ذكر الخبر عن سبب عزل عثمان ابا موسى عن البصرة


تفسير

رقم الحديث : 1378

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ يَذْكُرُ : أَنَّ شُعَيْبًا حَدَّثَهُ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ يَذْكُرُ : أَنَّ شُعَيْبًا حَدَّثَهُ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ أَقَرَّ أَبَا مُوسَى عَلَى الْبَصْرَةِ ثَلاثَ سِنِينَ ، وَعَزَلَهُ فِي الرَّابِعَةِ ، وَأَمَّرَ عَلَى خُرَاسَانَ عُمَيْرَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، وَعَلَى سِجِسْتَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيَّ ، وَهُوَ مِنْ ثَعْلَبَةَ ، فَأَثْخَنَ فِيهَا إِلَى كَابُلَ ، وَأَثْخَنَ عُمَيْرٌ فِي خُرَاسَانَ حَتَّى بَلَغَ فَرْغَانَةَ ، فَلَمْ يَدَعْ دُونَهَا كُورَةً إِلا أَصْلَحَهَا ، وَبَعَثَ إِلَى مُكْرَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ التَّيْمِيَّ ، فَأَثْخَنَ فِيهَا حَتَّى بَلَغَ النَّهْرَ ، وَبَعَثَ عَلَى كَرْمَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غُبَيْسٍ ، وَبَعَثَ إِلَى فَارِسٍ وَالأَهْوَازِ نَفَرًا ، وَضَمَّ سَوَادَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ ، ثُمَّ عَزَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَيْرٍ ، وَاسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ ، فَأَقَرَّهُ عَلَيْهَا سَنَةً ثُمَّ عَزَلَهُ ، وَاسْتَعْمَلَ عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو ، وَعَزَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غُبَيْسٍ ، وَأَعَادَ عَدِيَّ بْنَ سُهَيْلِ بْنِ عَدِيٍّ ، وَلَمَّا كَانَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ كَفَرَ أَهْلُ إِيذَجَ وَالأَكْرَادِ ، فَنَادَى أَبُو مُوسَى فِي النَّاسِ وَحَضَّهُمْ وَنَدَبَهُمْ ، وَذَكَرَ مِنْ فَضْلِ الْجِهَادِ فِي الرَّجْلَةِ ، حَتَّى حَمَلَ نَفَرٌ عَلَى دَوَابِّهِمْ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا رِجَالا ، وَقَالَ آخَرُونَ : لا وَاللَّهِ لا نَعْجَلُ بِشَيْءٍ ، حَتَّى نَنْظُرَ مَا صَنِيعُهُ ، فَإِنْ أَشْبَهَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ ، فَعَلْنَا كَمَا فَعَلَ أَصْحَابُنَا . فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ خَرَجَ ، أَخْرَجَ ثِقَلَهُ مِنْ قَصْرِهِ عَلَى أَرْبَعِينَ بَغْلا ، فَتَعَلَّقُوا بِعِنَانِهِ ، وَقَالُوا : احْمِلْنَا عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الْفُضُولِ ، وَارْغَبْ مِنَ الرَّجْلَةِ فِيمَا رَغَّبْتَنَا فِيهِ . فَقَنَعَ الْقَوْمَ حَتَّى تَرَكُوا دَابَّتَهُ ، وَمَضَى فَأَتَوْا عُثْمَانَ ، فَاسْتَعْفُوهُ مِنْهُ ، وَقَالُوا : مَا كُلُّ مَا نَعْلَمُ نُحِبُّ أَنْ نَقُولَهُ ، فَأَبْدِلْنَا بِهِ . فَقَالَ : مَنْ تُحِبُّونَ ؟ فَقَالَ غَيْلانُ بْنُ خَرَشَةَ : فِي كُلِّ أَحَدٍ عِوَضٌ مِنْ هَذَا الْعَبْدِ الَّذِي قَدْ أَكَلَ أَرْضَنَا ، وَأَحْيَا أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ فِينَا ، فَلا نَنْفَكُّ مِنْ أَشْعَرِيٍّ كَانَ يُعَظِّمَ مُلْكَهُ عَنِ الأَشْعَرِينَ ، وَيَسْتَصْغِرُ مَلِكَ الْبَصْرَةِ ، وَإِذَا أَمَّرْتَ عَلَيْنَا صَغِيرًا كَانَ فِيهِ عِوَضٌ مِنْهُ ، أَوْ مُهْتَرًّا كَانَ فِيهِ عِوَضٌ مِنْهُ ، وَمَنْ بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ خَيْرٌ مِنْهُ ، فَدَعَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ ، وَأَمَّرَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ ، وَصَرَفَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَعْمَرٍ إِلَى فَارِسٍ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى عَمَلِهِ عُمَيْرَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَى خُرَاسَانَ فِي سَنَةَ أَرْبَعٍ أَمِينَ بْنَ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيَّ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى سِجِسْتَانَ فِي سَنَةَ أَرْبَعٍ عِمْرَانَ بْنَ الْفَصِيلِ الْبُرْجُمُيَّ ، وَعَلَى كَرْمَانَ عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو فَمَاتَ بِهَا ، فَجَاشَتْ فَارِسٌ ، وَانْتَقَضَتْ بِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ ، فَاجْتَمَعُوا لَهُ بِإِصْطَخَرَ ، فَالْتَقَوْا عَلَى بَابِ إِصْطَخَرَ ، فَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ ، وَهُزِمَ جُنْدُهُ ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ ، فَاسْتَنْفَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، وَخَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ ، فَالْتَقَوْا هُمْ وَهُمْ بِإِصْطَخَرَ ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ ، لَمْ يَزَالُوا مِنْهَا فِي ذُلٍّ ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِإِمْرَةِ هِرَمِ بْنِ حَسَّانٍ الْيَشْكُرِيِّ ، وَهَرَمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ، وَالْخِرِّيتِ بْنِ رَاشِدٍ مِنْ بَنِي أُسَامَةَ ، وَالْمُنْجَابِ بْنِ رَاشِدٍ ، وَالتَّرْجُمَانِ الْهُجَيْمِيِّ عَلَى كُوَرِ فَارِسٍ ، وَفَرَّقَ خُرَاسَانَ بَيْنَ نَفَرٍ سِتَّةٍ : الأَحْنَفُ عَلَى الْمُرْوَيْنِ ، وَحَبِيبُ بْنُ قُرَّةَ الْيَرْبُوعِيُّ عَلَى بَلْخَ ، وَكَانَتْ مِمَّا افْتَتَحَ أَهْلُ الْكُوفَةِ ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرٍ عَلَى هَرَاةَ ، وَأَمِينُ بْنُ أَحْمَدَ الْيَشْكُرِيُّ عَلَى طُوسٍ ، وَقَيْسُ بْنُ هُيَبْرَةَ السُّلَمِيُّ عَلَى نَيْسَابُورَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ ، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ جَمَعَهَا لَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ ، فَمَاتَ وَقَيْسٌ عَلَى خُرَاسَانَ ، وَاسْتَعْمَلَ أَمِينَ بْنَ أَحْمَرَ عَلَى سِجِسْتَانَ ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ ، وَهُوَ مِنْ آلِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، فَمَاتَ عُثْمَانُ وَهُوَ عَلَيْهَا ، وَمَاتَ وَعِمْرَانُ عَلَى كَرْمَانَ ، وَعُمَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ عَلَى فَارِسٍ ، وَابْنُ كُنْدِيرٍ الْقُشَيْرِيُّ عَلَى مُكْرَانَ ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالَ : قَالَ غَيْلانُ بْنُ خَرَشَةَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ : أَمَا مِنْكُمْ خَسِيسٌ فَتَرْفَعُوهُ ، أَمَا مِنْكُمْ فَقِيرٌ فَتُجِيرُوهُ ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، حَتَّى مَتَى يَأْكُلُ هَذَا الشَّيْخُ الأَشْعَرِيُّ هَذِهِ الْبِلادَ ؟ فَانْتَبَهَ لَهَا الشَّيْخُ ، فَوَلاهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، قَالَ : وُلِّيَ عُثْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ . فَقَالَ الْحَسَنُ : قَالَ أَبُو مُوسَى : يَأْتِيكُمْ غُلامٌ خَرَّاجٌ وَلاجٌ ، كَرِيمُ الْجَدَّاتِ وَالْخَالاتِ وَالْعَمَّاتِ ، يُجْمَعُ لَهُ الْجُنْدَانِ . قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : فَقَدِمَ ابْنُ عَامِرٍ ، فَجُمِعَ لَهُ جُنْدُ أَبِي مُوسَى ، وَجُنْدُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ . وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ ، فِيمَنْ عَبَرَ مِنْ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.