كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ رُزَيْقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ رُزَيْقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ : " أَرْسَلَنِي عُثْمَانُ إِلَى الْعَبَّاسِ بَعْدَ مَا بُويِعَ ، فَدَعَوْتُهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَكَ تَعَبَّدْتَنِي ؟ قَالَ لَمْ أَكُن قَطُّ أَحْوَجَ إِلَيْكَ مِنِّي الْيَوْمَ ، قَالَ : الْزَمْ خَمْسًا ، لا تُنَازِعُكَ الأُمَّةُ خَزَائِمَهَا مَا لَزِمْتَهَا . قَالَ : وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الصَّبْرُ عَنِ الْقَتْلِ ، وَالتَّحُبُّبُ ، وَالصَّفْحُ ، وَالْمُدَارَاةُ ، وَكِتْمَانُ السِّرِّ . وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، قَالَ : إِنَّ قُرَيْشًا كَانَ مَنْ أَسَنَّ مِنْهُمْ مُولَعًا بِأَكْلِ الْخَزِيرَةِ ، وَإِنِّي كُنْتُ أَتَعَشَّى مَعَ عُثْمَانَ خَزِيرًا مِنْ طَبْخٍ ، مِنْ أَجْوَدِ مَا رَأَيْتُ قَطُّ ، فِيهَا بُطُونُ الْغَنَمِ ، وَأُدْمُهَا اللَّبَنُ وَالسَّمْنُ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : كَيْفَ تَرَى هَذَا الطَّعَامَ ؟ فَقُلْتُ : هَذَا أَطْيَبُ مَا أَكَلْتُ قَطُّ ، فَقَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ الْخَطَّابِ ، أَكَلْتَ مَعَهُ هَذِهِ الْخَزِيرَةَ قَطُّ ؟ . قُلتُ : نَعَمْ ، فَكَادَتِ اللُّقْمَةُ تَفْرُثُ فِي يَدِي ، حِينَ أَهْوِي بِهَا إِلَى فَمِي ، وَلَيْسَ فِيهَا لَحْمٌ ، وَكَانَ أُدْمَهَا السَّمْنُ وَلا لَبَنَ فِيهَا . فَقَالَ عُثْمَانُ : صَدَقْتَ ، إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَتْعَبَ وَاللَّهِ مَنْ تَبِعَ أَثَرَهُ ، وَإِنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ بِثَنْيِهِ عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ ظَلَفًا ، أَمَا وَاللَّهِ مَا آكُلُهُ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَكِنِّي آكُلُهُ مِنْ مَالِي ، أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَكْثَرَ قُرَيْشٍ مَالا ، وَأَجَدَّهُمْ فِي التِّجَارَةِ ، وَلَمْ أَزَلْ آكُلُ مِنَ الطَّعَامِ مَا لانَ مِنْهُ ، وَقَدْ بَلَغْتُ سِنًّا ، فَأَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيَّ أَلْيَنُهُ ، وَلا أَعْلَمُ لأَحَدٍ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ تِبْعَةً . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |