مَا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمِّي ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَيْفٌ ، وَحَدَّثَنِي السَّرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ الأَعْلَمِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِيِّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ فُلانٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : " ارْتَدَّ طُلَيْحَةُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَادَّعَى النُّبُوَّةَ ، فَوَجَّهَ النَّبِيُّ ضِرَارَ بْنَ الأَزْوَرِ إِلَى عُمَّالِهِ عَلَى بَنِي أَسَدٍ فِي ذَلِكَ ، وَأَمَرَهُمْ بِالْقِيَامِ فِي ذَلِكَ عَلَى كُلِّ مَنِ ارْتَدَّ ، فَأَشَجُّوا طُلَيْحَةَ وَأَخَافُوهُ ، وَنَزَلَ الْمُسْلِمُونَ بِوَارِدَاتٍ ، وَنَزَلَ الْمُشْرِكُونَ بِسَمِيرَاءَ . فَمَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ فِي نَمَاءٍ وَالْمُشْرِكُونَ فِي نُقْصَانٍ حَتَّى هَمَّ ضِرَارٌ بِالْمَسِيرِ إِلَى طُلَيْحَةَ ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلا أَخَذَهُ سِلْمًا إِلا ضَرْبَةً كَانَ ضَرَبَهَا بِالْجُرَازِ فَنَبَا عَنْهُ فَشَاعَتْ فِي النَّاسِ ، فَأُتِيَ الْمُسْلِمُونَ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ بِخَبَرِ مَوْتِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ لِتِلْكَ الضَّرْبَةِ : إِنَّ السِّلاحَ لا يَحِيكُ فِي طُلَيْحَةَ . فَمَا أَمْسَى الْمُسْلِمُونَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى عَرَفُوا النُّقْصَانَ ، وَارْفَضَّ النَّاسُ إِلَى طُلَيْحَةَ وَاسْتَطَارَ أَمْرُهُ ، وَأَقْبَلَ ذُو الْخِمَارَيْنِ عَوْفٌ الْجُذَمِيُّ حَتَّى نَزَلَ بِإِزَائِنَا ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ثُمَامَةُ بْنُ أَوْسِ بْنِ لأَمٍ الطَّائِيُّ : إِنَّ مَعِي مِنْ جَدِيلَةَ خَمْسَ مِائَةٍ ، فَإِنْ دَهِمَكُمْ أَمْرٌ فَنَحْنُ بِالْقُرْدُودَةِ وَالأَنْسَرِ دُوَيْنِ الرَّمْلِ . وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُهَلْهَلُ بْنُ زَيْدَانَ : إِنَّ مَعِي حَدَّ الْغَوْثِ فَإِنْ دَهِمَكُمْ أَمْرٌ فَنَحْنُ بِالأَكْنَافِ بِحِيَالِ فَيْدٍ ، وَإِنَّمَا تَحَدَّبَتْ طَيِّئٌ عَلَى ذِي الْخِمَارَيْنِ عَوْفٍ ، أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَطَيِّئٍ حِلْفٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْتَمَعَتْ غَطَفَانُ وَأَسَدٌ عَلَى طَيِّئٍ ، فَأَزَاحُوهَا عَنْ دَارِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ غَوْثُهَا وَجَدِيلَتُهَا فَكَرِهَ ذَلِكَ عَوْفٌ ، فَقَطَعَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَطَفَانَ ، وَتَتَابَعَ الْحَيَّانُ عَلَى الْجَلاءِ ، وَأَرْسَلَ عَوْفٌ إِلَى الْحَيَّيْنِ مِنْ طَيِّئٍ ، فَأَعَادَ حِلْفَهُمْ وَقَامَ بِنُصْرَتِهِمْ فَرَجَعُوا إِلَى دُورِهِمْ وَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى غَطَفَانَ . فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ فِي غَطَفَانَ ، فَقَالَ : مَا أَعْرِفُ حُدُودَ غَطَفَانَ مُنْذُ انْقَطَعَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَنِي أَسَدٍ ، وَإِنِّي لَمُجَدِّدٌ الْحِلْفَ الَّذِي كَانَ بَيْنَنَا فِي الْقَدِيمِ ، وَمُتَابِعٌ طُلَيْحَةَ ، وَاللَّهِ لأَنْ نَتَّبِعَ نَبِيًّا مِنَ الْحِلِيفَيْنِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَتَّبِعَ نَبِيًّا مِنْ قُرَيْشٍ ، وَقَدْ مَاتَ مُحَمَّدٌ وَبَقِيَ طُلَيْحَةُ فَطَابَقُوهُ عَلَى رَأْيِهِ فَفَعَلَ وَفَعَلُوا . فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ غَطَفَانُ عَلَى الْمُطَابَقَةِ لِطُلَيْحَةَ ، هَرَبَ ضِرَارٌ وَقُضَاعِي وَسِنَانٌ وَمَنْ كَانَ قَامَ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ فِي بَنِي أَسَدٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَارْفَضَّ مَنْ كَانَ مَعَهُمْ ، فَأَخَبُروا أَبَا بَكْرٍ الْخَبَرَ ، وَأَمَرُوهُ بِالْحَذَرِ ، فَقَالَ ضِرَارُ بْنُ الأَزْوَرِ : فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا لَيْسَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلأَ بِحَرْبٍ شَعْوَاءَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ . فَجَعَلْنَا نُخْبِرُهُ وَلَكَأَنَّمَا نُخْبِرُهُ بِمَا لَهُ وَلا عَلَيْهِ ، وَقَدِمَتْ عَلَيْهِ وُفُودُ بَنِي أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ وَطَيِّئٍ ، وَتَلَقَّتْ وُفُودُ قُضَاعَةُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَحَوَّزَهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَاجْتَمَعُوا بِالْمَدِينَةِ ، فَنَزَلُوا عَلَى وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ لِعَاشِرٍ مِنْ مُتَوَفَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَرَضُوا الصَّلاةَ عَلَى أَنْ يُعْفَوْا مِنَ الزَّكَاةِ ، وَاجْتَمَعَ مَلأُ مَنْ أَنْزَلَهُمْ عَلَى قَبُولِ ذَلِكَ حَتَّى يَبْلُغُوا مَا يُرِيدُونَ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ وُجُوهِ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ إِلا أَنْزَلَ مِنْهُمْ نَازِلا إِلا الْعَبَّاسَ ، ثُمَّ أَتَوْا أَبَا بَكْرٍ فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ وَمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ مَلَؤُهُمْ إِلا مَا كَانَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، فَإِنَّهُ أَبَى إِلا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ ، وَأَبَوْا فَرَدَّهُمْ وَأَجَّلَهُمْ يَوْمًا وَلَيْلَةً فَتَطَايَرُوا إِلَى عَشَائِرِهِمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَارَةَ بْنِ فُلانٍ الأَسَدِيِّ | عمارة بن فلان الأسدي | مجهول الحال |
حَبِيبِ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِيِّ | حبيب بن ربيعة الأسدي | مجهول الحال |
طَلْحَةَ بْنِ الأَعْلَمِ | طلحة بن الأعلم الحنفي | صدوق حسن الحديث |
سَيْفٍ | سيف بن عمر الضبي | متهم بالوضع |
شُعَيْبٌ | شعيب بن إبراهيم الكوفي | ضعيف الحديث |
السَّرِيُّ | السري بن يحيى التميمي | ثقة |
سَيْفٌ | سيف بن عمر الضبي | متهم بالوضع |
عَمِّي | يعقوب بن إبراهيم القرشي / توفي في :208 | ثقة |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ | عبيد الله بن سعد القرشي / توفي في :260 | ثقة |