ذكر الخبر عن صفة اجتماعهم لذلك وخبر الجرعة


تفسير

رقم الحديث : 1412

حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ ، وَعَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عِيسَى ، قَالا : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْعَنْبَرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : اجْتَمَعَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَتَذَاكَرُوا أَعْمَالَ عُثْمَانَ وَمَا صَنَعَ ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَبْعَثُوا إِلَيْهِ رَجُلا يُكَلِّمُهُ ، وَيُخْبِرُهُ بِأَحْدَاثِهِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيَّ ثُمَّ الْعَنْبَرِيَّ ، وَهُوَ الَّذِي يُدْعَى عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ ، فَأَتَاهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعُوا فَنَظَرُوا فِي أَعْمَالِكَ ، فَوَجَدُوكَ قَدْ رَكِبْتَ أُمُورًا عِظَامًا ، فَاتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتُبْ إِلَيْهِ ، وَانْزَعْ عَنْهَا . قَالَ لَهُ عُثْمَانُ : انْظُرْ إِلَى هَذَا ، فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَارِئٌ ، ثُمَّ هُوَ يَجِيءُ فَيُكَلِّمُنِي فِي الْمُحَقِّرَاتِ ، فَوَاللَّهِ مَا يَدْرِي أَيْنَ اللَّهُ ! قَالَ عَامِرٌ : أَنَا لا أَدْرِي أَيْنَ اللَّهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَاللَّهِ مَا تَدْرِي أَيْنَ اللَّهُ . قَالَ عَامِرٌ : بَلْ وَاللَّهِ إِنِّي لأَدْرِي أَنَّ اللَّهَ بِالْمِرْصَادِ لَكَ . فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَإِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَإِلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، وَإِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ ، وَإِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ فَجَمَعَهُمْ لِيُشَاوِرَهُمْ فِي أَمْرِهِ ، وَمَا طَلَبَ إِلَيْهِ ، وَمَا بَلَغَهُ عَنْهُمْ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا عِنْدَهُ ، قَالَ لَهُمْ : إِنَّ لِكُلِّ امْرِئٍ وُزَرَاءَ وَنُصَحَاءَ ، وَإِنَّكُمْ وُزَرَائِي وَنُصَحَائِي وَأَهْلُ ثِقَتِي ، وَقَدْ صَنَعَ النَّاسُ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ ، وَطَلَبُوا إِلَيَّ أَنْ أَعْزِلَ عُمَّالِي ، وَأَنْ أَرْجِعَ عَنْ جَمِيعِ مَا يَكْرَهُونَ إِلَى مَا يُحِبُّونَ ، فَاجْتَهِدُوا رَأْيَكُمْ وَأَشِيرُوا عَلَيَّ . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ : رَأْيِي لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْ تَأْمُرَهُمْ بِجِهَادٍ يَشْغَلُهُمْ عَنْكَ ، وَأَنْ تَجْمُرَهُمْ فِي الْمَغَازِي حَتَّى يَذِلُّوا لَكَ ، فَلا يَكُونُ هِمَّةُ أَحَدِهِمْ إِلا نَفْسَهُ ، وَمَا هُوَ فِيهِ مِنْ دُبْرَةِ دَابَّتِهِ وَقَمْلِ فَرْوِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عُثْمَانُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا رَأْيُكَ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ رَأْيَنَا ، فَاحْسِمْ عَنْكَ الدَّاءَ ، وَاقْطَعْ عَنْكَ الَّذِي تَخَافُ ، وَاعْمَلْ بِرَأْيِي تُصِبْ . قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ قَادَةً مِتَى تَهْلَكْ يَتَفَرَّقُوا ، وَلا يَجْتَمِعُ لَهُمْ أَمْرٌ . فَقَالَ عُثْمَانُ : إِنَّ هَذَا الرَّأْيُ ، لَوْلا مَا فِيهِ . ثُمَّ أَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ : مَا رَأْيُكَ ؟ قَالَ : أَرَى لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْ تَرُدَّ عُمَّالَكَ عَلَى الْكِفَايَةِ لِمَا قِبَلَهُمْ ، وَأَنَا ضَامِنٌ لَكَ قِبَلِي ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ ، فَقَالَ : مَا رَأْيُكَ ؟ قَالَ : أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ النَّاسَ أَهْلُ طَمَعٍ ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ تَعْطِفْ عَلَيْكَ قُلُوبُهُمْ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا رَأْيُكَ ؟ قَالَ : أَرَى أَنَّكَ قَدْ رَكِبْتَ النَّاسَ بِمَا يَكْرَهُونَ ، فَاعْتَزِمْ أَنْ تَعْتِدَلَ ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَاعْتَزِمْ أَنْ تَعْتَزِلَ ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَاعْتَزِمْ عَزْمًا وَامْضِ قُدُمًا ، فَقَالَ عُثْمَانُ : مَا لَكَ قَمِلَ فَرْوُكَ ، أَهَذَا الْجَدُّ مِنْكَ ؟ فَأُسْكِتَ عَنْهُ دَهْرًا ، حَتَّى إِذَا تَفَرَّقَ الْقُومُ ، قَالَ عَمْرٌو : لا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُ أَنْ سَيَبْلُغَ النَّاسَ قَوْلُ كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَبْلُغَهُمْ قَوْلِي فَيَثِقُوا بِي ، فَأَقُودُ إِلَيْكَ خَيْرًا ، أَوْ أَدْفَعُ عَنْكَ شَرًّا . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.