ذكر الخبر عن مسير علي بن ابي طالب نحو البصرة


تفسير

رقم الحديث : 1487

وَفِيمَا ذَكَرَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : وَفِيمَا ذَكَرَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : وَأَقْبَلَ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ السَّعْدِيُّ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَاللَّهِ لَقَتْلُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَهْوَنُ مِنْ خُرُوجِكِ مِنْ بَيْتِكِ عَلَى هَذَا الْجَمَلِ الْمَلْعُونِ ، عُرْضَةً لِلسِّلاحِ ، إِنَّهُ قَدْ كَانَ لَكِ مِنَ اللَّهِ سِتْرٌ وَحُرْمَةٌ ، فَهَتَكْتِ سِتْرَكِ وَأَبَحْتِ حُرْمَتَكِ ، إِنَّهُ مَنْ رَأَى قِتَالَكِ ، فَإِنَّهُ يَرَى قَتْلَكِ ، إِنْ كُنْتِ أَتَيْتِنَا طَائِعَةً فَارْجِعِي إِلَى مَنْزِلِكِ ، وَإِنْ كُنْتِ أَتَيْتِنَا مُسْتَكْرَهَةً فَاسْتَعِينِي بِالنَّاسِ ، قَالَ : فَخَرَجَ غُلامٌ شَابٌّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : أَمَّا أَنْتَ يَا زُبَيْرُ فَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا طَلْحَةُ فَوَقَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِكَ ، وَأَرَى أُمَّكُمَا مَعَكُمَا ، فَهَلْ جِئْتُمَا بِنِسَائِكُمَا ؟ قَالا : لا . قَالَ : فَمَا أَنَا مِنْكُمَا فِي شَيْءٍ . وَاعْتَزَلَ ، وَقَالَ السَّعْدِيُّ فِي ذَلِكَ : صُنْتُمْ حَلائِلَكُمْ وَقُدْتُمْ أُمَّكُمْ هَذَا لَعْمَرُكَ قِلَّةُ الإِنْصَافِ أُمِرَتْ بِجَرِّ ذُيُولِهَا فِي بَيْتِهَا فَهَوَتْ تَشُقُّ الْبِيدَ بِالإِيجَافِ غَرَضًا يُقَاتِلُ دُونَهَا أَبْنَاؤُهَا بِالنَّبْلِ وَالْخَطِّيِّ وَالأَسْيَافِ هَتَكَتْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ سُتُورَهَا هَذَا الْمُخَبِّرُ عَنْهُمُ وَالْكَافِي وَأَقْبَلَ غُلامٌ مِنْ جُهَيْنَةَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ رَجُلا عَابِدًا ، فَقَالَ : أَخْبَرَنِي عَنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ . فَقَالَ : نَعَمْ دَمُ عُثْمَانَ ثَلاثَةُ أَثْلاثٍ : ثُلُثٌ عَلَى صَاحِبَةِ الْهَوْدَجِ ، يَعْنِي عَائِشَةَ ، وَثُلُثٌ عَلَى صَاحِبِ الْجَمَلِ الأَحْمَرِ ، يَعْنِي طَلْحَةَ ، وَثُلُثٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَضَحِكَ الْغُلامُ ، وَقَالَ : أَلا أُرَانِي عَلَى ضَلالٍ ، وَلَحِقَ بِعَلِيٍّ ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا : سَأَلْتُ ابْنَ طَلْحَةَ عَنْ هَالِكٍ بِجَوْفِ الْمَدِينَةِ لَمْ يُقْبَرِ فَقَالَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ هُمُ أَمَاتُوا ابْنَ عَفَّانَ وَاسْتَعْبِرِ فَثُلْثٌ عَلَى تِلَكَ فِي خِدْرِهَا وَثُلْثٌ عَلَى رَاكِبِ الأَحْمَرِ وَثُلْثٌ عَلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ بَدَوِّيَّةِ قَرْقَرِ فَقُلْتُ صَدَقْتَ عَلَى الأَوَّلَيْنِ وَأَخْطَأْتَ فِي الثَّالِثِ الأَزْهَرِ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالَ : فَخَرَجَ أَبُو الأَسْوَدِ وَعِمْرَانُ ، وَأَقْبَلَ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ ، وَقَدْ خَرَجَ وَهُوَ عَلَى الْخَيْلِ ، فَأَنْشَبَ الْقِتَالَ ، وَأَشْرَعَ أَصْحَابُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا رِمَاحَهُمْ ، وَأَمْسَكُوا لِيُمْسِكُوا ، فَلَمْ يَنْتَهِ وَلَمْ يُثْنِ فَقَاتَلَهُمْ ، وَأَصْحَابُ عَائِشَةَ كَافُّونَ ، إِلا مَا دَافَعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَحَكِيمٌ يُذَمِّرُ خَيْلَهُ وَيَرْكَبُهُمْ بِهَا ، وَيَقُولُ : إِنَّهَا قُرَيْشٌ لَيُرْدِينَّهَا جُبْنُهَا وَالطَّيْشُ . وَاقْتَتَلُوا عَلَى فَمِ السِّكَّةِ ، وَأَشْرَافُ أَهْلِ الدُّورِ مِمَّنْ كَانَ لَهُ فِي وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ هَوًى ، فَرَمَوْا بَاقِيَ الآخَرِينَ بِالْحِجَارَةِ ، وَأَمَرَتْ عَائِشَةُ أَصْحَابَهَا فَتَيَامَنُوا ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَقْبُرَةِ بَنِي مَازِنٍ ، فَوَقَفُوا بِهَا مَلِيًّا ، وَثَارَ إِلَيْهِمُ النَّاسُ ، فَحَجَزَ اللَّيْلُ بَيْنَهُمْ ، فَرَجَعَ عُثْمَانُ إِلَى الْقَصْرِ ، وَرَجَعَ النَّاسُ إِلَى قَبَائِلِهِمْ ، وَجَاءَ أَبُو الْجَرْبَاءِ ، أَحَدُ بَنِي عُثْمَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ ، إِلَى عَائِشَةَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِمْ بِأَمْثَلَ مِنْ مَكَانِهِمْ ، فَاسْتَنْصَحُوهُ وَتَابَعُوا رَأْيَهُ ، فَسَارُوا مِنْ مَقْبُرَةِ بَنِي مَازِنٍ ، فَأَخَذُوا عَلَى مُسَنَّاةِ الْبَصْرَةِ مِنْ قِبَلِ الْجَبَّانَةِ ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الزَّابُوقَةِ ، ثُمَّ أَتَوْا مَقْبُرَةَ بَنِي حِصْنٍ وَهِيَ مُتَنَحِّيَةٌ إِلَى دَارِ الرِّزْقِ ، فَبَاتُوا يَتَأَهَّبُونَ ، وَبَاتَ النَّاسُ يَسِيرُونَ إِلَيْهِمْ ، وَأَصْبَحُوا وَهُمْ عَلَى رجلٍ فِي سَاحَةِ دَارِ الرِّزْقِ ، وَأَصْبَحَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ فَغَادَاهُمْ ، وَغَدَا حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ وَهُوَ يُبَرْبِرُ ، وَفِي يَدِهِ الرُّمْحُ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ : مَنْ هَذَا الَّذِي تَسُبُّ وَتَقُولُ لَهُ مَا أَسْمَعُ ؟ قَالَ : عَائِشَةَ . قَالَ : يَابْنَ الْخَبِيثَةِ ، أَلأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ هَذَا ؟ فَوَضَعَ حَكِيمٌ السِّنَانَ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ مَرَّ بِامْرَأَةٍ وَهُوَ يَسُبُّهَا ، يَعْنِي عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : مَنْ هَذَا الَّذِي أَلْجَأَكَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : عَائِشَةُ . قَالَتْ : يَابْنَ الْخَبِيثَةِ ، أَلأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ هَذَا ؟ فَطَعَنَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهَا فَقَتَلَهَا ، ثُمَّ سَارَ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا وَاقَفُوهُمْ ، فَاقْتَتَلُوا بِدَارِ الرِّزْقِ قِتَالا شَدِيدًا ، مِنْ حِينِ بَزَغَتِ الشَّمْسُ إِلَى أَنْ زَالَ النَّهَارُ ، وَقَدْ كَثُرَ الْقَتْلَى فِي أَصْحَابِ ابْنِ حُنَيْفٍ ، وَفَشَتِ الْجِرَاحَةُ فِي الْفَرِيقَيْنِ ، وَمُنَادِي عَائِشَةَ يُنَاشِدُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى الْكَفِّ فَيَأْبَوْنَ ، حَتَّى إِذَا مَسَّهُمُ الشَّرُّ وَعَضَّهُمْ ، نَادَوْا أَصْحَابَ عَائِشَةَ إِلَى الصُّلْحِ وَالْمَتَاتِ ، فَأَجَابُوهُمْ وَتَوَاعَدُوا ، وَكَتَبُوا بَيْنَهُمْ كِتَابًا عَلَى أَنْ يَبْعَثُوا رَسُولا إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَحَتَّى يَرْجِعَ الرَّسُولُ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَإِنْ كَانَا أُكْرِهَا خَرَجَ عُثْمَانُ عَنْهُمَا ، وَأَخْلَى لَهُمَا الْبَصْرَةَ ، وَإِنْ لَمْ يَكُونَا أُكْرِهَا خَرَجَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، وَمَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، إِنَّ عُثْمَانَ يُقِيمُ حَيْثُ أَدْرَكَهُ الصُّلْحُ عَلَى مَا فِي يَدِهِ ، وَإِنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ يُقِيمَانِ حَيْثُ أَدْرَكَهُمَا الصُّلْحُ عَلَى مَا فِي أَيْدِيهِمَا ، حَتَّى يَرْجِعَ أَمِينُ الْفَرِيقَيْنِ وَرَسُولُهُمْ كَعْبُ بْنُ سُورٍ مِنَ الْمَدِينَةِ ، وَلا يُضَارُّ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ الآخَرَ ، فِي مَسْجِدٍ ، وَلا سُوقٍ ، وَلا طَرِيقٍ ، وَلا فُرْضَةٍ بَيْنَهُمْ عَيْبَةٍ مَفْتُوحَةٍ ، حَتَّى يَرْجِعَ كَعْبٌ بِالْخَبَرِ ، فَإِنْ رَجَعَ بِأَنَّ الْقَوْمَ أَكْرَهُوا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، فَالأَمْرُ أَمْرُهُمَا ، وَإِنْ شَاءَ عُثْمَانُ خَرَجَ حَتَّى يَلْحَقَ بِطِيَّتِهِ ، وَإِنْ شَاءَ دَخَلَ مَعَهُمَا ، وَإِنْ رَجَعَ بِأَنَّهُمَا لَمْ يُكْرَهَا ، فَالأَمْرُ أَمْرُ عُثْمَانَ ، فَإِنْ شَاءَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ أَقَامَا عَلَى طَاعَةِ عَلِيٍّ ، وَإِنْ شَاءَا خَرَجَا حَتَّى يَلْحَقَا بِطِيَّتِهِمَا ، وَالْمُؤْمِنُونَ أَعْوَانُ الْفَالِحِ مِنْهُمَا . فَخَرَجَ كَعْبٌ حَتَّى يَقْدَمَ الْمَدِينَةَ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِقُدُومِهِ ، وَكَانَ قُدُومُهُ يَوْمَ جُمُعَةٍ ، فَقَامَ كَعْبٌ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنِّي رَسُولُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَيْكُمْ ، أَأَكْرَهَ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ عَلَى بَيْعَةِ عَلِيٍّ ، أَمْ أَتَيَاهَا طَائِعَيْنِ ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلا مَا كَانَ مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، فَإِنَّهُ قَامَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا لَمْ يُبَايِعَا إِلا وَهُمَا كَارِهَانِ . فَأَمَرَ بِهِ تَمَّامٌ ، فَوَاثَبَهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَالنَّاسُ ، وَثَارَ صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ وَأَبُو أَيُّوبَ بْنُ زَيْدٍ ، فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، حِينَ خَافُوا أَنْ يُقْتَلَ أُسَامَةُ . فَقَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَانْفَرِجُوا عَنِ الرَّجُلِ ، فَانْفَرَجُوا عَنْهُ ، وَأَخَذَ صُهَيْبٌ بِيَدِهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ ، فَأَدْخَلَهُ مَنْزِلَهُ ، وَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أُمَّ عَامِرٍ حَامِقَةٌ ، أَمَا وَسِعَكَ مَا وَسِعَنَا مِنَ السُّكُوتِ ؟ قَالَ : لا وَاللَّهِ ، مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ الأَمْرَ يَتَرَامَى إِلَى مَا رَأَيْتُ ، وَقَدْ أَبْسَلَنَا الْعَظِيمُ . فَرَجَعَ كَعْبٌ وَقَدِ اعْتَدَّ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بِأَشْيَاءَ ، كُلِّهَا كَانَتْ مِمَّا يُعْتَدُّ بِهِ ، مِنْهَا : أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ وَكَانَ صَاحِبَ صَلاةٍ ، قَامَ مُقَامًا قَرِيبًا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، فَخَشِيَ بَعْضَ الزُّطِّ وَالسَّيَابِجَةِ ، أَنْ يَكُونَ جَاءَ لِغَيْرِ مَا جَاءَ لَهُ فَنَحَّيَاهُ ، فَبَعَثَا إِلَى عُثْمَانَ ، هَذِهِ وَاحِدَةٌ ، وَبَلَغَ عَلِيًّا الْخَبَرُ الَّذِي كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ ذَلِكَ ، فَبَادَرَ بِالْكِتَابِ إِلَى عُثْمَانَ يُعْجِزُهُ ، وَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا أُكْرِهَا إِلا كَرْهًا عَلَى فُرْقَةٍ ، وَلَقَدْ أُكْرِهَا عَلَى جَمَاعَةٍ وَفَضْلٍ ، فَإِنْ كَانَا يُرِيدَانِ الْخَلْعَ ، فَلا عُذْرَ لَهُمَا ، وَإِنْ كَانَا يُرِيدَانِ غَيْرَ ذَلِكَ ، نَظَرْنَا وَنَظَرَا ، فَقَدِمَ الْكِتَابُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَقَدِمَ كَعْبٌ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى عُثْمَانَ : أَنِ اخْرُجْ عَنَّا . فَاحْتَجَّ عُثْمَانُ بِالْكِتَابِ ، وَقَالَ : هَذَا أَمْرٌ آخَرُ غَيْرُ مَا كُنَّا فِيهِ . فَجَمَعَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ الرِّجَالَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ بَارِدَةٍ ، ذَاتِ رِيَاحٍ وَنَدًى ، ثُمَّ قَصَدَا الْمَسْجِدَ فَوَافَقَا صَلاةَ الْعِشَاءِ ، وَكَانُوا يُؤَخِّرُونَهَا ، فَأَبْطَأَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقَدَّمَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَتَّابٍ ، فَشَهَرَ الزُّطُّ وَالسَّيَابِجَةُ السِّلاحَ ، ثُمَّ وَضَعُوهُ فِيهِمْ ، فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ فَاقْتَتَلُوا فِي الْمَسْجِدِ ، وَصَبَرُوا لَهُمْ ، فَأَنَامُوهُمْ وَهُمْ أَرْبَعُونَ ، وَأَدْخَلُوا الرِّجَالَ عَلَى عُثْمَانَ لِيُخْرِجُوهُ إِلَيْهِمَا ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِمَا تَوَطَّئُوهُ ، وَمَا بَقِيتَ فِي وَجْهِهِ شَعْرَةٌ ، فَاسْتَعْظَمَا ذَلِكَ وَأَرْسَلا إِلَى عَائِشَةَ بِالَّذِي كَانَ ، وَاسْتَطْلَعَا رَأْيَهَا ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمَا : أَنْ خَلُّوا سَبِيلَهُ ، فَلْيَذْهَبْ حَيْثُ شَاءَ وَلا تَحْبِسُوهُ . فَأَخْرَجُوا الْحَرَسَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عُثْمَانَ فِي الْقَصْرِ وَدَخَلُوهُ ، وَقَدْ كَانُوا يَعْتَقِبُونَ حَرَسَ عُثْمَانَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَرْبَعُونَ ، فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابٍ بِالنَّاسِ ، الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ ، وَكَانَ الرَّسُولُ فِيمَا بَيْنَ عَائِشَةَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ، هُوَ أَتَاهَا بِالْخَبَرِ ، وَهُوَ رَجَعَ إِلَيْهِمَا بِالْجَوَابِ ، فَكَانَ رَسُولَ الْقَوْمِ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.