كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : وَمَضَى النَّاسُ حَتَّى إِذَا عَاجُوا عَنِ الطَّرِيقِ ، وَكَانُوا بِفِنَاءِ الْبَصْرَةِ ، لَقِيَهُمْ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ أَنْ تَقْدَمِي الْيَوْمَ عَلَى قَوْمٍ ، لَمْ تُرَاسِلِي مِنْهُمْ أَحَدًا فَيَكْفِيكَهُمْ . فَقَالَتْ : جِئْتَنِي بِالرَّأْيِ وَأَنْتَ امْرُؤٌ صَالِحٌ ، قَالَ : فَعَجِّلِي ابْنَ عَامِرٍ فَلْيُخَلَّ ، فَإِنَّ لَهُ صَنَائِعَ ، فَلْيَذْهَبْ إِلَى صَنَائِعِهِ ، فَلْيَلْقَوُا النَّاسَ حَتَّى تَقْدُمِي ، وَيَسْمَعُوا مَا جِئْتُمْ فِيهِ . فَأَرْسَلَتْهُ فَانْدَسَّ إِلَى الْبَصْرَةِ ، فَأَتَى الْقَوْمَ ، وَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَكَتَبَتْ إِلَى الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، وَصَبْرَةَ بْنِ شَيْمَانَ ، وَأَمْثَالِهِمْ مِنَ الْوُجُوهِ ، وَمَضَتْ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِالْحَفِيرِ ، انْتَظَرَتِ الْجَوَابَ بِالْخَبَرِ ، وَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، دَعَا عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ، وَكَانَ رَجُلٌ عَامَّةً ، وَأَلَزَّهُ بِأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ وَكَانَ رَجُلٌ خَاصَّةً ، فَقَالَ : انْطَلِقَا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ ، فَاعْلَمَا علمها وعلم مَنْ مَعَهَا ، فَخَرَجَا ، فَانْتَهَيَا إِلَيْهَا وَإِلَى النَّاسِ وَهُمْ بِالْحَفِيرِ ، فَاسْتَأْذَنَا فَأَذِنَتْ لَهُمَا فَسَلَّمَا ، وَقَالا : إِنَّ أَمِيرَنَا بَعَثَنَا إِلَيْكِ نَسْأَلُكِ عَنْ مَسِيرِكِ ، فَهَلْ أَنْتِ مُخْبِرَتُنَا ؟ فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا مِثْلِي يَسِيرُ بِالأَمْرِ الْمَكْتُومِ ، وَلا يُغَطِّي لِبَنِيهِ الْخَبَرَ ، إِنَّ الْغَوْغَاءَ مِنْ أَهْلِ الأَمْصَارِ وَنُزَّاعَ الْقَبَائِلِ ، غَزَوْا حَرَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَحْدَثُوا فِيهِ الأَحْدَاثَ ، وَآوَوْا فِيهِ الْمُحْدِثِينَ ، وَاسْتَوْجَبُوا فِيهِ لَعْنَةَ اللَّهِ وَلَعْنَةَ رَسُولِهِ ، مَعَ مَا نَالُوا مِنْ قَتْلِ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ بِلا تِرَةٍ وَلا عُذْرٍ ، فَاسْتَحَلُّوا الدَّمَ الْحَرَامَ فَسَفَكُوهُ ، وَانْتَهَبُوا الْمَالَ الْحَرَامَ ، وَأَحَلُّوا الْبَلَدَ الْحَرَامَ ، وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ ، وَمَزَّقُوا الأَعْرَاضَ وَالْجُلُودَ ، وَأَقَامُوا فِي دَارِ قَوْمٍ كَانُوا كَارِهِينَ لِمُقَامِهِمْ ، ضَارِّينَ مُضِرِّينَ غَيْرُ نَافِعِينَ وَلا مُتَّقِينَ ، لا يَقْدِرُونَ عَلَى امْتِنَاعٍ ، وَلا يُؤْمَنُونَ ، فَخَرَجْتُ فِي الْمُسْلِمِينَ أُعْلِمُهُمْ مَا أَتَى هَؤُلاءِ الْقَوْمُ ، وَمَا فِيهِ النَّاسُ وَرَاءَنَا ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَأْتُوا فِي إِصْلاحِ هَذَا ، وقرأت : لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ سورة النساء آية 114 نَنْهَضُ فِي الإِصْلاحِ ، مِمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالذَّكَرَ وَالأُنْثَى ، فَهَذَا شَأْنُنَا إِلَى مَعْرُوفٍ ، نَأْمُرُكُمْ بِهِ وَنَحُضُّكُمْ عَلَيْهِ ، وَمُنْكَرٍ نَنْهَاكُمْ عَنْهُ ، وَنَحُثُّكُمْ عَلَى تَغْيِيرِهِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |