كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجعنيِّ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجعنيِّ ، قَالَ : وَلَّتْ حَرْبَهَا فَارِسُ رُسْتُمَ عَشْرَ سِنِينَ وَمَلَّكُوهُ ، وَكَانَ مُنَجِّمًا عَالِمًا بِالنُّجُومِ ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا الأَمْرِ وَأَنْتَ تَرَى مَا تَرَى ؟ قَالَ : الطَّمَعُ وَحُبُّ الشَّرَفِ . فَكَاتَبَ أَهْلَ السَّوَادِ وَدَسَّ إِلَيْهِمُ الرُّؤَسَاءَ ، فَثَارُوا بِالْمُسْلِمِينَ ، وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى الْقَوْمِ أَنَّ الأَمِيرَ عَلَيْكُمْ أَوَّلُ مَنْ ثَارَ ، فَثَارَ جَابَانُ فِي فُرَاتِ بَادِقْلَى ، وَثَارَ النَّاسُ بَعْدَهُ ، وَأَرَزَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْمُثَنَّى بِالْحِيرَةِ ، فَصَمَدَ لِخَفَّانَ ، وَنَزَلَ خَفَّانَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو عُبَيْدٍ ، وَهُوَ الأَمِيرُ عَلَى الْمُثَنَّى وَغَيْرِهِ ، وَنَزَلَ جَابَانُ النَّمَارِقَ فَسَارَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ خَفَّانَ فَالْتَقَوْا بِالنَّمَارِقِ ، فَهَزَمَ اللَّهُ أَهْلَ فَارِسَ وَأَصَابُوا مِنْهُمْ مَا شَاءُوا ، وَبَصَرَ مَطَرُ بْنُ فِضَّةَ ، وَكَانَ يُنْسَبُ إِلَى أُمِّهِ ، وَأُبَيٌّ بِرَجُلٍ عَلَيْهِ حُلِيٌّ ، فَشَدَّا عَلَيْهِ فَأَخَذَاهُ أَسِيرًا ، فَوَجَدَاهُ شَيْخًا كَبِيرًا ، فَزَهِدَ فِيهِ أُبَيٌّ ، وَرَغِبَ مَطَرٌ فِي فِدَائِهِ فَاصْطَلَحَا عَلَى أَنَّ سَلْبَهُ لأُبَيٍّ ، وَأَنَّ إِسَارَهُ لِمَطَرٍ ، فَلَمَّا خَلَصَ مَطَرٌ بِهِ ، قَالَ : إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الْعَرَبِ أَهْلُ وَفَاءٍ ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُؤَمِّنِّي وَأُعْطِيكَ غُلامَيْنِ أَمْرَدَيْنِ خَفِيفَيْنِ فِي عَمَلِكَ وَكَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَدْخِلْنِي عَلَى مَلِكِكُمْ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ بِمَشْهَدٍ مِنْهُ ، فَفَعَلَ فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ ، فَتَمَّ لَهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَأَجَازَ أَبُو عُبَيْدٍ ، فَقَامَ أُبَيٌّ ، وَأُنَاسٌ مِنْ رَبِيعَةَ . فَأَمَّا أُبَيٌّ ، فَقَالَ : أَسَرْتُهُ أَنَا وَهُوَ عَلَى غَيْرِ أَمَانٍ ، وَأَمَّا الآخَرُونَ فَعَرَفُوهُ ، وَقَالُوا : هَذَا الْمَلِكُ جَابَانُ ، وَهُوَ الَّذِي لَقِيَنَا بِهَذَا الْجَمْعِ ، فَقَالَ : مَا تَرَوْنِي فَاعِلا مَعَاشِرَ رَبِيعَةَ ، أَيُؤَمِّنُهُ صَاحِبُكُمْ وَأَقْتُلُهُ أَنَا ؟ مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، وَقَسَّمَ أَبُو عُبَيْدٍ الْغَنَائِمَ ، وَكَانَ فِيهَا عِطْرٌ كَثِيرٌ ، وَنَفَلَ وَبَعَثَ بِالأَخْمَاسِ مَعَ الْقَاسِمِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |