مَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، الَّتِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيهَا ، حِينَ أَصَابَ عِيرَ قُرَيْشٍ , فِيهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ عَلَى الْقردة ، مَاءٍ مِن مِيَاهِ نَجْدٍ ، قَالَ : وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهَا أَنَّ قُرَيْشًا قَدْ كَانَتْ خَافَتْ طَرِيقَهَا الَّتِي كَانَتْ تَسْلُكُ إِلَى الشَّامِ ، حِينَ كَانَ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ مَا كَانَ ، فَسَلَكُوا طَرِيقَ الْعِرَاقِ ، فَخَرَجَ مِنْهُمْ تُجَّارٌ ، فِيهِمْ : أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، وَمَعَهُ فِضَّةٌ كَثِيرَةٌ ، وَهِيَ عِظَمُ تِجَارَتِهِمْ ، وَاسْتَأْجَرُوا رَجُلا مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، يُقَالُ لَهُ : فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ ، يَدُلُّهُمْ عَلَى ذَلِكَ الطَّرِيقِ . وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ ، فَلَقِيَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ ، فَأَصَابَ تِلْكَ الْعِيرَ وَمَا فِيهَا ، وَأَعْجَزَهُ الرِّجَالُ ، فَقَدِمَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ ، فَزَعَمَ أَنَّ سَبَبَ هَذِهِ الْغَزْوَةِ ، كَانَ أَنَّ قُرَيْشًا ، قَالَتْ : قَدْ عَوَّرَ عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ مُتْجَرَنَا ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقِنَا . وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ : " إِنْ أَقَمْنَا بِمَكَّةَ أَكَلْنَا رُءُوسَ أَمْوَالِنَا " . قَالَ أَبُو زَمْعَةَ بْنُ الأَسْوَدِ : " فَأَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يَسْلُكُ بِكُمُ النَّجْدِيَّةَ ، لَوْ سَلَكَهَا مُغْمَضَ الْعَيْنَيْنِ لاهَتْدَى " . قَالَ صَفْوَانُ : " مَنْ هُوَ ؟ فَحَاجَتُنَا إِلَى الْمَاءِ قَلِيلٌ ، إِنَّمَا نَحْنَ شَاتُونَ " . قَالَ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ : " فَدَعَوَاهُ فَاسْتَأَجْرَاهُ ، فَخَرَجَ بِهِمْ فِي الشِّتَاءِ ، فَسَلَكَ بِهِمْ عَلَى ذَاتِ عِرْقٍ ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِمْ عَلَى غَمْرَةَ . وَانْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَبَرُ الْعِيرِ ، وَفِيهَا مَالٌ كَثِيرٌ وَآنِيَةٌ مِنْ فِضَّةٍ ، حَمَلَهَا صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، فَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَاعْتَرَضَهَا ، فَظَفَرَ بِالْعِيرِ ، وَأَفْلَتَ أَعْيَانُ الْقَوْمِ ، فَكَانَ الْخُمْسُ عِشْرِينَ أَلْفًا ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَسَّمَ الأَرْبَعَةَ الأَخْمَاسِ عَلَى السَّرِيَّةِ ، وَأَتَى بِفُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ الْعِجْلِيِّ أَسِيرًا ، فَقِيلَ : إِنْ أَسْلَمْتَ لَمْ يَقْتُلْكَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَسْلَمَ ، فَأَرْسَلَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |