كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : وَأَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي عَسْكَرِهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، لا يَدْخُلُ الْبَصْرَةَ ، وَنَدَبَ النَّاسَ إِلَى مَوْتَاهُمْ ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِمْ فَدَفَنُوهُمْ ، فَطَافَ عَلِيٌّ مَعَهُمْ فِي الْقَتْلَى ، فَلَمَّا أُتِيَ بِكَعْبِ بْنِ سُورٍ ، قَالَ : زَعَمْتُمْ أَنَّمَا خَرَجَ مَعَهُمُ السُّفَهَاءُ ، وَهَذَا الْحِبْرُ قَدْ تَرَوْنَ . وَأَتَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابٍ ، فَقَالَ : هَذَا يَعْسُوبُ الْقَوْمِ . يَقُولُ : الَّذِي كَانُوا يُطِيفُونَ بِهِ . يَعْنِي أَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ ، وَرَضَوْا بِهِ لِصَلاتِهِمْ ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ كُلَّمَا مَرَّ بِرَجُلٍ فِيهِ خَيْرٌ ، قَالَ : زَعَمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا إِلا الْغَوْغَاءُ ، هَذَا الْعَابِدُ الْمُجْتَهِدُ . وَصَلَّى عَلَى قَتْلاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَعَلَى قَتْلاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَصَلَّى عَلَى قُرَيْشٍ مِنْ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مَدَنِيِّينَ وَمَكِّيِّينَ وَدَفَنَ عَلِيٌّ الأَطْرَافَ فِي قَبْرٍ عَظِيمٍ ، وَجَمَعَ مَا كَانَ فِي الْعَسْكَرِ فِي شَيْءٍ ، ثُمَّ بَعَثَ بِهِ إِلَى مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ : أَنَّ مَنْ عَرَفَ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ ، إِلا سِلاحًا كَانَ فِي الْخَزَائِنِ عَلَيْهِ سِمَةُ السُّلْطَانِ ، فَإِنَّهُ مِمَّا بَقِيَ لَمْ يُعْرَفْ ، خُذُوا مَا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْكُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِ الْمُتَوَفَّى شَيْءٍ ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ السِّلاحُ فِي أَيْدِيهِمْ ، مِنْ غَيْرِ تَنَفُّلٍ مِنَ السُّلْطَانِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |