كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْمَدَائِنِ بُهَارُ كِسْرَى ، ثَقُلَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَذْهَبُوا بِهِ ، وَكَانُوا يَعُدُّونَهُ لِلشِّتَاءِ إِذَا ذَهَبَتِ الرَّيَاحِينُ ، فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا الشُّرْبَ شَرِبُوا عَلَيْهِ ، فَكَأَنَّهُمْ فِي رِيَاضٍ ، بُسَاطُ سِتِّينَ فِي سِتِّينَ ، أَرْضُهُ بِذَهَبٍ ، وَوَشْيُهُ بِفُصُوصٍ ، وَثَمَرُهُ بِجَوْهَرٍ ، وَوَرَقُهُ بِحَرِيرٍ وَمَاءِ الذَّهَبِ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهِ الْقِطْفَ ، فَلَمَّا قَسَّمَ سَعْدٌ فَيْأَهُمْ فَضَلَ عَنْهُمْ ، وَلَمْ يَتَّفِقْ قِسَمْتُهُ ، فَجَمَعَ سَعْدٌ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ مَلأَ أَيْدِيَكُمْ وَقَدْ عَسُرَ قَسْمُ هَذَا الْبِسَاطِ ، وَلا يَقْوَى عَلَى شِرَائِهِ أَحَدٌ ، فَأَرَى أَنْ تَطِيبُوا بِهِ نَفْسًا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، يَضَعُهُ حَيْثُ شَاءَ فَفَعَلُوا ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ الْمَدِينَةَ ، رَأَى رُؤْيَا ، فَجَمَعَ النَّاسَ ، فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَاسْتَشَارَهُمْ فِي الْبِسَاطِ ، وَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَهُ ، فَمِنْ بَيْنَ مُشِيرٍ بِقَبْضِهِ ، وَآخَرَ مُفَوِّضٍ إِلَيْهِ ، وَآخَرَ مُرَقِّقٍ ، فَقَامَ عَلِيٌّ حِينَ رَأَى عُمَرَ يَأْبَى حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ ، فَقَالَ : لِمَ تَجْعَلْ عِلْمَكَ جَهْلا وَيَقِينَكَ شَكًّا ؟ إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ . قَالَ : صَدَقْتَنِي ، فَقَطَعَهَ فَقَسَمَهُ بَيْنَ النَّاسِ ، فَأَصَابَ عَلِيًّا قِطْعَةً مِنْهُ ، فَبَاعَهَا بِعِشْرِينَ أَلْفًا ، وَمَا هِيَ بِأَجْوَدِ تِلْكَ الْقِطَعِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |