حَدَّثَنِي بِهِ حَدَّثَنِي بِهِ أَبُو السَّائِبِ سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ ، يَذْكُرُ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ : لَمَّا أُصِيبَ مُعَاذٌ أَتَاهُ أَخٌ يُقَالُ لَهُ : الْحَارِثُ بْنُ عَمِيرَةَ ، فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَهُ أَفَاقَ مُعَاذٌ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : " مَا يُبْكِيكَ ؟ " فَقَالَ : أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ الَّذِي يُدْفَنُ مَعَكَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : " إِنْ كُنْتَ طَالِبَ الْعِلْمِ لا بُدَّ ، فَاطْلُبْهُ مِنْ ثَلاثَةٍ : مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ، وَعُوَيْمِرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَإِيَّاكَ وَزَلَّةَ الْعَالِمِ " ، قَالَ : وَكَيْفَ تَكُونُ زَلَّةُ الْعَالِمِ ؟ قَالَ : إِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا يُعْرَفُ بِهِ ، قَالَ : فَأَتَى الْحَارِثُ الْكُوفَةَ فَبَيْنَا هُوَ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَنْتَظِرُ خُرُوجَهُ ، إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِرَجُلٍ : أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَفِي الْجَنَّةِ أَنْتَ ؟ قَالَ : مَا أَدْرِي ، قَالَ : تَزْعُمُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ وَلا تَدْرِي فِي الْجَنَّةِ أَنْتَ أَمْ لا ؟ قَالَ : فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ ، فَقَالُوا : أَلا تَرَى إِلَى هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ ، وَلا يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ! فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَوْ قُلْتُ إِحْدَاهُمَا لأَتْبَعْتُهَا الأُخْرَى ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ : صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُعَاذٍ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : مَنْ مُعَاذٌ ؟ قَالَ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَ : " إِيَّاكَ وَزَلَّةُ الْعَالِمِ ، وَقَالَ : الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَلَكِنْ لِي ذُنُوبٌ لا أَدْرِي مَا يَفْعَلُ اللَّهُ فِيهَا ، فَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي لَقُلْتُ إِنِّي فِي الْجَنَّةِ " ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : صَدَقْتَ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ مِنِّي زَلَّةً .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُعَاذٌ | معاذ بن جبل الأنصاري / توفي في :17 | صحابي |