كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : وَدَخَلَ عَلِيٌّ الْبَصْرَةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، فَانْتَهَى إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَصْرَةَ ، فَأَتَاهُ النَّاسُ ، ثُمَّ رَاحَ إِلَى عَائِشَةَ عَلَى بَغْلَتِهِ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ ، وَهِيَ أَعْظَمُ دَارٍ بِالْبَصْرَةِ ، وَجَدَ النِّسَاءَ يَبْكِينَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَعُثْمَانَ ابْنَيْ خَلَفٍ مَعَ عَائِشَةَ ، وَصَفِيَّةُ ابْنَةُ الْحَارِثِ مُخْتَمِرَةٌ تَبْكِي ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ : يَا عَلِيُّ يَا قَاتِلَ الأَحِبَّةِ ، يَا مُفَرِّقَ الْجَمْعِ ، أَيْتَمَ اللَّهُ بَنِيكَ مِنْكَ ، كَمَا أَيْتَمْتَ وَلَدَ عَبْدِ اللَّهِ مِنْهُ . فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَقَعَدَ عِنْدَهَا ، وَقَالَ لَهَا : جَبَهَتْنَا صَفِيَّةُ ، أَمَا إِنِّي لَمْ أَرَهَا مُنْذُ كَانَتْ جَارِيَةً حَتَّى الْيَوْمَ . فَلَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ ، فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ الْكَلامَ ، فَكَفَّ بَغْلَتَهُ ، وَقَالَ : أَمَا لَهَمَمْتُ ، وَأَشَارَ إِلَى الأَبْوَابِ مِنَ الدَّارِ ، أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ ، وَأَقْتُلَ مَنْ فِيهِ ، ثُمَّ هَذَا فَأَقْتُلَ مَنْ فِيهِ ، ثُمَّ هَذَا فَأَقْتُلَ مَنْ فِيهِ . وَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ الْجَرْحَى قَدْ لَجَئُوا إِلَى عَائِشَةَ ، فَأُخْبِرَ عَلِيٌّ بِمَكَانِهِمْ عِنْدَهَا فَتَغَافَلَ عَنْهُمْ ، فَسَكَتَتْ . فَخَرَجَ عَلِيٌّ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَزْدِ : وَاللَّهِ لا تَفْلِتَنَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ . فَغَضِبَ ، وَقَالَ : صَه , لا تَهْتِكَنَّ سِتْرًا ، وَلا تَدْخُلَنَّ دَارًا ، وَلا تُهَيِّجَنَّ امْرَأَةً بِأَذًى ، وَإِنْ شَتَمْنَ أَعْرَاضَكُمْ ، وَسَفَّهْنَ أُمَرَاءَكُمْ وَصُلَحَاءَكُمْ ، فَإِنَّهُمْ ضِعَافٌ . وَلَقَدْ كُنَّا نُؤْمَرُ بِالْكَفِّ عَنْهُنَّ ، وَإِنَّهُنَّ لَمُشْرِكَاتٌ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُكَافِئَ الْمَرْأَةَ وَيَتَنَاوَلَهَا بِالضَّرْبِ ، فَيُعَيَّرَ بِهَا عَقِبُهُ مِنْ بَعْدِهِ ، فَلا يَبْلُغَنِّي عَنْ أَحَدٍ عَرَضَ لامْرَأَةٍ ، فَأُنَكِّلَ بِهِ شِرَارَ النَّاسِ . وَمَضَى عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَامَ رَجُلانِ مِمَّنْ لَقِيتَ عَلَى الْبَابِ ، فَتَنَاوَلا مَنْ هُوَ أَمض لَكَ شَتِيمَةً مِنْ صَفِيَّةَ . قَالَ : وَيْحَكَ لَعَلَّهَا عَائِشَةُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَامَ رَجُلانِ مِنْهُمْ عَلَى بَابِ الدَّارِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : جُزِيتِ عَنَّا أُمًّا عَقُوقًا وَقَالَ الآخَرُ يَا أُمَّنَا تُوبِي فَقَدْ خَطِيتِ . فَبَعَثَ الْقَعْقَاعَ بْنَ عَمْرٍو إِلَى الْبَابِ ، فَأَقْبَلَ بِمَنْ كَانَ عَلَيْهِ ، فَأَحَالُوا عَلَى رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ : أَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمَا . ثُمَّ قَالَ : لأُنْهِكَنَّهُمَا عُقُوبَةً . فَضَرَبَهُمَا مِائَةً مِائَةً ، وَأَخْرَجَهُمَا مِنْ ثِيَابِهِمَا . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |