القول في تاويل قوله جل ثناؤه ولا يقبل منها شفاعة سورة البقرة اية


تفسير

رقم الحديث : 834

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الرَّمَادِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : قَالَ أَبُو سَعْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ، قَالَ : فَسَرَى مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَيْلا ، فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ فِي أَلْفِ أَلْفِ حِصَانٍ سِوَى الإِنَاثِ ، وَكَانَ مُوسَى فِي سِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ ، فَلَمَّا عَايَنَهُمْ فِرْعَوْنُ ، قَالَ : إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ { 54 } وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ { 55 } وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ { 56 } سورة الشعراء آية 54-56 . فَسَرَى مُوسَى بِبَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى هَجَمُوا عَلَى الْبَحْرِ ، فَالْتَفَتُوا ، فَإِذَا هُمْ بِرَهْجِ دَوَابِّ فِرْعَوْنَ ، فَقَالُوا : يَا مُوسَى أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا سورة الأعراف آية 129 . هَذَا الْبَحْرُ أَمَامَنَا ، وَهَذَا فِرْعَوْنُ قَدْ رَهِقَنَا بِمَنْ مَعَهُ ، قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ سورة الأعراف آية 129 ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى مُوسَى : أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ سورة الشعراء آية 63 ، وَأَوْحَى إِلَى الْبَحْرِ : أَنِ اسْمَعْ لِمُوسَى وَأَطِعْ إِذَا ضَرَبَكَ ، قَالَ : فَبَاتَ الْبَحْرُ لَهُ أَفْكَلٌ ، يَعْنِي : لَهُ رِعْدَةٌ ، لا يَدْرِي مِنْ أَيِّ جَوَانِبِهِ يَضْرِبُهُ ، قَالَ : فَقَالَ يُوشَعُ لِمُوسَى : بِمَاذَا أُمِرْتَ ؟ قَالَ : أُمِرْتُ أَنْ أَضْرِبَ الْبَحْرَ ، قَالَ : فَاضْرِبْهُ ، قَالَ : فَضَرَبَ مُوسَى الْبَحْرَ بِعَصَاهُ ، فَانْفَلَقَ ، فَكَانَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ طَرِيقًا ، كُلُّ طَرِيقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ، فَكَانَ لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْهُمْ طَرِيقٌ يَأْخُذُونَ فِيهِ ، فَلَمَّا أَخَذُوا فِي الطَّرِيقِ ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَا لَنَا لا نَرَى أَصْحَابَنَا ؟ قَالُوا لِمُوسَى : أَيْنَ أَصْحَابُنَا لا نَرَاهُمُ ؟ قَالَ : سِيرُوا فَإِنَّهُمْ عَلَى طَرِيقٍ مِثْلِ طَرِيقِكُمْ ، قَالُوا : لا نَرْضَى حَتَّى نَرَاهُمْ . قَالَ سُفْيَانُ ، قَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ : قَالَ مُوسَى : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى أَخْلاقِهِمُ السَّيِّئَةِ ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : أَنْ قُلْ بِعَصَاكَ هَكَذَا ، وَأَوْمَأَ إِبْرَاهِيمُ بِيَدِهِ يُدِيرُهَا عَلَى الْبَحْرِ ، قَالَ مُوسَى بِعَصَاهُ عَلَى الْحِيطَانِ هَكَذَا ، فَصَارَ فِيهَا كِوَاءٌ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ . قَالَ سُفْيَانُ : قَالَ أَبُو سَعْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : فَسَارُوا حَتَّى خَرَجُوا مِنَ الْبَحْرِ ، فَلَمَّا جَازَ آخِرُ قَوْمِ مُوسَى هَجَمَ فِرْعَوْنُ عَلَى الْبَحْرِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، وَكَانَ عَلَى فَرَسٍ أَدْهَمَ ذُنُوبٍ حِصَانٍ ، فَلَمَّا هَجَمَ عَلَى الْبَحْرِ هَابَ الْحِصَانُ أَنْ يتَقَحَّمَ فِي الْبَحْرِ ، فَمَثَلَ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى فَرَسٍ أُنْثَى وَدِيقٍ ، فَلَمَّا رَآهَا الْحِصَانُ تَقَحَّمَ خَلْفَهَا ، وَقِيلَ لِمُوسَى : وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا سورة الدخان آية 24 ، قَالَ : طُرُقًا عَلَى حَالِهِ ، قَالَ : وَدَخَلَ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ الْبَحْرَ ، فَلَمَّا دَخَلَ آخِرُ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ، وَجَازَ آخِرُ قَوْمِ مُوسَى ، أُطْبِقَ الْبَحْرُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ فَأُغْرِقُوا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.