كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : خَرَجَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، نَحْوَ الْمَدِينَةِ مِنْ مَكَّةَ ، بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ ، فَلَقِيَهَا رَجُلٌ مِنْ أَخْوَالِهَا ، فَقَالَتْ : مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : قُتِلَ عُثْمَانُ ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَلِيٍّ ، وَالأَمْرُ أَمْرُ الْغَوْغَاءِ ، فَقَالَتْ : مَا أَظُنُّ ذَلِكَ تَامًّا ، رُدُّونِي . فَانْصَرَفَتْ رَاجِعَةً إِلَى مَكَّةَ ، حَتَّى إِذْ دَخَلَتْهَا ، أَتَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَكَانَ أَمِيرَ عُثْمَانَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : مَا رَدُّكِ يَا أَمَّ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَتْ : رَدَّنِي أَنَّ عُثْمَانَ ، قُتِلَ مَظْلُومًا ، إِنَّ الأَمْرَ لا يَسْتَقِيمُ وَلِهَذِهِ الْغَوْغَاءِ أَمْرٌ ، فَاطْلُبُوا بِدَمِ عُثْمَانَ ، تَعِزُّوا الإِسْلامَ . فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَجَابَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَذَلِكَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَتْ بَنُو أُمَيَّةَ بِالْحِجَازِ ، وَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ ، وَقَامَ مَعَهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ ، وَسَائِرُ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَقَدْ قَدِمَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مِنَ الْبَصْرَةِ ، ويَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ مِنَ الْيَمَنِ ، وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مِنَ الْمَدِينَةِ ، وَاجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بَعْدَ نَظَرٍ طَوِيلٍ فِي أَمْرِهِمْ عَلَى الْبَصْرَةِ ، وَقَالَتْ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا حَدَثٌ عَظِيمٌ ، وَأَمْرٌ مُنْكَرٌ ، فَانْهَضُوا فِيهِ إِلَى إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَأَنْكِرُوهُ ، فَقَدْ كَفَاكُمْ أَهْلُ الشَّامِ مَا عِنْدَهُمْ ، لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْرِكُ لِعُثْمَانَ وَلِلْمُسْلِمِينَ بِثَأْرِهِمْ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |