حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو وَائِلٍ : جَاءَ سَعْدٌ حَتَّى نَزَلَ الْقَادِسِيَّةَ وَمَعَهُ النَّاسُ قَالَ : لا أَدْرِي لَعَلَّنَا لا نَزِيدُ عَلَى سَبْعَةِ آلافٍ أَوْ نَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ ، وَالْمُشْرِكُونَ ثَلاثُونَ أَلْفًا أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ ، فَقَالُوا لَنَا لا يدي لَكُمْ وَلا قوة وَلا سِلاح ، مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالَ : قُلْنَا لا نَرْجِعُ وَمَا نَحْنُ بِرَاجِعِينَ ، فَكَانُوا يَضْحَكُونَ مِنْ نُبْلِنَا ، وَيَقُولُونَ : دوك دوك وَيُشَبِّهُونَهَا بِالْمَغَازِلِ قَالَ : فَلَمَّا أَبَيْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ نَرْجِعَ . قَالُوا : ابْعَثُوا إِلَيْنَا رَجُلا مِنْكُمْ عَاقِلا يُبَيِّنُ لَنَا مَا جَاءَ بِكُمْ . فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ : أَنَا فَعَبَرَ إِلَيْهِمْ ، فَقَعَدَ مَعَ رُسْتُمَ عَلَى السَّرِيرِ ، فَنَخَرُوا وَصَاحُوا ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا لَمْ يَزِدْنِي رِفْعَةً وَلَمْ يُنْقِصْ صَاحِبَكُمْ . قَالَ رُسْتُمَ : صَدَقْتَ ، مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالَ : إِنَّا كُنَّا قَوْمًا فِي سُوقٍ وَضَلالَةٍ ، فَبَعَثَ اللَّهُ فِينَا نَبِيًّا ، فَهَدَانَا اللَّهُ بِهِ ، وَرَزَقَنَا عَلَى يَدَيْهِ ، فَكَانَ مِمَّا رَزَقَنَا حَبَّةٌ زعمت تَنْبُتُ بِهَذَا الْبَلَدِ ، فَلَمَّا أَكَلْنَاهَا وَأَطْعَمْنَاهَا أَهْلِينَا ، قَالُوا : لا صَبْرَ لَنَا عَنْ هَذِهِ ، أَنْزِلُونَا هَذِهِ الأَرْضَ حَتَّى نَأْكُلَ مِنْ هَذِهِ الْحَبَّةِ . فَقَالَ رُسْتُمُ : إِذًا نَقْتُلَكُمْ . فَقَالَ : إِنْ قَتَلْتُمُونَا دَخَلْنَا الْجَنَّةَ ، وَإِنْ قَتَلْنَاكُمْ دَخَلْتُمُ النَّارَ ، أَوْ أَدَّيْتُمُ الْجِزْيَةَ . قَالَ : فَلَمَّا قَالَ : أَدَّيْتُمُ الْجِزْيَةَ نَخَرُوا وَصَاحُوا ، وَقَالُوا لا صُلْحَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ . فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : تَعْبُرُونَ إِلَيْنَا أَوْ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ ؟ فَقَالَ رُسْتُمُ : بَلْ نَعْبُرُ إِلَيْكُمْ ، فَاسْتَأْخَرَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى عَبَرَ مِنْهُمْ مَنْ عَبَرَ ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ فهزموهم . . قَالَ حُصَيْنٌ فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَّا ، يُقَالُ لَهُ : عُبَيْدُ بْنُ جَحْشٍ السُّلَمِيُّ ، قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّا لَنَطَأُ عَلَى ظُهُورِ الرِّجَالِ مَا مَسَّهُمْ سِلاحٌ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا أَصَبْنَا جِرَابًا مِنْ كَافُورٍ فَحَسِبْنَاهُ مِلْحًا لا نَشُكُّ أَنَّهُ مِلْحٌ ، فَطَبَخْنَا لَحْمًا فَجَعَلْنَا نُلْقِيهِ فِي الْقِدْرِ فَلا نَجِدْ لَهُ طَعْمًا ، فَمَرَّ بِنَا عبادي مَعَهُ قَمِيصٌ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُعَرِّبِينَ لا تُفْسِدُوا طَعَامَكُمْ ، فَإِنَّ مِلْحَ هَذِهِ الأَرْضِ لا خَيْرَ فِيهِ ، هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا هَذَا الْقَمِيصَ بِهِ ؟ فَأَخَذْنَاهُ مِنْهُ وَأَعْطَيْنَاهُ مِنَّا رَجُلا يَلْبَسُهُ ، فَجَعَلْنَا نُطِيفُ بِهِ وَنَعْجَبُ مِنْهُ ، فَلَمَّا عَرَفْنَا الثِّيَابَ ، إِذَا ثَمَنُ ذَلِكَ الْقَمِيصِ دِرْهَمَانِ ، قَالَ : وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْرَبَ إِلَى رَجُلٍ عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَسِلاحُهُ ، فَجَاءَ فَمَا كَلَّمْتُهُ حَتَّى ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، قَالَ : فَانْهَزَمُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الصَّرَاةِ فَطَلَبْنَاهُمْ فَانْهَزَمُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الْمَدَائِنِ ، فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ بِكُوثَى وَكَانَ مَسْلَحَةُ الْمُشْرِكِينَ بِدَيْرِ الْمِسْلاخِ ، فَأَتَاهُمُ الْمُسْلِمُونَ ، فَالْتَقَوْا فَهُزِمَ الْمُشْرِكُونَ حَتَّى نَزَلُوا بِشَاطِئِ دِجْلَةَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ عَبَرَ مِنْ كَلْوَاذَى ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَبَرَ مِنْ أَسْفَلِ الْمَدَائِنِ ، فَحَصَرُوهُمْ حَتَّى مَا يَجِدُونَ طَعَامًا يَأْكُلُونَهُ إِلا كِلابَهُمْ وَسَنَانِيرَهُمْ ، فَخَرَجُوا لَيْلا فَلَحِقُوا بِجَلُولاءَ ، فَأَتَاهُمُ الْمُسْلِمُونَ وَعَلَى مُقَدِّمَةِ سَعْدٍ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ ، وَمَوْضِعُ الْوَقْعَةِ الَّتِي أَلْحَقَهُمْ مِنْهَا فَرِيدٌ ، قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَبَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَمُجَاشِعَ بْنَ مَسْعُودٍ عَلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |