قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَجَعَ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ قَدْ رَجَعُوا ، وَكَلَّمَهُ عَلِيٌّ كَلامًا فِي نَفْسِهِ ، قَالَ لَهُ : اعْلَمْ أَنِّي قَائِلٌ فِيكَ أَكْثَرَ مِمَّا قُلْتُ . قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ إِلَى بَيْتِهِ . قَالَ : فَمَكَثَ عُثْمَانُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ جَاءَهُ مَرْوَانُ ، فَقَالَ لَهُ : تَكَلَّمْ وَأَعْلِمِ النَّاسَ أَنَّ أَهْلَ مِصْرَ قَدْ رَجَعُوا ، وَأَنَّ مَا بَلَغَهُمْ عَنْ إِمَامِهِمْ كَانَ بَاطِلا ، فَإِنَّ خُطْبَتَكَ تَسِيرُ فِي الْبِلادِ ، قَبْلَ أَنْ يَتَحَلَّبَ النَّاسُ عَلَيْكَ مِنْ أَمْصَارِهِمْ ، فَيَأْتِيكَ مَنْ لا تَسْتَطِيعُ دَفْعَهُ . قَالَ : فَأَبَى عُثْمَانُ أَنْ يَخْرُجَ . قَالَ : فَلَمْ يَزَلْ بِهِ مَرْوَانُ ، حَتَّى خَرَجَ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ كَانَ بَلَغَهُمْ عَنْ إِمَامِهِمْ أَمْرٌ ، فَلَمَّا تَيَقَّنُوا أَنَّهُ بَاطِلٌ مَا بَلَغَهُمْ عَنْهُ ، رَجَعُوا إِلَى بِلادِهِمْ . قَالَ : فَنَادَاهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ : اتَّقِ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ ، فَإِنَّكَ قَدْ رَكِبْتَ نَهَابِيرَ وَرَكِبْنَاهَا مَعَكَ ، فَتُبْ إِلَى اللَّهِ نَتُبْ . قَالَ : فَنَادَاهُ عُثْمَانُ : وَإِنَّكَ هُنَاكَ يَابْنَ النَّابِغَةِ ، قَمِلَتْ وَاللَّهِ جُبَّتُكَ مُنْذُ تَرَكْتُكَ مِنَ الْعَمَلِ . قَالَ : فَنُودِيَ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى : تُبْ إِلَى اللَّهِ ، وَأَظْهِرِ التَّوْبَةَ ، يَكُفَّ النَّاسُ عَنْكَ . قَالَ : فَرَفَعَ عُثْمَانُ يَدَيْهِ مَدًّا ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ . فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ تَائِبٍ تَابَ إِلَيْكَ . وَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ حَتَّى نَزَلَ مَنْزِلَهُ بِفِلَسْطِينَ ، فَكَانَ يَقُولُ : وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَلْقَى الرَّاعِيَ ، فَأُحَرِّضُهُ عَلَيْهِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |