كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، قَالُوا : فَقَالَ الْفيرزانُ وَرُسْتُمُ ، لِبُورَانَ ابْنَةَ كِسْرَى : اكْتُبِي لَنَا نِسَاءَ كِسْرَى وَسَرَارِيهِ وَنِسَاءَ آلِ كِسْرَى وَسَرَارِيهِمْ ، فَفَعَلَتْ ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ فِي كِتَابٍ ، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِنَّ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ إِلا أَتَوْا بِهَا ، فَأَخَذُوهُنَّ بِالرِّجَالِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِنَّ الْعَذَابَ ، يَسْتَدِلُّونَهُنَّ عَلَى ذَكَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ كِسْرَى ، فَلَمْ يُوجَدْ عِنْدَهُنَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَقُلْنَ ، أَوْ مَنْ قَالَ : مِنْهُنَّ لَمْ يَبْقَ إِلا غُلامٌ يُدْعَى يَزْدَجَرْدُ مِنْ وَلَدِ شَهْرَيَارَ بْنِ كِسْرَى وَأُمُّهُ مِنْ أَهْلِ بَادُورِيَا ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهَا فَأَخَذُوهَا بِهِ ، وَكَانَتْ قَدْ أَنْزَلَتْهُ فِي أَيَّامِ شِيرِي حِينَ جَمَعَهُنَّ فِي الْقَصْرِ الأَبْيَضِ ، فَقَتَلَ الذُّكُورَ ، فَوَاعَدَتْ أَخْوَالَهُ ثُمَّ دَلَّتْهُ إِلَيْهِمْ فِي زَبِيلَ ، فَسَأَلُوهَا عَنْهُ وَأَخَذُوهَا بِهِ فَدَلَّتْهُمْ عَلَيْهِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ فَجَاءُوا بِهِ فَمَلَّكُوهُ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَاطْمَأَنَّتْ فَارِسُ وَاسْتَوْثَقُوا ، وَتَبَارَى الرُّؤَسَاءُ فِي طَاعَتِهِ وَمَعُونَتِهِ ، فَسَمَّى الْجُنُودَ لِكُلِّ مَسْلَحَةٍ كَانَتْ لِكِسْرَى أَوْ مَوْضِعِ ثَغْرٍ ، فَسَمَّى جُنْدَ الْحِيرَةِ وَالأَنْبَارِ والْمَسَالِحِ وَالأُبُلَّةِ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَلَى يَزْدَجَرْدَ الْمُثَنَّى وَالْمُسْلِمِينَ ، فَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ بِمَا يَنْتَظِرُونَ مِمَّنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ ، فَلَمْ يَصِلِ الْكِتَابُ إِلَى عُمَرَ حَتَّى كَفَرَ أَهْلُ السَّوَادِ ، مَنْ كَانَ لَهُ مِنْهُمْ عَهْدٌ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْهُمْ عَهْدٌ ، فَخَرَجَ الْمُثَنَّى عَلَى حَامِيَتِهِ حَتَّى نَزَلَ بِذِي قَارَ ، وَتَنَزَّلَ النَّاسُ بِالطَّفِّ فِي عَسْكَرٍ وَاحِدٍ حَتَّى جَاءَهُمْ كِتَابُ عُمَرَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَاخْرُجُوا مِنْ بَيْنَ ظَهْرَيِ الأَعَاجِمِ ، وَتَفَرَّقُوا فِي الْمِيَاهِ الَّتِي تَلِي الأَعَاجِمَ عَلَى حُدُودِ أَرْضِكُمْ وَأَرْضِهِمْ ، وَلا تَدَعُوا فِي رَبِيعَةَ أَحَدًا وَلا مُضَرَ وَلا حُلَفَائِهِمْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ النَّجَدَاتِ وَلا فَارِسًا إِلا اجْتَلَبْتُمُوهُ ، فَإِنْ جَاءَ طَائِعًا وَإِلا حَشَرْتُمُوهُ ، احْمِلُوا الْعَرَبَ عَلَى الْجد إذ جد الْعَجَم ، فلتلقوا جدهم بجدكم . فَنَزَلَ الْمُثَنَّى بِذِي قَارٍ ، وَنَزَلَ النَّاسُ بِالجُلِّ وَشَرَافَ إِلَى غُضَيٍّ ، وَغُضَيٌّ حِيَالُ الْبَصْرَةِ ، فَكَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِغُضَيٍّ ، وَسَبْرَةُ بْنُ عَمْرٍو وَالْعَنْبَرِيُّ وَمَنْ أَخَذَ أَخْذَهُمْ فِيمَنْ مَعَهُ إِلَى سَلْمَانَ ، فَكَانُوا فِي أَمْوَاهِ الْعِرَاقِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا ، مَسَالِحُ بَعْضِهِمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ ، وَيَغِيثُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، إِنْ كَانَ كَونٌ ، وَذَلِكَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |