ذكر اسماء قضاته وكتابه وعماله على الصدقات


تفسير

رقم الحديث : 1152

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ ، قَالَ : قَالَ النَّاسُ لِسَعْدٍ : لَقَدْ ضَاقَ بِنَا الْمَكَانُ ، فَأَقْدِمْ فَزَبَرَ مَنْ كَلَّمَهُ بِذَلِكَ ، وَقَالَ : إِذَا كُفِيتُمُ الرَّأْيَ فَلا تَكَلَّفُوا ، فَإِنَّا لَنْ نَقْدُمَ إِلا عَلَى رَأْيِ ذَوِي الرَّأْيِ ، فَاسْكُتُوا مَا سَكَتْنَا عَنْكُمْ ، وَبَعَثَ طُلَيْحَةَ وَعَمْرًا فِي غَيْرِ خَيْلٍ كَالطَّلِيعَةِ ، وَخَرَجَ سَوَّادٌ وَحُمَيْضَةُ فِي مِائَةِ مِائَةٍ ، فَأَغَارُوا عَلَى النَّهْرَيْنِ ، وَقَدْ كَانَ سَعْدٌ نَهَاهُمَا أَنْ يُمْعِنَا ، وَبَلَغَ رَسْتُمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ خَيْلا ، وَبَلَغَ سَعْدًا أَنَّ خَيْلَهُ قَدْ وَغِلَتْ ، فَدَعَا عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو ، وَجَابِرًا الأَسَدِيَّ فَأَرْسَلَهُمَا فِي آثَارِهِمْ يَقْتَصَّانِهَا ، وَسَلَكَا طَرِيقَهُمَا ، وَقَالَ لِعَاصِمٍ : إِنْ جَمَعَكُمْ قِتَالٌ فَأَنْتَ عَلَيْهِمْ ، فَلَقِيَهُمْ بَيْنَ النَّهْرَيْنِ ، وَإصطيميا وَخَيْلُ أَهْلِ فَارِسَ مُحْتَوِشَتُهُمْ يُرِيدُونَ تَخَلُّصَ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، وَقَدْ قَالَ سَوَّادٌ لِحُمَيْضَةَ : اخْتَرْ : إِمَّا أَنْ تُقِيمَ لَهُمْ وَأَسْتَاقُ الْغَنِيمَةَ ، أَوْ أُقِيمَ لَهُمْ وَتَسْتَاقُ الْغَنِيمَةَ . قَالَ : أَقِمْ لَهُمْ وَنَهْنِهُهُمْ عَنِّي ، وَأَنَا أُبَلِّغُ لَكَ الْغَنِميَةَ . فَأَقَامَ لَهُمْ سَوَّادٌ ، وَانْجَذَبَ حُمَيْضَةُ فَلَقِيَهُ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو ، فَظَنَّ حُمَيْضَةُ أَنَّهَا خَيْلٌ لِلأَعَاجِمِ أُخْرَى ، فَصَدَّ عَنْهَا مُنْحَرِفًا ، فَلَمَّا تَعَارَفُوا سَاقَهَا ، وَمَضَى عَاصِمٌ إِلَى سَوَّادٍ ، وَقَدْ كَانَ أَهْلُ فَارِسَ تَنَقَّذُوا بَعْضَهَا ، فَلَمَّا رَأَتِ الأَعَاجِمُ عَاصِمًا هَرَبُوا ، وَتَنَقَّذَ سَوَّادٌ مَا كَانُوا ارْتَجَعُوا ، فَأَتَوْا سَعْدًا بِالْفَتْحِ ، وَالْغَنَائِمِ ، وَالسَّلامَةِ ، وَقَدْ خَرَجَ طُلَيْحَةُ وَعَمْرٌو ، فَأَمَّا طُلَيْحَةُ فَأَمَرَهُ بِعَسْكَرِ رُسْتُمَ ، وَأَمَّا عَمْرٌو فَأَمَرَهُ بِعَسْكَرِ الْجَالِنُوسِ ، فَخَرَجَ طُلَيْحَةُ وَحْدَهُ ، وَخَرَجَ عَمْرٌو فِي عِدَّةٍ ، فَبَعَثَ قَيْسَ بْنَ هُبَيْرَةَ فِي آثَارِهِمَا ، فَقَالَ : إِنْ لَقِيتَ قِتَالا فَأَنْتَ عَلَيْهِمْ ، وَأَرَادَ إِذْلالَ طُلَيْحَةَ لِمَعْصِيَتِهِ ، وَأَمَّا عَمْرٌو فَقَدْ أَطَاعَهُ ، فَخَرَجَ حَتَّى تَلَقَّى عَمْرًا فَسَأَلَهُ عَنْ طُلَيْحَةَ ، فَقَالَ : لا عِلْمَ لِي بِهِ ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى النَّجَفِ مِنْ قَبْلِ الْجَوْفِ ، قَالَ لَهُ قَيْسٌ : مَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُغِيرَ عَلَى أَدْنَى عَسْكَرِهِمْ . قَالَ : فِي هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : لا أَدَعَكَ وَاللَّهِ وَذَاكَ ، أَتُعَرِّضُ الْمُسْلِمِينَ لِمَا لا يُطِيقُونَ ؟ قَالَ : وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُمِّرْتُ عَلَيْكَ ، وَلَوْ لَمْ أَكُنْ أَمِيرًا لَمْ أَدَعْكَ وَذَاكَ . وَشَهِدَ لَهُ الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ فِي نَفَرٍ ، إِنَّ سَعْدًا قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى طُلَيْحَةَ إِذَا اجْتَمَعْتُمْ . فَقَالَ عَمْرٌو : وَاللَّهِ يَا قَيْسُ إِنَّ زَمَانًا تَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ أَمِيرًا لَزَمَانُ سُوءٍ ، لأَنْ أَرْجِعَ عَنْ دِينِكُمْ هَذَا إِلَى دِينِي الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ ، وَأُقَاتِلُ عَلَيْهِ حَتَّى أَمُوتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَتَأَمَّرَ عَلَيَّ ثَانِيَةً ، وَقَالَ : لَئِنْ عَادَ صَاحِبُكَ الَّذِي بَعَثَكَ لِمِثْلِهَا لَنُفَارِقَنَّهُ . قَالَ : ذَاكَ إِلَيْكَ بَعْدَ مَرَّتِكَ هَذِهِ فَرَدَّهُ ، فَرَجَعَا إِلَى سَعْدٍ بِالْخَبَرِ وَبِأَعْلاجٍ وَأَفْرَاسٍ ، وَشَكَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، أَمَّا قَيْسٌ فَشَكَا عِصْيَانَ عَمْرٍو ، وَأَمَّا عَمْرٌو فَشَكَا غِلْظَةَ قَيْسٍ ، فَقَالَ سَعْدٌ : يَا عَمْرُو الْخَبَرُ وَالسَّلامَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُصَابِ مِائَةٍ بِقَتْلِ أَلْفٍ ، أَتَعْمَدُ إِلَى حَلَبَةِ فَارِسَ فَتُصَادِمُهُمْ بِمِائَةٍ ، إِنْ كُنْتُ لأَرَاكَ أَعْلَمَ بِالْحَرْبِ مِمَّا أَرَى . فَقَالَ : إِنَّ الأَمْرَ لَكُمَا . قُلْتُ : وَخَرَجَ طُلَيْحَةُ حَتَّى دَخَلَ عَسْكَرَهُمْ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ ، فَتَوَسَّمَ فِيهِ ، فَهَتَكَ أَطْنَابَ بَيْتِ رَجُلٍ عَلَيْهِ ، وَاقْتَادَ فَرَسَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى مَرَّ بِعَسْكَرِ ذِي الْحَاجِبِ ، فَهَتَكَ عَلَى رَجُلٍ آخَرَ بَيْتَهُ ، وَحَلَّ فَرَسَهُ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى الْجَالِنُوسِ عَسْكَرَهُ ، فَهَتَكَ عَلَى آخَرَ بَيْتَهُ وَحَلَّ فَرَسَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى الْخَرَّارَةَ ، وَخَرَجَ الَّذِي كَانَ بِالنَّجَفِ ، وَالَّذِي كَانَ فِي عَسْكَرِ ذِي الْحَاجِبِ ، فَاتَّبَعَهُ الَّذِي كَانَ فِي عَسْكَرِ الْجَالِنُوسِ ، فَكَانَ أَوَّلَهُمْ لِحَاقًا بِهِ الْجَالِنُوسِيُّ ، ثُمَّ الْحَاجِبِيُّ ، ثُمَّ النَّجَفِيُّ ، فَأَصَابَ الأَوَّلَيْنِ وَأَسَرَ الآخِرَ ، وَأَتَى بِهِ سَعْدًا فَأَخْبَرَهُ وَأَسْلَمَ ، فَسَمَّاهُ سَعْدٌ مُسْلِمًا ، وَلَزِمَ طُلَيْحَةَ فَكَانَ مَعَهُ فِي تِلْكَ الْمَغَازِي كُلِّهَا . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.