القول في الوجوه التي من قبلها يوصل الى معرفة تاويل القران


تفسير

رقم الحديث : 51

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدٍ ، قَالَ : " لَمَّا قُتِلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْيَمَامَةِ ، دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْيَمَامَةِ تَهَافَتُوا تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ ، وَإِنِّي أَخْشَى أَلا يَشْهَدُوا مَوْطِنًا إِلا فَعَلُوا ذَلِكَ حَتَّى يُقْتَلُوا ، وَهُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ ، فَيَضِيعُ الْقُرْآنُ وَيُنْسَى ، فَلَوْ جَمَعْتَهُ وَكَتَبْتَهُ ، فَنَفَرَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ ، وَقَالَ : أَفْعَلُ مَا لَمْ يَفْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ! فَتَرَاجَعَا فِي ذَلِكَ ، ثُمَّ أَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ " ، قَالَ زَيْدٌ : " فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، وَعُمَرُ مُحْزَئِلٌّ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّ هَذَا قَدْ دَعَانِي إِلَى أَمْرٍ ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ ، وَأَنْتَ كَاتِبُ الْوَحْيِ ، فَإِنْ تَكُنْ مَعَهُ اتَّبَعْتُكُمَا ، وَإِنْ تُوَافِقْنِي لا أَفْعَلْ " قَالَ : " فَاقْتَصَّ أَبُو بَكْرٍ قَوْلَ عُمَرَ ، وَعُمَرُ سَاكِتٌ ، فَنَفَرْتُ مِنْ ذَلِكَ ، وَقُلْتُ : نَفْعَلُ مَا لَمْ يَفْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ إِلَى أَنْ قَالَ عُمَرُ كَلِمَةً : وَمَا عَلَيْكُمَا لَوْ فَعَلْتُمَا ذَلِكَ ؟ " قَالَ : " فَذَهَبْنَا نَنْظُرُ ، فَقُلْنَا : لا شَيْءَ ، وَاللَّهِ مَا عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ شَيْءٌ " ، قَالَ زَيْدٌ : " فَأَمَرَنِي أَبُو بَكْرٍ ، فَكَتَبْتُهُ فِي قِطَعِ الأُدُمِ ، وَكِسَرِ الأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ ، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ ، وَكَانَ عُمَرُ كَتَبَ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا هَلَكَ كَانَتِ الصَّحِيفَةُ عِنْدَ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ إِنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ مِنْ غَزْوَةٍ كَانَ غَزَاهَا ، فِي فَرجِ أَرْمِينِيَةَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ بَيْتَهُ حَتَّى أَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ ، أَدْرِكِ النَّاسَ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : وَمَا ذَاكَ ؟ ، قَالَ : غَزَوْتُ فَرجَ أَرْمِينِيَةَ ، فَحَضَرَهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ ، فَإِذَا أَهْلُ الشَّامِ يَقْرَءُونَ بِقِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الْعِرَاقِ ، فَيُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ ، وَإِذَا أَهْلُ الْعِرَاقِ يَقْرَءُونَ بِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فَيَأْتُونَ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَهْلُ الشَّامِ ، فَيُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الشَّامِ " ، قَالَ زَيْدٌ : " فَأَمَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَكْتُبُ لَهُ مُصْحَفًا ، وَقَالَ : إِنِّي مُدْخِلٌ مَعَكَ رَجُلا لَبِيبًا فَصِيحًا ، فَمَا اجْتَمَعْتُمَا عَلَيْهِ فَاكْتُبَاهُ ، وَمَا اخْتَلَفْتُمَا فِيهِ فَارْفَعَاه إِلَيَّ ، فَجَعَلَ أَبَانَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ " ، قَالَ : " فَلَمَّا بَلَغَا : إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ سورة البقرة آية 248 " ، قَالَ زَيْدٌ : فَقُلْتُ : التَّابُوهُ ، وَقَالَ أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ : التَّابُوتُ ، فَرَفَعْنَا ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَكَتَبَ : التَّابُوتُ " ، قَالَ : " فَلَمَّا فَرَغْتُ عَرَضْتُهُ مَعَهُ عُرْضَةً ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ هَذِهِ الآيَةَ : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ إِلَى قَوْلِهِ : وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا سورة الأحزاب آية 23 " ، قَالَ : " فَاسْتَعْرَضْتُ الْمُهَاجِرِينَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا ، فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ اسْتَعْرَضْتُ الأَنْصَارَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا ، فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، حَتَّى وَجَدْتُهَا عِنْدَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، فَكَتَبْتُهَا ، ثُمَّ عَرَضْتُهُ عُرْضَةً أُخْرَى ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ : لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ سورة التوبة آية 128 إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، فَاسْتَعْرَضْتُ الْمُهَاجِرِينَ ، فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ اسْتَعْرَضْتُ الأَنْصَارَ أَسْأَلُهُمْ عَنْهَا ، فَلَمْ أَجِدْهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، حَتَّى وَجَدْتُهَا مَعَ رَجُلٍ آخَرَ ، يُدْعَى خُزَيْمَةَ أَيْضًا ، فَأَثْبَتُّهَا فِي آخِرِ ( بَرَاءَةَ ) ، وَلَوْ تَمَّتْ ثَلاثَ آيَاتٍ لَجَعَلْتُهَا سُورَةً عَلَى حِدَةٍ ، ثُمَّ عَرَضْتُهُ عُرْضَةً أُخْرَى ، فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ يَسْأَلُهَا أَنْ تُعْطِيَهُ الصَّحِيفَةَ ، وَحَلَفَ لَهَا لَيَرُدَّنَّهَا إِلَيْهَا ، فَأَعْطَتْهُ إِيَّاهَا ، فَعَرَضَ الْمُصْحَفَ عَلَيْهَا ، فَلَمْ يَخْتَلِفَا فِي شَيْءٍ فَرَدَّهَا إِلَيْهَا ، وَطَابَتْ نَفْسُهُ ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَكْتُبُوا مَصَاحِفَ ، فَلَمَّا مَاتَتْ حَفْصَةُ ، أَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي الصَّحِيفَةِ بِعَزْمَةٍ ، فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ، فَغُسِّلَتْ غُسْلا " . وَحَدَّثَنِي بِهِ أَيْضًا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ ، بِنَحْوِهِ سَوَاءً .

الرواه :

الأسم الرتبة
زَيْدٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.