِمُوا وَقَالُوا : بِئْسَ مَا صَنَعْنَا ، نُشِيرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، وَالْوَحْيُ يَأْتِيهِ ؟ فَقَامُوا فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ ، وَقَالُوا : اصْنَعْ مَا رَأَيْتَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَلْبَسَ لَأْمَتَهُ فَيَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ . فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى أُحُدٍ ، فِي أَلْفِ رَجُلٍ ، وَقَدْ وَعَدَهُمُ الْفَتْحَ إِنْ صَبَرُوا ، فَلَمَّا خَرَجَ رَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ فِي ثَلاثِ مِائَةٍ ، فَتَبِعَهُمْ أُبو جَابِرٍ السُّلَمِيُّ يَدْعُوهُمْ ، فَلَمَّا غَلَبُوهُ ، وَقَالُوا لَهُ : مَا نَعْلَمُ قِتَالا ، وَلَئِنْ أَطَعْتَنَا لَتَرْجِعَنَّ مَعَنَا ، قَالَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ : إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا سورة آل عمران آية 122 فَهُمْ بَنُو سَلَمَةَ ، وَبَنُو حَارِثَةَ ، هَمُّوا بِالرُّجُوعِ حِينَ رَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، فَعَصَمَهُمُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، وَبَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي سَبْعِ مِائَةٍ " ، رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ . قَالَ : قَالُوا : لَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَكْرَهْنَاكَ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَنَا ، فَإِنْ شِئْتَ فَاقْعُدْ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لَأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ . فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي أَلْفِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالشَّوْطِ بَيْنَ أُحُدٍ وَالْمَدِينَةِ ، انْخَزَلَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ بِثُلُثِ النَّاسِ ، فَقَالَ : أَطَاعَهُمْ فَخَرَجَ ، وَعَصَانِي ، وَاللَّهِ مَا نَدْرِي عَلامَ نَقْتُلُ أَنْفُسَنَا هَهُنَا أَيُّهَا النَّاسُ ؟ فَرَجَعَ بِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ النَّاسِ مِنْ قَوْمِهِ ، مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ وَأَهْلِ الرَّيْبِ ، وَاتَّبَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ ، أَخُو بَنِي سَلَمَةَ ، يَقُولُ : يَا قَوْمِ . أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَخْذِلُوا نَبِيَّكُمْ وَقَوْمَكُمْ ، عِنْدَمَا حَضَرَ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، قَالُوا : لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكُمْ تُقَاتِلُونَ مَا أَسْلَمْنَاكُمْ ، وَلَكِنَّا لا نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالٌ . فَلَمَّا اسَتَعْصَوْا عَلَيْهِ وَأَبَوْا إِلا الانْصِرَافَ عَنْهُ ، قَالَ : أَبْعَدَكُمُ اللَّهُ أَعْدَاءَ اللَّهِ ، فَسَيُغْنِي اللَّهُ عَنْكُمْ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ : " انْخَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ الشَّيْخَيْنِ بِثَلَاثِ مِائَةٍ ، وَبَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي سَبْعِ مِائَةٍ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ ثَلَاثةَ آلافٍ ، وَالْخَيْلُ مِائَتَيْ فَرَسٍ ، وَالظُّعُنُ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً . قَالَ : وَكَانَ فِي الْمُشْرِكِينَ سَبْعُ مِائَةِ دَارِعٍ ، وَكَانَ فِي الْمُسْلِمِينَ مِائَةُ دَارِعٍ ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنَ الْخَيْلِ إِلَّا فَرَسَانِ : فَرَسٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفَرَسٌ لأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ الْحَارِثِيِّ . فَأَدْلَجَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ الشَّيْخَيْنِ حِينَ طَلَعَتِ الْحَمْرَاءُ وَهُمَا أُطُمَانِ ، كَانَ يَهُودِيٌّ وَيَهُودِيَّةٌ أَعْمَيَانِ يَقُومَانِ عَلَيْهِمَا فَيَتَحَدَّثَانِ ، فَلَذِلَكِ سُمِّيَا : الشَّيْخَيْنِ ، وَهُو فِي طَرَفِ الْمَدِينَةِ . قَالَ : وَعَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الْمُقَاتَلَةَ بِالشَّيْخَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ ، فَأَجَازَ مَنْ أَجَازَ ، وَرَدَّ مَنْ رَدَّ . قَالَ : وَكَانَ فِيمَنْ رَدَّ : زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَأُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَعُرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ ، قَالَ : وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ الشَّمَّاخُ : رَأَيْتُ عُرَابَةَ الأَوْسِيَّ يَنْمِي إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ تَلَقَّاهَا عُرَابَةُ بِالْيَمِينِ قَالَ : وَرَدَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، وَأَجَازَ : سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ ، وَرَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدِ اسْتَصْغَرَ رَافِعًا ، فَقَامَ عَلَى خُفَّيْنِ لَهُ فِيهِمَا رِقَاعٌ ، وَتَطَاوَلَ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَجَازَهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
السُّدِّيِّ

صدوق حسن الحديث

أَسْبَاطٌ

صدوق كثير الخطا يغرب

أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ

صدوق يخطئ

مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.