ذكر نسب موسى بن عمران واخباره وما كان في عهده وعهد منوشهر بن منشخورنر الملك من الاحدا...


تفسير

رقم الحديث : 338

فَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي السُّدِّيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ : " تَجَلَّى مِنْهُ مِثْلُ طَرَفِ الْخِنْصَرِ ، فَجَعَلَ الْجَبَلَ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ، فَلَمْ يَزَلْ صَعِقًا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَنَّهُ أَفَاقَ ، فَقَالَ : سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ سورة الأعراف آية 143 ، يَعْنِي : أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ : يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ { 144 } وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلا لِكُلِّ شَيْءٍ سورة الأعراف آية 144-145 ، مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ سورة الأعراف آية 145 , يَعْنِي : بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ : وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سورة الأعراف آية 145 ، أَيْ : بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُونَ فِيهَا ، فَكَانَ مُوسَى بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَنْظُرَ فِي وَجْهِهِ ، وَكَانَ يَلْبِسُ وَجْهَهُ بِحَرِيرَةٍ ، فَأَخَذَ الْأَلْوَاحَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسَفًا ، يَقُولُ حَزِينًا ، قَالَ : يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا إلى ، قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا سورة طه آية 86 - 87 ، يَقُولُونَ : بِطَاقَتِنَا ، وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ سورة طه آية 87 ، يَقُولُ : مِنْ حَلِيِّ الْقِبْطِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ سورة طه آية 87 ، ذَلِكَ ، حِينَ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ : احْفِرُوا لِهَذَا الْحُلِيِّ حُفْرَةً ، وَاطْرَحُوهُ فِيهَا ، فَطَرَحُوهُ فَقَذَفَ السَّامِرِيُّ تُرْبَتَهُ ، فَأَلْقَى مُوسَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ : قَالَ يَابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي سورة طه آية 94 ، فَتَرَكَ مُوسَى هَارُونَ ، وَمَالَ إِلَى السَّامِرِيِّ ، فَقَالَ : فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ سورة طه آية 95 قَالَ السَّامِرِيُّ : بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ ، إِلَى فِي الْيَمِّ نَسْفًا سورة طه آية 96 - 97 ، ثُمَّ أَخَذَهُ فَذَبَحَهُ ، ثُمَّ حَرَّفَهُ بِالْمِبْرَدِ ثُمَّ ذَرَاهُ فِي الْبَحْرِ ، فَلَمْ يَبْقَ بَحْرٌ يَجْرِي إِلَّا وَقَعَ فِيهِ شَيْءٌ مِنْهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ مُوسَى : اشْرَبُوا مِنْهُ فَشَرِبُوا ، فَمَنْ كَانَ يُحِبُّهُ خَرَجَ عَلَى شَارِبِهِ الذَّهَبُ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ سورة البقرة آية 93 ، فَلَمَّا سَقَطَ فِي أَيْدِي بَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ جَاءَ مُوسَى : وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ سورة الأعراف آية 149 ، فَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ تَوْبَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا بِالْحَالِ الَّتِي كَرِهُوا أَنْ يُقَاتِلُوهُمْ حِينَ عَبَدُوا الْعِجْلَ ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى : يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ سورة البقرة آية 54 ، فَاجْتَلَدَ الَّذِينَ عَبَدُوهُ وَالَّذِينَ لَمْ يَعْبُدُوهُ بِالسِّيُوفِ ، فَكَانَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ شَهِيدًا ، حَتَّى كَثُرَ الْقَتْلُ حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلَكُوا ، حَتَّى قُتِلَ بَيْنَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا ، حَتَّى دَعَا مُوسَى وَهَارُونُ ، رَبَّنَا هَلَكَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ ، رَبَّنَا الْبَقِيَّةَ ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَضَعُوا السِّلَاحَ ، وَتَابَ عَلَيْهِمْ ، فَكَانَ مَنْ قُتِلَ كَانَ شَهِيدًا ، وَمَنْ بَقِيَ كَانَ مُكَفَّرًا عَنْهُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ سورة البقرة آية 54 " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

السُّدِّيُّ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.