كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَعَطِيَّةَ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَعَطِيَّةَ ، قَالُوا : كَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى أَهْلِ الأَمْصَارِ : " أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي آخُذُ الْعُمَّالَ بِمُوَافَاتِي فِي كُلِّ مَوْسِمٍ ، وَقَدْ سَلَّطْتُ الأُمَّةَ مُنْذُ وُلِّيتُ عَلَى الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَلا يُرْفَعُ عَلَيَّ شَيْءٌ وَلا عَلَى أَحَدٍ مِنْ عُمَّالِي إِلا أَعْطَيْتُهُ ، وَلَيْسَ لِي وَلِعِيَالِي حَقٌّ قِبَلَ الرَّعِيَّةِ ، إِلا مَتْرُوكٌ لَهُمْ ، وَقَدْ رَفَعَ إِلَيَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ أَنَّ أَقْوَامًا يَشْتُمُونَ ، وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ ، فَيَا مَنْ ضَرَبَ سِرًّا ، وَشَتَمَ سِرًّا ، مَنِ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ، فَلِيُوَافِ الْمَوْسِمَ فَلْيَأْخُذْ بِحَقِّهِ حَيْثُ كَانَ ، مِنِّي أَوْ مِنْ عُمَّالِي أَوْ تَصَدَّقُوا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ سورة يوسف آية 88 , فَلَمَّا قُرِئَ فِي الأَمْصَارِ ، أَبْكَى النَّاسَ ، وَدَعَوْا لِعُثْمَانَ ، وَقَالُوا : إِنَّ الأُمَّةَ لَتَمَخَّضُ بِشَرٍّ . وَبَعَثَ إِلَى عُمَّالِ الأَمْصَارِ ، فَقَدِمُوا عَلَيْهِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ ، وَمُعَاوِيَةُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ ، وَأَدْخَلَ مَعَهُمْ فِي الْمَشُورَةِ سَعْيِدًا وَعَمْرًا ، فَقَالَ : وَيْحَكُمْ ، مَا هَذِهِ الشِّكَايَةُ ، وَمَا هَذِهِ الإِذَاعَةُ ؟ إِنِّي وَاللَّهِ لَخَائِفٌ أَنْ تَكُونُوا مَصْدُوقًا عَلَيْكُمْ ، وَمَا يَعْصِبُ هَذَا إِلا بِي ، فَقَالُوا لَهُ : أَلَمْ تَبْعَثْ ، أَلَمْ نَرْجِعْ إِلَيْكَ الْخَبَرَ عَنِ الْقَوْمِ ، أَلَمْ يَرْجِعُوا وَلَمْ يُشَافِهْهُمْ أَحَدٌ بِشَيْءٍ ، لا وَاللَّهِ مَا صَدَقُوا وَلا بَرُّوا ، وَلا نَعْلَمُ لِهَذَا الأَمْرِ أَصْلا ، وَمَا كُنْتَ لِتَأْخُذَ بِهِ أَحَدًا فَيُقِيمُكَ عَلَى شَيْءٍ ، وَمَا هِيَ إِلا إِذَاعَةً لا يَحِلُّ الأَخْذُ بِهَا وَلا الانْتِهَاءُ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَأَشِيرُوا عَلَيَّ . فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ : هَذَا أَمْرٌ مَصْنُوعٌ ، يُصْنَعُ فِي السِّرِّ ، فَيُلْقَى بِهِ غَيْرُ ذِي الْمَعْرِفَةِ ، فَيُخْبَرُ بِهِ فَيُتَحَدَّثُ بِهِ فِي مَجَالِسِهِمْ . قَالَ : فَمَا دَوَاءُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : طَلَبُ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ ، ثُمَّ قَتْلُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يخَرْجُ هَذَا مِنْ عِنْدِهِمْ . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ : خُذْ مِنَ النَّاسِ الَّذِي عَلَيْهِمْ ، إِذَا أَعْطَيْتَهُمُ الَّذِي لَهُمْ ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعْهُمْ . قَالَ مُعَاوِيَةُ : قَدْ وَلَّيْتَنِي فَوَلَّيْتُ قَوْمًا لا يَأْتِيكَ عَنْهُمْ إِلا الْخَيْرَ ، وَالرَّجُلانِ أَعْلَمُ بِنَاحِيَتَيْهِمَا . قَالَ : فَمَا الرَّأْيُ ؟ قَالَ : حُسْنُ الأَدَبِ ، قَالَ : فَمَا تَرَى يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : أَرَى أَنَّكَ قَدْ لِنْتَ لَهُمْ ، وَتَرَاخَيْتَ عَنْهُمْ ، وَزِدْتَهُمْ عَلَى مَا كَانَ يَصْنَعُ عُمَرُ ، فَأَرَى أَنْ تَلْزَمَ طَرِيقَةَ صَاحِبَيْكَ ، فَتَشْتَدَّ فِي مَوْضِعِ الشِّدَّةِ ، وَتَلِينَ فِي مَوْضِعِ اللِّينِ ، إِنَّ الشِّدَّةَ تَنْبَغِي لِمَنْ لا يَأْلُو النَّاسَ شَرًّا ، وَاللِّينُ لِمَنْ يَخْلُفُ النَّاسَ بِالنُّصْحِ ، وَقَدْ فَرَشْتَهُمَا جَمِيعًا اللِّينَ . وَقَامَ عُثْمَانُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : كُلُّ مَا أَشَرْتُمْ بِهِ عَلَيَّ قَدْ سَمِعْتُ ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ بَابٌ يُؤْتَى مِنْهُ ، إِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي يُخَافُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ كَائِنٌ ، وَإِنَّ بَابَهُ الَّذِي يُغْلَقُ عَلَيْهِ فَيُكَفْكَفُ بِهِ : اللِّينُ ، وَالْمُؤَاتَاةُ ، وَالْمُتَابَعَةُ ، إِلا فِي حُدُودِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ ، الَّتِي لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُبَادِيَ بِعَيْبِ أَحَدِهَا ، فَإِنْ سَدَّهُ شَيْءٌ فَرَفُقَ فَذَاكَ ، وَاللَّهِ لَيُفْتَحَنَّ ، وَلَيْسَتْ لأَحَدٍ عَلَيَّ حُجَّةُ حَقٍّ ، وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنِّي لَمْ آلُ النَّاسَ خَيْرًا وَلا نَفْسِي ، وَوَاللَّهِ إِنَّ رَحَا الْفِتْنَةِ لَدَائِرَةٌ ، فَطُوبَى لِعُثْمَانَ إِنْ مَاتَ وَلَمْ يُحَرِّكْهَا ، كَفْكِفُوا النَّاسَ ، وَهَبُوا لَهُمْ حُقُوقَهُمْ ، وَاغْتَفِرُوا لَهُمْ ، وَإِذَا تُعُوطِيَتْ حُقُوقُ اللَّهِ فَلا تُدْهِنُوا فِيهَا . فَلَمَّا نَفَرَ عُثْمَانُ أَشْخَصَ مُعَاوِيَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَرَجَعَ ابْنُ عَامِرٍ وَسَعِيدٍ مَعَهُ ، وَلَمَّا اسْتَقَلَّ عُثْمَانُ رَجَزَ الْحَادِي : قَدْ عَلِمَتْ ضَوَامِرُ الْمَطِيِّ وَضَامِرَاتُ عَوَّجَ الْقَسِيُّ أَنَّ الأَمِيرَ بَعْدَهُ عَلِيُّ وَفِي الزُّبَيْرِ خَلَفٌ رَضِيُّ وَطَلْحَةَ الْحَامِي لَهَا وَلِيُّ فَقَالَ كَعْبٌ ، وَهُوَ يَسِيرُ خَلْفَ عُثْمَانَ : الأَمِيرُ وَاللَّهِ بَعْدَهُ صَاحِبُ الْبَغْلَةِ ، وَأَشَارَ إِلَى مُعَاوِيَةَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُثْمَانُ | عثمان بن عفان / توفي في :35 | صحابي |