ثم كانت سنة اثنتي عشرة من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 995

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ بَعَثَ إِلَى الرَّجَّالِ فَأَتَاهُ فَأَوْصَاهُ بِوَصِيَّتِهِ ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ إِلَى أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ عَلَى الصِّدْقِ حِينَ أَجَابَهُ ، قَالا : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : جَلَسْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مَعَنَا الرَّجَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ ، فَقَالَ : " إِنَّ فِيكُمْ لَرَجُلا ضَرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ " ، فَهَلَكَ الْقَوْمُ وَبَقِيتُ أَنَا وَالرَّجَّالُ . فَكُنْتُ مُتَخَوِّفًا لَهَا حَتَّى خَرَجَ الرَّجَّالُ مَعَ مُسَيْلِمَةَ فَشَهِدَ لَهُ بِالنُّبُوَّةِ ، فَكَانَتْ فِتْنَةُ الرَّجَّالِ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ مُسَيْلِمَةَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ خَالِدًا فَسَارَ حَتَّى إِذَا بَلَغَ ثَنِيَّةَ الْيَمَامَةِ ، اسْتَقْبَلَ مُجَّاعَةَ بْنَ مِرَارَةَ ، وَكَانَ سَيَّدَ بَنِي حَنِيفَةَ فِي جَبَلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُرِيدُ الْغَارَةَ عَلَى بَنِي عَامِرٍ ، وَيَطْلُبُ دَمًا وَهُمْ ثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ فَارِسًا رُكْبَانًا قَدْ عَرَسُوا فَبَيَّتَهُمْ خَالِدٌ فِي مَعْرَسِهِمْ . فَقَالَ : مَتَى سَمِعْتُمْ بِنَا ؟ فَقَالُوا : مَا سَمِعْنَا بِكُمْ إِنَّمَا خَرَجْنَا لِنَثْأَرَ بِدَمٍ لَنَا فِي بَنِي عَامِرٍ ، فَأَمَرَ بِهِمْ خَالِدٌ فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ ، وَاسْتَحْيَا مُجَّاعَةَ . ثُمَّ سَارَ إِلَى الْيَمَامَةِ فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ وَبَنُو حَنِيفَةَ حِينَ سَمِعُوا بِخَالِدٍ ، فَنَزَلُوا بِعَقْرَبَاءَ ، فَحَلَّ بِهَا عَلَيْهِمْ ، وَهِيَ طَرَفُ الْيَمَامَةِ دُونَ الأَمْوَالِ وَرِيفُ الْيَمَامَةِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ . وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسَيْلِمَةَ : يَا بَنِي حَنِيفَةَ الْيَوْمَ يَوْمَ الْغَيْرَةِ ، الْيَوْمَ إِنْ هُزِمْتُمْ تُسْتَرْدَفُ النِّسَاءُ سَبِيَّاتٍ ، وَيُنْكَحْنَ غَيْرَ حَظِيَّاتٍ ، فَقَاتِلُوا عَنْ أَحْسَابِكُمْ وَامْنَعُوا نِسَاءَكُمْ ، فَاقْتَتَلُوا بِعَقْرَبَاءَ وَكَانَتْ رَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ مَعَ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ، فَقَالُوا : تَخْشَى عَلَيْنَا مِنْ نَفْسِكَ شَيْئًا ؟ فَقَالَ : بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِذًا ! وَكَانَتْ رَايَةُ الأَنْصَارِ مَعَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ عَلَى رَايَاتِهَا وَمُجَّاعَةُ أَسِيرٌ مَعَ أُمِّ تَمِيمٍ فِي فُسْطَاطِهَا . فَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً ، وَدَخَلَ أُنَاسٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ عَلَى أُمِّ تَمِيمٍ فَأَرَادُوا قَتْلَهَا فَمَنَعَهَا مُجَّاعَةُ ، قَالَ : أَنَا لَهَا جَارٌ فَنِعْمَتِ الْحُرَّةُ هِيَ ! فَدَفَعَهُمْ عَنْهَا وَتَرَادَّ الْمُسْلِمُونَ فَكَرُّوا عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمَتْ بَنُو حَنِيفَةَ . فَقَالَ الْمُحكمُ بْنُ الطُّفَيْلِ : يَا بَنِي حَنِيفَةَ ادْخُلُوا الْحَدِيقَةَ فَإِنِّي سَأَمْنَعُ أَدْبَارَكُمْ ، فَقَاتَلَ دُونَهُمْ سَاعَةً ثُمَّ قَتَلَهُ اللَّهُ ، قَتَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَدَخَلَ الْكُفَّارُ الْحَدِيقَةَ ، وَقَتَلَ وَحْشِيُّ مُسَيْلِمَةَ وَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَشَارَكَهُ فِيهِ " . حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِنَحْوِ حَدِيثِ سَيْفٍ هَذَا ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : " دَعَا خَالِدٌ بِمُجَّاعَةَ وَمَنْ أُخِذَ مَعَهُ حِينَ أَصْبَحَ ، فَقَالَ : يَا بَنِي حَنِيفَةَ مَا تَقُولُونَ ؟ قَالُوا : نَقُولُ مِنَّا نَبِيٌّ وَمِنْكُمْ نَبِيٌّ ، فَعَرَضَهُمْ عَلَى السَّيْفِ حَتَّى إِذَا بَقِيَ مِنْهُمْ رَجُلٌ ، يُقَالُ لَهُ : سَارِيَةُ بْنُ عَامِرٍ وَمُجَّاعَةُ بْنُ مِرَارَةَ ، قَالَ لَهُ : سَارِيَةٌ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ غَدًا خَيْرًا أَوْ شَرًّا ، فَاسْتَبْقِ هَذَا الرَّجُلَ ، يَعْنِي : مُجَّاعَةَ . فَأَمَرَ بِهِ خَالِدٌ فَأَوْثَقَهُ فِي الْحَدِيدِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ تَمِيمٍ امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : اسْتَوْصِي بِهِ خَيْرًا . ثُمَّ مَضَى حَتَّى نَزَلَ الْيَمَامَةَ عَلَى كَثِيبٍ مُشْرِفٍ عَلَى الْيَمَامَةِ ، فَضَرَبَ بِهِ عَسْكَرَهُ وَخَرَجَ أَهْلُ الْيَمَامَةِ مَعَ مُسَيْلِمَةَ ، وَقَدْ قَدِمَ فِي مُقَدِّمَتِهِ الرَّحَّالُ - قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : هَكَذَا قَالَ ابْنُ حُمَيْدٍ بِالْحَاءِ - بْنُ عُنْفُوَةَ بْنِ نَهْشَلٍ ، وَكَانَ الرَّحَّالُ رَجُلا مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ وَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْيَمَامَةَ شَهِدَ لِمُسَيْلِمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ أَشْرَكَهُ فِي الأَمْرِ ، فَكَانَ أَعْظَمَ عَلَى أَهْلِ الْيَمَامَةِ فِتْنَةً مِنْ مُسَيْلِمَةَ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَسْأَلُونَ عَنِ الرَّحَّالِ يَرْجُونَ أَنَّهُ يَثْلِمُ عَلَى أَهْلِ الْيَمَامَةِ ، أَمْرَهُمْ بِإِسْلامِهِ فَلَقِيَهُمْ فِي أَوَائِلِ النَّاسِ مُتَكَتِّبًا ، وَقَدْ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرِهِ وَعِنْدَهُ أَشْرَافُ النَّاسِ ، وَالنَّاسُ عَلَى مُصَافِّهِمْ ، وَقَدْ رَأَى بَارِقَةً فِي بَنِي حَنِيفَةَ : أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَدْ كَفَاكُمُ اللَّهُ أَمْرَ عَدُوِّكُمْ وَاخْتَلَفَ الْقَوْمُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَنَظَرَ مُجَّاعَةُ وَهُوَ خَلْفَهُ مُوَثَّقًا فِي الْحَدِيدِ ، فَقَالَ : كَلا وَاللَّهِ وَلَكِنَّهَا الْهُنْدُوَانِيَّةِ خَشَوْا عَلَيْهَا مِنْ تَحَطُّمِهَا فَأَبْرَزُوهَا لِلشَّمْسِ لِتَلِينَ لَهُمْ ، فَكَانَ كَمَا قَالَ ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ كَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَهُمُ الرَّحَّالُ بْنُ عُنْفُوَةَ فَقَتَلَهُ اللَّهُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

أَبِي سَعِيدٍ

ثقة ثبت

وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ

متروك الحديث

أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

عِكْرِمَةَ

ثقة

طَلْحَةَ

صدوق حسن الحديث

سَيْفٍ

متهم بالوضع

شُعَيْبٌ

ضعيف الحديث

السَّرِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.