القول في هل كان الله عز وجل خلق قبل خلقه الزمان والليل والنهار شيئا غير ذلك من الخلق


تفسير

رقم الحديث : 33

حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْحُقْبُ ثَمَانُونَ عَامًا ، الْيَوْمُ مِنْهَا سُدُسُ الدُّنْيَا " . فبين في هذا الخبر أن الدنيا كلها ستة آلاف سنة ، وذلك أن اليوم الذي هو من أيام الآخرة إذا كان مقداره ألف سنة من سني الدنيا ، وكان اليوم الواحد من ذلك سدس الدنيا ، كان معلوما بذلك أن جميعها ستة أيام من أيام الآخرة ، وذلك ستة آلاف سنة ، وقد تزعم اليهود أن جميع ما ثبت عندهم على ما في التوراة مما بين فيها من لدن خلق الله آدم إلى وقت الهجرة ، وذلك في التوراة التي هي في أيديهم اليوم ، أربعة آلاف سنة ، وست مائة سنة ، واثنتان وأربعون سنة ، وقد ذكروا تفصيل ذلك بولادة رجل رجل ونبي نبي ، وموته من عهد آدم إلى هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وسأذكر تفصيلهم ذلك إن شاء الله , وتفصيل غيرهم ممن فصله من علماء أهل الكتب ، وغيرهم من أهل العلم بالسير وأخبار الناس ، إذا انتهيت إليه إن شاء الله ، وأما اليونانية من النصارى ، فإنها تزعم أن الذي ادعته اليهود من ذلك باطل ، وأن الصحيح من القول في قدر مدة أيام الدنيا من لدن خلق الله آدم ، إلى وقت هجرة نبينا محمد , صلى الله عليه وسلم , على سياق ما عندهم في التوراة التي هي في أيديهم ، خمسة آلاف سنة وتسع مائة سنة واثنتان وتسعون سنة وأشهر . وذكروا تفصيل ما ادعوه من ذلك بولادة نبي نبي ، وملك ملك ووفاته , من عهد آدم إلى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وزعموا أن اليهود إنما نقصوا ما نقصوا من عدد سني ما بين تاريخهم وتاريخ النصارى ، دفعا منهم لنبوة عيسى ابن مريم عليه السلام ، إذ كانت صفته ووقت مبعثه مثبتة في التوراة ، وقالوا : لم يأت الوقت الذي وقت لنا في التوراة أن الذي صفته صفة عيسى يكون فيه ، وهم ينتظرون بزعمهم خروجه ووقته ، فأحسب أن الذي ينتظرونه ويدعون أن صفته في التوراة مثبتة ، هو الدجال الذي وصفه رسول الله , صلى الله عليه وسلم , لأمته ، وذكر لهم أن عامة أتباعه اليهود ، فإن كان ذلك هو عبد الله بن صياد فهو من نسل اليهود ، وأما المجوس ، فإنهم يزعمون أن قدر مدة الزمان من لدن ملك جيومرت إلى وقت هجرة نبينا , صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة آلاف سنة ، ومائة سنة ، وتسع وثلاثون سنة ، وهم لا يذكرون مع ذلك نسبا يعرف فوق جيومرت ، ويزعمون أنه آدم أبو البشر , صلى الله عليه وسلم , وعلى جميع أنبياء الله ورسله ، ثم أهل الأخبار بعد في أمره مختلفون ، فمن قائل منهم فيه مثل قول المجوس ، ومن قائل منهم : إنه تسمى بآدم بعد أن ملك الأقاليم السبعة ، وأنه إنما هو جامر بن يافث بن نوح ، كان بنوح عليه السلام برا ولخدمته ملازما وعليه حدبا شفيقا ، فدعا الله له ولذريته لذلك من بره به وخدمته له بطول العمر ، والتمكين في البلاد ، والنصر على من ناوأه وإياهم ، واتصال الملك له ولذريته ، ودوامه له ولهم ، فاستجيب له فيه فأعطى جيومرت ذلك وولده ، فهو أبو الفرس ولم يزل الملك فيه وفي ولده ، إلى أن زال عنهم بدخول المسلمين مدائن كسرى ، وغلبة أهل الإسلام ، إياهم على ملكهم . ومن قائل غير ذلك وسنذكر , إن شاء الله , ما انتهى إلينا من القول فيه ، إذا انتهينا إلى ذكرنا تاريخ الملوك ومبالغ أعمارهم ، وأنسابهم وأسباب ملكهم .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي هُرَيْرَةَ

صحابي

أَبِي صَالِحٍ

ثقة ثبت

عَاصِمٍ

صدوق حسن الحديث

أَبَانٌ

ثقة

عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ

ضعيف الحديث