وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، عَنْ عُبَادَةَ ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَالرَّبِيعِ ، وَأَبِي الْمُجَالِدِ ، قَالُوا : وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، عَنْ عُبَادَةَ ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، وَالرَّبِيعِ ، وَأَبِي الْمُجَالِدِ ، قَالُوا : كَتَبَ عُمَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ : إِنَّا سَمِعْنَا أَنَّ بَحْرَ الشَّامِ يُشْرِفُ عَلَى أَطْوَلِ شَيْءٍ عَلَى الأَرْضِ ، يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي أَنْ يَفِيضَ عَلَى الأَرْضِ فَيُغْرِقَهَا ، فَكَيْفَ أَحْمِلُ الْجُنُودَ فِي هَذَا الْبَحْرِ الْكَافِرِ الْمُسْتَصْعَبِ ، وَتَاللَّهِ لَمُسْلِمٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا حَوَتِ الرُّومُ ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَعْرِضَ لِي ، وَقَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَقِيَ الْعَلاءُ مِنِّي ، وَلَمْ أَتَقَدَّمْ إِلَيْهِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ ، وَقَالُوا : تَرَكَ مَلِكُ الرُّومِ الْغَزْوَ ، وَكَاتَبَ عُمَرَ ، وَقَارَبَهُ ، وَسَأَلَهُ عَنْ كَلِمَةٍ يَجْتَمِعُ فِيهَا الْعِلْمُ كُلُّهُ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ، وَاكْرَهْ لَهُمْ مَا تَكْرَهُ لَهَا ، تَجْتَمِعُ لَكَ الْحِكْمَةُ كُلُّهَا ، وَاعْتَبِرِ النَّاسَ بِمَا يَلِيكَ ، تَجْتَمِعْ لَكَ الْمَعْرِفَةُ كُلُّهَا . وَكَتَبَ إِلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِقَارُورَةٍ : أَنِ امْلأَ لِي هَذِهِ الْقَارُورَةَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، فَمَلأَهَا مَاءً ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّ هَذَا كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا . وَكَتَبَ إِلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ : مَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَرْبَعُ أَصَابِعٍ : الْحَقُّ فِيمَا يُرَى عِيَانًا ، وَالْبَاطِلُ كَثِيرًا يُسْتَمَعُ بِهِ فِيمَا لَمْ يُعَايَنْ . وَكَتَبَ إِلَيْهِ مَلِكُ الرُّومِ يَسْأَلُهُ عَمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَبَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ لِلْمُسَافِرِ ، لَوْ كَانَ طَرِيقًا مَبْسُوطًا . قَالَ : وبَعَثَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى مَلِكَةِ الرُّومِ بِطِيبٍ ، وَمَشَارِبَ وَأَحْفَاشٍ ، مِنْ أَحْفَاشِ النِّسَاءِ ، وَدَسَّتْهُ إِلَى الْبَرِيدِ ، فَأَبْلَغَهُ لَهَا وَأَخَذَ مِنْهُ ، وَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِرَقْل ، وَجَمَعَتْ نِسَاءَهَا ، وَقَالَتْ : هَذِهِ هَدِيَّةُ امْرَأَةِ مَلِكِ الْعَرَبِ ، وَبِنْتِ نَبِيِّهِمْ ، وَكَاتَبَتْهَا وَكَافَأَتْهَا ، وَأَهْدَتْ لَهَا ، وَفِيمَا أَهْدَتْ لَهَا عِقْدٌ فَاخِرٌ ، فَلَمَّا انْتَهَى بِهِ الْبَرِيدُ إِلَيْهِ ، أَمَرَهُ بِإِمْسَاكِهِ ، وَدَعَا : الصَّلاةُ جَامِعَةٌ ، فَاجْتَمَعُوا فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ ، وَقَالَ : إِنَّهُ لا خَيْرَ فِي أَمْرٍ أُبْرِمَ عَنْ غَيْرِ شُورَى مِنْ أُمُورِي . قُولُوا فِي هَدِيَّةٍ أَهْدَتْهَا أُمُّ كُلْثُومٍ لامْرَأَةِ مَلِكِ الرُّومِ ، فَأَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةُ مَلِكِ الرُّومِ ؟ فَقَالَ قَائِلُونَ : هُوَ لَهَا بِالَّذِي لَهَا ، وَلَيْسَتِ امْرَأَةُ الْمَلِكِ بِذِمَّةٍ فَتُصَانِعُ بِهِ ، وَلا تَحْتَ يَدِكَ فَتَتَّقِيكَ ، وَقَالَ آخَرُونَ : قَدْ كُنَّا نُهْدِي الثِّيَابَ لِنَسْتَثِيبَ ، وَنَبْعَثَ بِهَا لِتُبَاعَ ، وَلِنُصِيبَ ثَمَنًا ، فَقَالَ : وَلَكِنَّ الرَّسُولَ رَسُولُ الْمُسْلِمِينَ ، وَالْبَرِيدَ بَرِيدُهُمْ ، وَالْمُسْلِمُونَ عَظَّمُوهَا فِي صَدْرِهَا ، فَأَمَرَ بِرَدِّهَا إِلَى بَيْتِ الْمَالِ ، وَرُدَّ عَلَيْهَا بِقَدْرِ نَفَقَتِهَا . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |