ذكر اسماء قضاته وكتابه وعماله على الصدقات


تفسير

رقم الحديث : 1153

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ قَدْ عَهِدَ إِلَى سَعْدٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى فَارِسَ ، أَلا يَمُرَّ بِمَاءٍ مِنَ الْمِيَاهِ بِذِي قُوَّةٍ وَنَجْدَةٍ وَرِيَاسَةٍ إِلا أَشْخَصَهُ ، فَإِنْ أَبَى انْتَخَبَهُ ، فَأَمَّرَهُ عُمَرُ ، فَقَدِمَ الْقَادِسِيَّةَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنْ أَهْلِ الأَيَّامِ ، وَأُنَاسٍ مِنَ الْحَمْرَاءِ اسْتَجَابُوا لِلْمُسْلِمِينَ فَأَعَانُوهُمْ ، أَسْلَمَ بَعْضُهُمْ قَبْلَ الْقِتَالِ ، وَأَسْلَمَ بَعْضُهُمْ غِبَّ الْقِتَالِ ، فَأُشْرِكُوا فِي الْغَنِيمَةِ ، وَفُرِضَتْ لَهُمْ فَرَائِضُ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ ، وَسَأَلُوا عَنْ أَمْنَعِ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَعَادُوا تَمِيمًا ، فَلَمَّا دَنَا رُسْتُمُ وَنَزَلَ النَّجَفَ ، بَعَثَ سَعْدٌ الطَّلائِعَ وَأَمَرَهُمْ ، أَنْ يُصِيبُوا رَجُلا لِيَسْأَلَهُ عَنْ أَهْلِ فَارِسَ ، فَخَرَجَتِ الطَّلائِعُ بَعْدَ اخْتِلافٍ ، فَلَمَّا أَجْمَعَ وَأَمْلأَ النَّاسَ أَنَّ الطَّلِيعَةَ مِنَ الْوَاحِدِ إِلَى الْعَشَرَةِ سَمُحُوا ، فَأَخْرَجَ سَعْدٌ طُلَيْحَةَ فِي خَمْسَةٍ ، وَعَمْرَو بْنَ مَعْدِيكَرِبَ فِي خَمْسَةٍ ، وَذَلِكَ صَبِيحَةَ قدم رُسْتُمُ الْجَالِنُوسَ وَذَا الْحَاجِبِ ، وَلا يَشْعُرُونَ بِوُصُولِهِمْ مِنَ النَّجَفِ ، فَلَمْ يَسِيرُوا إِلا فَرْسَخًا وَبَعْضَ آخَرَ ، حَتَّى رَأَوْا مَسَالِحَهُمْ وَسَرْحَهُمْ عَلَى الطفُوفِ قَدْ مَلَئُوهَا ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ : ارْجِعُوا إِلَى أَمِيرِكُمْ فَإِنَّهُ سَرَّحَكُمْ ، وَهُوَ يَرَى أَنَّ الْقَوْمَ بِالنَّجَفِ ، فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ ارْجِعُوا أَلا يُنْذِرَ بِكُمْ عَدُوَّكُمْ . فَقَالَ عَمْرٌو لأَصْحَابِهِ : صَدَقْتُمْ . وَقَالَ طُلَيْحَةُ لأَصْحَابِهِ : كَذَبْتُمْ مَا بُعِثْتُمْ لِتُخْبِرُوا عَنِ السَّرْحِ ، وَمَا بُعِثْتُمْ إِلا لِلْخَبَرِ . قَالُوا : فَمَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُخَاطِرَ الْقَوْمَ أَوْ أَهْلَكَ . فَقَالُوا : أَنْتَ رَجُلٌ فِي نَفْسِكَ غَدْرٌ ، وَلَنْ تُفْلِحَ بَعْدَ قَتْلِ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ ، فَارْجِعْ بِنَا . فَأَبَى وَأَتَى سَعْدًا الْخَبَرُ بِرَحِيلِهِمْ ، فَبَعَثَ قَيْسَ بْنَ هُبَيْرَةَ الأَسَدِيَّ ، وَأَمَّرَهُ عَلَى مِائَةٍ وَعَلَيْهِمْ إِنْ هُوَ لَقِيَهُمْ ، فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ وَقَدِ افْتَرَقُوا ، فَلَمَّا رَآهُ عَمْرٌو ، قَالَ : تَجَلَّدُوا لَهُ ، وَأَرَوْهُ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ الْغَارَةَ ، فَرَدَّهُمْ وَوَجَدَ طُلَيْحَةَ قَدْ فَارَقَهُمْ فَرَجَعَ بِهِمْ ، فَأَتَوْا سَعْدًا فَأَخْبَرُوهُ بِقُرْبِ الْقَوْمِ ، وَمَضَى طُلَيْحَةُ ، وَعَارَضَ الْمِيَاهَ عَلَى الطّفُوفِ ، حَتَّى دَخَلَ عَسْكَرَ رُسْتُمَ ، وَبَاتَ فِيهِ يَجُوسُهُ وَيَنْظُرُ وَيَتَوَسَّمُ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ اللَّيْلُ خَرَجَ ، وَقَدْ أَتَى أَفْضَلَ مَنْ تَوَسَّمَ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ ، فَإِذَا فَرَسٌ لَهُ لَمْ يَرَ فِي خَيْلِ الْقَوْمِ مِثْلَهُ ، وَفُسْطَاطٌ أَبْيَضُ لَمْ يَرَ مِثْلَهُ ، فَانْتَضَى سَيْفَهُ فَقَطَعَ مِقْوَدَ الْفَرَسِ ، ثُمَّ ضَمَّهُ إِلَى مِقْوَدِ فَرَسِهِ ، ثُمَّ حَرَّكَ فَرَسَهُ فَخَرَجَ يَعْدُو بِهِ ، وَنَذَرَ بِهِ النَّاسَ وَالرَّجُلَ ، فَتَنَادَوْا ، وَرَكِبُوا الصَّعْبَةَ وَالذَّلُولَ ، وَعجل بعضهم أن يسرج فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ فَأَصْبَحَ ، وَقَدْ لَحِقَهُ فَارِسٌ مِنَ الْجُنْدِ ، فَلَمَّا غَشِيَهُ وَبَوَّأَ لَهُ الرُّمْحَ لِيَطْعَنَهُ عَدَلَ طُلَيْحَةُ فَرَسَهُ ، فَنَدَرَ الْفَارِسِيُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَكَرَّ عَلَيْهِ طُلَيْحَةُ فَقَصَمَ ظَهْرَهُ بِالرُّمْحِ ، ثُمَّ لَحِقَ بِهِ آخَرُ ، فَفَعَلَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ لَحِقَ بِهِ آخَرُ وَقَدْ رَأَى مَصْرَعَ صَاحِبَيْهِ ، وَهُمَا ابْنَا عَمِّهِ فَازْدَادَ حَنَقًا ، فَلَمَّا لَحِقَ بِطُلَيْحَةَ وَبَوَّأَ لَهُ الرُّمْحَ ، عَدَلَ طُلَيْحَةُ فَرَسَهُ ، فَنَدَرَ الْفَارِسِيُّ أَمَامَهُ ، وَكَرَّ عَلَيْهِ طُلَيْحَةُ ، وَدَعَاهُ إِلَى الإِسَارِ ، فَعَرَفَ الْفَارِسِيُّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ ، فَاسْتَأْسَرَ ، وَأَمَرَهُ طُلَيْحَةُ أَنْ يَرْكُضَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَفَعَلَ ، لَحِقَ النَّاسُ فَرَأَوْا فَارِسِيَّ الْجُنْدِ قَدْ قُتِلا ، وَقَدْ أُسِر الثَّالِثُ ، وَقَدْ شَارَفَ طُلَيْحَةُ عَسْكَرَهُمْ فَأَحْجَمُوا عَنْهُ وَنَكَصُوا ، وَأَقْبَلَ طُلَيْحَةُ حَتَّى غَشِيَ الْعَسْكَرَ وَهُمْ عَلَى تَعْبِيَةٍ ، فَأَفْزَعَ النَّاسَ ، وَجَوزُوهُ إِلَى سَعْدٍ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ ، قَالَ : وَيْحَكَ مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : دَخَلْتُ عَسَاكِرَهُمْ وَجُسْتُهَا مُنْذُ اللَّيْلَةَ ، وَقَدْ أَخَذْتُ أَفْضَلَهُمْ تَوَسُّمًا ، وَمَا أَدْرِي أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ ؟ وَهَا هُوَ ذَا فَاسْتَخْبِرْهُ . فَأُقِيمَ التَّرْجُمَانُ بَيْنَ سَعْدٍ وَبَيْنَ الْفَارِسِيِّ ، فَقَالَ لَهُ الْفَارِسِيُّ : أَتُؤَمِّنَنِي عَلَى دَمِي إِنْ صَدَقْتُكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، الصِّدْقُ فِي الْحَرْبِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الْكَذِبِ . قَالَ : أُخْبِرُكُمْ عَنْ صَاحِبِكُمْ هَذَا قَبْلَ أَنْ أُخْبِرَكُمْ عَمَّنْ قَبْلِي ، بَاشَرْتُ الْحُرُوبَ وَغَشِيتُهَا ، وَسَمِعْتُ بِالأَبْطَالِ وَلَقِيتُهَا مُنْذُ أَنَا غُلامٌ إِلَى أَنْ بَلَغْتُ مَا تَرَى ، وَلَمْ أَرَ وَلَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا ، أَنَّ رَجُلا قَطَعَ عَسْكَرَيْنِ لا يَجْتَرِئُ عَلَيْهِمَا الأَبْطَالُ ، إِلَى عَسْكَرٍ فِيهِ سَبْعُونَ أَلْفًا ، يَخْدِمُ الرَّجُلُ مِنْهُمُ الْخَمْسَةَ وَالْعَشَرَةَ إِلَى مَا هُوَ دُونَ ، فَلَمْ يَرْضَ أَنْ يَخْرُجَ كَمَا دَخَلَ ، حَتَّى سَلَبَ فَارِسَ الْجُنْدِ وَهَتَكَ أَطْنَابَ بَيْتِهِ ، فَأَنْذَرَهُ فَأَنْذَرَنَا بِهِ ، فَطَلَبْنَاهُ فَأَدْرَكَهُ الأَوَّلُ وَهُوَ فَارِسُ النَّاسِ يَعْدِلُ أَلْفَ فَارِسٍ فَقَتَلَهُ ، فَأَدْرَكَهُ الثَّانِي وَهُوَ نَظِيرُهُ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ وَلا أَظُنُّ أَنَّنِي خَلَّفْتُ بَعْدِي مَنْ يَعْدِلُنِي ، وَأَنَا الثَّائِرُ بِالْقَتِيلَيْنِ وَهُمَا ابْنَا عَمِّي ، فَرَأَيْتُ الْمَوْتَ فاستأسرت ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَهْلِ فَارِسَ بِأَنَّ الْجُنْدَ عِشْرُونَ وَمِائَةُ أَلْفٍ ، وَأَنَّ الأَتْبَاعَ مِثْلُهُمْ خدامٌ لَهُمْ ، وَأَسْلَمَ الرَّجُلُ وَسَمَّاهُ سَعْدٌ مُسْلِمًا ، وَعَادَ إِلَى طُلَيْحَةَ ، وَقَالَ : لا وَاللَّهِ لا تُهْزَمُونَ مَا دُمْتُمْ عَلَى مَا أَرَى مِنَ الْوَفَاءِ وَالصِّدْقِ وَالإِصْلاحِ وَالْمُؤَاسَاةِ ، لا حَاجَةَ لِي فِي صُحْبَةِ فَارِسَ ، فَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَلاءِ يَوْمَئِذٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.