حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " لَمْ يُقْتَلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلا امْرَأَةً وَاحِدَةً ، قَالَتْ : وَاللَّهِ إِنَّهَا لَعِنْدِي تُحَدِّثُ مَعِي وَتَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا ، وَرَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّوقِ ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا : أَيْنَ فُلانَةُ ؟ قَالَتْ : أَنَا وَاللَّهِ ، قَالَتْ : قُلْتُ : وَيْلَكِ مَا لَكِ ؟ قَالَتْ : أُقْتَلُ . قُلْتُ : وَلِمَ ؟ قَالَتْ : حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ ؟ قَالَتْ : فَانْطَلَقَ بِهَا ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا ، فَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ : مَا أَنْسَى عَجَبَنَا مِنْهَا , طِيبُ نَفْسٍ وَكَثْرَةُ ضَحِكٍ ، وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ . وَكَانَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ ، كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ : " أَتَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَاطَا الْقُرَظِيُّ ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ الزُّبَيْرُ قَدْ مَنَّ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . قَالَ مُحَمَّدٌ : مِمَّا ذَكَرَ لِي بَعْضُ وَلَدِ الزَّبِيرِ أَنَّهُ كَانَ مَنَّ عَلَيْهِ يَوْمَ بُعَاثٍ أَخَذَهُ فَجَزَّ نَاصِيَتَهُ ، ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ ، فَجَاءَهُ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : وَهَلْ يَجْهَلُ مِثْلِي مِثْلَكَ ؟ قَالَ : إِنِّي قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَجْزِيَكَ بِيَدِكَ عِنْدِي ، قَالَ : إِنَّ الْكَرِيمَ يَجْزِي الْكَرِيمَ . ثُمَّ أَتَى ثَابِتٌ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ كَانَتْ لِلزَّبِيرِ عِنْدِي يَدٌ ، وَلَهُ عَلَيَّ مِنَّةٌ ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَجْزِيَهُ بِهَا ، فَهَبْ لِي دَمَهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هُوَ لَكَ . فَأَتَاه ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ وَهَبَ لِي دَمَكَ ، فَهُوَ لَكَ . قَالَ : شَيْخٌ كَبِيرٌ ، لا أَهْلَ لَهُ وَلا وَلَدَ ، فَمَا يَصْنَعُ بِالْحَيَاةِ ؟ فَأَتَى ثَابِتٌ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَهْلُهُ وَوَلَدُهُ . قَالَ : هُمْ لَكَ . فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ أَعْطَانِي امْرَأَتَكَ وَوَلَدَكَ ، فَهُمْ لَكَ . قَالَ : أَهْلُ بَيْتٍ بِالْحِجَاز لا مَالَ لَهُمْ ، فَمَا بَقَاؤُهُمْ ؟ فَأَتَى ثَابِتٌ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَالُهُ . قَالَ : هُوَ لَكَ . فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ أَعْطَانِي مَالَكَ ، فَهُوَ لَكَ . قَالَ : أَيْ ثَابِتُ ، مَا فَعَلَ الَّذِي كَأَنَّ وَجْهَهُ مِرْآةٌ صِينِيَّةٌ تَتَرَاءَى فِيهَا عَذَارَى الْحَيِّ ، كَعْبُ بْنُ أَسَدٍ ؟ قَالَ : قُتِلَ . قَالَ : فَمَا فَعَلَ سَيِّدُ الْحَاضِرِ وَالْبَادِي ، حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ ؟ قَالَ : قُتِلَ . قَالَ : فَمَا فَعَلَ مُقَدِّمَتُنَا إِذَا شَدَدْنَا ، وَحَامِيتُنَا إِذَا كَرَرْنَا ، عَزَّالُ بْنُ شمويلَ ، قَالَ : قُتِلَ . قَالَ : فَمَا فَعَلَ الْمَجْلِسَانِ ؟ يَعْنِي : بَنِي كَعْبِ بْنِ قُرَيْظَةَ ، وَبَنِي عَمْرِو بْنِ قُرَيْظَةَ ، قَالَ : ذَهَبُوا قُتِلُوا ، قَالَ : فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِيَدِي عِنْدَكَ يَا ثَابِتُ إِلا أَلْحَقْتَنِي بِالْقَوْمِ ، فَوَاللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ بَعْدَ هَؤُلاءِ مِنْ خَيْرٍ ، فَمَا أَنَا بِصَابِرٍ لِلَّهِ قِبْلَةَ دَلْوٍ نُضِحَ حَتَّى أَلْقَى الأَحِبَّةَ ، فَقَدَّمَهُ ثَابِتٌ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ أَبَا بَكْرٍ قَوْلُهُ : أَلْقَى الأَحِبَّةَ ، قَالَ : يَلْقَاهُمْ ، وَاللَّهِ ، فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، خَالِدًا فِيهَا مُخَلَّدًا أَبَدًا ، فَقَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الشِّمَاسِ فِي ذَلِكَ ، يَذْكُرُ الزَّبِيرَ بْنَ بَاطَا : وَفَتْ ذِمَّتِي أَنِّي كَرِيمٌ وَأَنَّنِي صَبُورٌ إِذَا مَا الْقَوْمُ حَادُوا عَنِ الصَّبْرِ وَكَانَ زَبِيرٌ أَعْظَمَ النَّاسِ مِنَّةً عَلَيَّ فَلَمَّا شُدَّ كُوعَاهُ بِالأَسْرِ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ كَيْمَا أَفُكَّهُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ بَحْرًا لَنَا يَجْرِي قَالَ : وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ أَمَرَ بِقَتْلِ مَنْ أُنْبِتَ مِنْهُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ : | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |
عَائِشَةَ | عائشة بنت أبي بكر الصديق / توفي في :57 | صحابي |
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ | محمد بن جعفرالأسدي / توفي في :113 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |