استئذان طلحة والزبير عليا


تفسير

رقم الحديث : 1465

حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي الْحَارِثُ ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " دَعَانِي عُثْمَانُ فَاسْتَعْمَلَنِي عَلَى الْحَجِّ ، فَخَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ ، فَأَقَمْتُ لِلنَّاسِ الْحَجَّ ، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ كِتَابَ عُثْمَانَ إِلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ بُويِعَ لِعَلِيٍّ ، فَأَتَيْتُهُ فِي دَارِهِ ، فَوَجَدْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ مُسْتَخْلِيًا بِهِ ، فَحَبَسَنِي حَتَّى خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ ، فَقُلْتُ : مَاذَا قَالَ لَكَ هَذَا ؟ فَقَالَ : قَالَ لِي قَبْلَ مَرَّتِهِ هَذِهِ : أَرْسِلْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، وَإِلَى مُعَاوِيَةَ ، وَإِلَى عُمَّالِ عُثْمَانَ بِعُهُودِهِمْ تُقِرُّهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ ، وَيُبَايِعُونَ لَكَ النَّاسَ ، فَإِنَّهُمْ يُهَدِّئُونَ الْبِلادَ ، وَيُسَكِّنُونَ النَّاسَ ، فَأَبَيْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ ، وَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَوْ كَانَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، لاجْتَهَدْتُ فِيهَا رَأْيِي ، وَلا وَلَّيْتُ هَؤُلاءِ وَلا مِثْلَهُمْ يُوَلَّى . قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِي ، وَأَنَا أَعْرِفُ فِيهِ أَنَّهُ يَرَى أَنِّي مُخْطِئٌ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيَّ الآنَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَشَرْتُ عَلَيْكَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، بِالَّذِي أَشَرْتُ عَلَيْكَ وَخَالَفْتَنِي فِيهِ ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ رَأْيًا ، وَأَنَا أَرَى أَنْ تَصْنَعَ الَّذِي رَأَيْتُ ، فَتَنْزَعَهُمْ وَتَسْتَعِينَ بِمَنْ تَثِقُ بِهِ ، فَقَدْ كَفَى اللَّهُ ، وَهُمْ أَهْوَنُ شَوْكَةً مِمَّا كَانَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ : أَمَّا الْمَرَّةُ الأُولَى فَقَدْ نَصَحَكَ ، وَأَمَّا الْمَرَّةُ الآخِرَةُ فَقَدْ غَشَّكَ ، قَالَ لَهُ عَلِيٌّ : وَلِمَ نَصَحَنِي ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَأَصْحَابَهُ أَهْلَ دُنْيَا ، فَمَتَى تُثْبِتْهُمْ لا يُبَالُوا بِمَنْ وُلِّيَ هَذَا الأَمْرَ ، وَمَتَى تَعْزِلْهُمْ ، يَقُولُوا : أَخَذَ هَذَا الأَمْرَ بِغَيْرِ شُورَى ، وَهُوَ قَتَلَ صَاحِبَنَا ، وَيُؤَلِّبُونَ عَلَيْكَ ، فَيُنْتَقَضُ عَلَيْكَ أَهْلَ الشَّامِ وَأَهْلَ الْعِرَاقِ ، مَعَ أَنِّي لا آمَنُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ أَنْ يَكِرَّا عَلَيْكَ . فَقَالَ عَلِيٌّ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ إِقْرَارِهِمْ ، فَوَاللَّهِ مَا أَشُكُّ أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا لإِصْلاحِهَا ، وَأَمَّا الَّذِي يَلْزَمُنِي مِنَ الْحَقِّ وَالْمَعْرِفَةِ بِعُمَّالِ عُثْمَانَ ، فَوَاللَّهِ لا أُوَلِّي مِنْهُمْ أَحَدًا أَبَدًا ، فَإِنْ أَقْبَلُوا فَذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، وَإِنْ أَدْبَرُوا بَذَلْتُ لَهُمُ السَّيْفَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَطِعْنِي وَادْخُلْ دَارَكَ ، وَالْحَقْ بِمَالِكَ بِيَنْبُعَ ، وَأَغْلِقْ بَابَكَ عَلَيْكَ ، فَإِنَّ الْعَرَبَ تَجُولُ جَوْلَةً وَتَضْطَرِبُ ، وَلا تَجِدُ غَيْرَكَ ، فَإِنَّكَ وَاللَّهِ لَئِنْ نَهَضْتَ مَعَ هَؤُلاءِ الْيَوْمَ ، لَيُحَمِّلَنَّكَ النَّاسُ دَمَ عُثْمَانَ غَدًا ، فَأَبَى عَلِيٌّ ، فَقَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ : سِرْ إِلَى الشَّامِ فَقَدْ وَلَّيْتُكَهَا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا هَذَا بِرَأْيِ مُعَاوِيَةَ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ ، وَعَامِلُهُ عَلَى الشَّامِ ، وَلَسْتُ آمَنُ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقِي لِعُثْمَانَ ، أَوْ أَدْنَى مَا هُوَ صَانِعٌ أَنْ يَحْبِسَنِي فَيَتَحَكَّمَ عَلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : وَلِمَ ؟ قَالَ : لِقَرَابَةِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَإِنَّ كُلَّ مَا حُمِلَ عَلَيْكَ حُمِلَ عَلَيَّ ، وَلَكِنِ اكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَمَنِّهِ وَعِدْهُ ، فَأَبَى عَلَيَّ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لا كَانَ هَذَا أَبَدًا . .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

الْحَارِثُ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.