ذكر الخبر عن قتله وكيف قتل


تفسير

رقم الحديث : 1437

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، وَأَبِي عُثْمَانَ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، وَأَبِي عُثْمَانَ ، قَالُوا : وَأَحْرَقُوا الْبَابَ وَعُثْمَانُ فِي الصَّلاةِ ، وَقَدِ افْتَتَحَ : طه { 1 } مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى { 2 } سورة طه آية 1-2 وَكَانَ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ ، فَمَا كَرَثَهُ مَا سَمِعَ ، وَمَا يُخْطِئُ وَمَا يَتَتَعْتَعُ ، حَتَّى أَتَى عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ ، ثُمَّ عَادَ فَجَلَسَ إِلَى عِنْدِ الْمُصْحَفِ ، وَقَرَأَ : الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ سورة آل عمران آية 173 وَارْتَجَزَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخْنَسِ ، وَهُوَ دُونَ الدَّارِ فِي أَصْحَابِهِ : قَدْ عَلِمَتْ ذَاتُ الْقُرُونِ الْمِيلِ وَالْحُلِيِّ وَالأَنَامِلِ الطَّفُولِ لَتَصْدُقَنَّ بَيْعَتِي خَلِيلِي بِصَارِمٍ ذِي رَوْنَقٍ مَصْقُولِ لا أَسْتَقِيلُ إِنْ أُقِلْتُ قَيْلِي وَأَقْبَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَالنَّاسُ مُحْجِمُونَ عَنِ الدَّارِ ، إِلا أُولَئِكَ الْعُصْبَةَ ، فَدَسَرُوا فَاسْتَقْتَلُوا ، فَقَامَ مَعَهُمْ ، وَقَالَ : أَنَا أُسْوَتُكُمْ ، وَقَالَ : هَذَا يَوْمٌ طَابَ امْضَرْبُ ، يَعْنِي : أَنَّهُ حَلَّ الْقِتَالُ وَطَابَ ، وَهَذِهِ لُغَةُ حِمْيَرَ ، وَنَادَى : وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ سورة غافر آية 41 وَبَادَرَ مَرْوَانُ يَوْمَئِذٍ ، وَنَادَى : رَجُلٌ رَجُلٌ ، فَبَرَزَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُدْعَى النَّبَّاعَ ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ ، فَضَرَبَهُ مَرْوَانُ أَسْفَلَ رِجْلَيْهِ ، وَضَرَبَهُ الآخَرُ عَلَى أَصْلِ الْعُنُقِ فَقَلَبَهُ ، فَانْكَبَّ مَرْوَانُ وَاسْتَلْقَى ، فَاجْتَرَّ هَذَا أَصْحَابَهُ ، وَاجْتَرَّ الآخَرُ أَصْحَابَهُ . فَقَالَ الْمِصْرِيُّونَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا أَنْ تَكُونُوا حُجَّةً عَلَيْنَا فِي الأُمَّةِ ، لَقَدْ قَتَلْنَاكُمْ بَعْدَ تَحْذِيرٍ ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : مَنْ يُبَارِزُ ؟ فَبَرَزَ لَهُ رَجُلٌ فَاجْتَلَدَ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَضْرِبُهُمْ بِالْيَابِسِ ضَرْبَ غُلامٍ بَائِسِ مِنَ الْحَيَاةِ آيِسِ فَأَجَابَهُ صَاحِبُهُ . وَقَالَ النَّاسُ : قُتِلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخْنَسِ ، فَقَالَ الَّذِي قَتَلَهُ : إِنَّا لِلَّهِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ : مَا لَكَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُتِيتُ ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ ، فَقِيلَ لِي : بَشِّرْ قَاتِلَ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ بِالنَّارِ ، فَابْتُلِيتُ بِهِ ، وَقَتَلَ قُبَاثٌ الْكِنَانِيُّ نِيَارَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْلَمِيَّ ، وَاقْتَحَمَ النَّاسُ الدَّارَ مِنَ الدُّورِ الَّتِي حَوْلَهَا ، حَتَّى مَلَئُوهَا ، وَلا يَشْعُرُ الَّذِينَ بِالْبَابِ ، وَأَقْبَلَتِ الْقَبَائِلُ عَلَى أَبْنَائِهِمْ ، فَذَهَبُوا بِهِمْ إِذْ غُلِبُوا عَلَى أَمِيرِهِمْ ، وَنَدَبُوا رَجُلا لِقَتْلِهِ ، فَانْتُدِبَ لَهُ رَجُلٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْبَيْتَ ، فَقَالَ : اخْلَعْهَا وَنَدَعَكَ . فَقَالَ : وَيْحَكَ ، وَاللَّهِ مَا كَشَفْتُ امْرَأَةً فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ ، وَلا تَغَنَّيْتُ ، وَلا تَمَنَّيْتُ ، وَلا وَضَعْتُ يَمِينِي عَلَى عَوْرَتِي مُنْذُ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَسْتُ خَالِعًا قَمِيصًا كَسَانِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنَا عَلَى مَكَانِي حَتَّى يُكْرِمَ اللَّهُ أَهْلَ السَّعَادَةِ ، وَيُهِينَ أَهْلَ الشَّقَاءِ ، فَخَرَجَ ، وَقَالُوا : مَا صَنَعْتَ ؟ فَقَالَ : علقنا وَاللَّهِ ، وَاللَّهِ مَا يُنْجِينَا مِنَ النَّاسِ إِلا قَتْلُهُ ، وَمَا يَحِلُّ لَنَا قَتْلُهُ ، فَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ رَجُلا مِنْ بَنِي لَيْثٍ ، فَقَالَ : مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : لَيْثِيٌّ ، فَقَالَ : لَسْتَ بِصَاحِبِي . قَالَ : وَكَيْفَ ؟ فَقَالَ : أَلَسْتَ الَّذِي دَعَا لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ أَنْ تَحْفَظُوا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَلَنْ تُضَيِّعَ ، فَرَجَعَ ، وَفَارَقَ الْقَوْمَ ، فَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ رَجُلا مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ إِنِّي قَاتِلُكَ ، قَالَ : كَلا يَا فُلانُ لا تَقْتُلْنِي ، قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ لَكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، فَلَنْ تُقَارِفَ دَمًا حَرَامًا ، فَاسْتَغْفَرَ وَرَجَعَ ، وَفَارَقَ أَصْحَابَهُ ، فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ حَتَّى قَامَ عَلَى بَابِ الدَّارِ يَنْهَاهُمْ عَنْ قَتْلِهِ ، وَقَالَ : يَا قَوْمِ لا تَسُلُّوا سَيْفَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، فَوَاللَّهِ إِنْ سَلَلْتُمُوهُ لا تَغْمِدُوهُ ، وَيْلَكُمْ إِنَّ سُلْطَانَكُمُ الْيَوْمَ يَقُومُ بِالدِّرَّةِ ، فَإِنْ قَتَلْتُمُوهُ لا يَقُمْ إِلا بِالسَّيْفِ ، وَيْلَكُمْ إِنَّ مَدِينَتَكُمْ مَحْفُوفَةٌ بِمَلائِكَةِ اللَّهِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَتَتْرُكَنَّهَا ، فَقَالُوا : يَابْنَ الْيَهُودِيَّةِ وَمَا أَنْتَ وَهَذَا ؟ فَرَجَعَ عَنْهُمْ ، قَالُوا : وَكَانَ آخِرَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ مِمَّنْ رَجَعَ إِلَى الْقَوْمِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ . فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : وَيْلَكَ أَعَلَى اللَّهِ تَغْضَبُ ؟ هَلْ لِي إِلَيْكَ جَرْمٌ أُلاحِقَهُ أَخَذْتَهُ مِنْكَ ؟ فَنَكَلَ وَرَجَعَ ، قَالُوا : فَلَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، وَعَرَفُوا انْكِسَارَهُ ، ثَارَ قُتَيْرَةُ وَسُودَانُ بْنُ حُمْرَانَ السَّكُونِيَّانِ وَالْغَافِقِيُّ ، فَضَرَبَهُ الْغَافِقِيُّ بِحَدِيدَةٍ مَعَهُ ، وَضَرَبَ الْمُصْحَفَ بِرِجْلِهِ ، فَاسْتَدَارَ الْمُصْحَفُ فَاسْتَقَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَسَالَتْ عَلَيْهِ الدِّمَاءُ ، وَجَاءَ سُودَانُ بْنُ حُمْرَانَ لِيَضْرِبَهُ ، فَانْكَبَّتْ عَلَيْهِ نَائِلَةُ ابْنَةُ الْفُرَافِصَةِ ، وَاتَّقَتِ السَّيْفَ بِيَدِهَا فَتَعَمَّدَهَا ، وَنَفَحَ أَصَابِعَهَا ، فَأَطَنَّ أَصَابِعَ يَدِهَا ، وَوَلَّتْ فَغَمَزَ أَوْرَاكَهَا ، وَقَالَ : إِنَّهَا لَكَبِيرَةُ الْعَجِيزَةِ . وَضَرَبَ عُثْمَانَ فَقَتَلَهُ ، وَدَخَلَ غُلْمَةٌ لِعُثْمَانَ مَعَ الْقَوْمِ لِيَنْصُرُوهُ ، وَقَدْ كَانَ عُثْمَانُ أَعْتَقَ مَنْ كَفَّ مِنْهُمْ ، فَلَمَّا رَأَوْا سُودَانَ قَدْ ضَرَبَهُ ، أَهْوَى لَهُ بَعْضُهُمْ فَضَرَبَ عُنُقَهُ فَقَتَلَهُ ، وَوَثَبَ قُتَيْرَةُ عَلَى الْغُلامِ فَقَتَلَهُ ، وَانْتَهَبُوا مَا فِي الْبَيْتِ ، وَأَخْرَجُوا مَنْ فِيهِ ، ثُمَّ أَغْلَقُوهُ عَلَى ثَلاثَةِ قَتْلَى ، فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى الدَّارِ وَثَبَ غُلامٌ لِعُثْمَانَ آخَرُ عَلَى قُتَيْرَةَ فَقَتَلَهُ ، وَدَارَ الْقَوْمُ فَأَخَذُوا مَا وَجَدُوا ، حَتَّى تَنَاوَلُوا مَا عَلَى النِّسَاءِ وَأَخَذَ رَجُلٌ مُلاءَةَ نَائِلَةَ ، وَالرَّجُلُ يُدْعَى كُلْثُومَ بْنَ تُجِيبَ ، فَتَنَحَّتْ نَائِلَةُ ، فَقَالَ : وَيْحَ أُمُّكِ مِنْ عَجِيزَةٍ مَا أَنْمَكِ . وَبَصَرَ بِهِ غُلامٌ لِعُثْمَانَ ، فَقَتَلَهُ وَقُتِلَ ، وَتَنَادَى الْقَوْمُ : أَبْصَرَ رَجُلٌ مَنْ صَاحِبُهُ ، وَتَنَادَوْا فِي الدَّارِ : أَدْرِكُوا بَيْتَ الْمَالِ ، لا تُسْبَقُوا إِلَيْهِ ، وَسَمِعَ أَصْحَابُ بَيْتِ الْمَالِ أَصْوَاتَهُمْ ، وَلَيْسَ فِيهِ إِلا غِرَارَتَانِ ، فَقَالُوا : النَّجَاءَ فَإِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ الدُّنْيَا ، فَهَرَبُوا ، وَأَتَوْا بَيْتَ الْمَالِ فَانْتَهَبُوهُ ، وَمَاجَ النَّاسُ فِيهِ ، فَالتَّانِئُ يَسْتَرْجِعُ وَيَبْكِي ، وَالطَّارِئُ يَفْرَحُ ، وَنَدِمَ الْقَوْمُ ، وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَأَقَامَ عَلَى طَرِيقِ مَكَّةَ لِئَلا يَشْهَدَ مَقْتَلَهُ ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْخَبَرُ بِمَقْتَلِ عُثْمَانَ ، وَهُوَ بِحَيْثُ هُوَ ، قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ ، وَانْتَصَرَ لَهُ . وَقِيلَ : إِنَّ الْقَوْمَ نَادِمُونَ . فَقَالَ : دَبِّرُوا دَبِّرُوا وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ سورة سبأ آية 54 الآيَةَ . وَأَتَى الْخَبَرُ طَلْحَةَ ، فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ ، وَانْتَصَرَ لَهُ وَلِلإِسْلامِ . وَقِيلَ لَهُ : إِنَّ الْقَوْمَ نَادِمُونَ . فَقَالَ : تَبًّا لَهُمْ ، وَقَرَأَ : فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ سورة يس آية 50 وَأَتَى عَلِيٌّ ، فَقِيلَ : قُتِلَ عُثْمَانُ ، فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ ، وَخُلِفَ عَلَيْنَا بِخَيْرٍ ، وَقِيلَ : بِنَدَمِ الْقَوْمِ ، فَقَرَأَ : كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ سورة الحشر آية 16 الآيَةَ . وَطُلِبَ سَعْدٌ فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطِهِ ، وَقَدْ قَالَ : لا أَشْهَدُ قَتْلَهُ . فَلَمَّا جَاءَهُ قَتْلُهُ قَالَ : فَرَرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَدُنِّينَا ، وَقَرَأَ : الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا سورة الكهف آية 104 اللَّهُمَّ أَنْدِمْهُمْ ، ثُمَّ خُذْهُمْ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.