القول في تاويل قوله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الو...


تفسير

رقم الحديث : 6064

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : " فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ سورة آل عمران آية 7 وَكَانَ قَتَادَةُ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ : فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ سورة آل عمران آية 7 ، قَالَ : إِنْ لَمْ يَكُونُوا الْحَرُورِيَّةَ وَالسَّبَائِيَّةَ فَلا أَدْرِي مَنْ هُمْ ؟ وَلَعَمْرِي لَقَدْ كَانَ فِي أَهْلِ بَدْرٍ وَالْحُدَيْبِيَةِ الَّذِينَ شَهِدُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ خَبَرٌ لِمَنِ اسْتَخْبَرَ ، وَعِبْرَةٌ لِمَنِ اسْتَعْبَرَ ، لِمَنْ كَانَ يَعْقِلُ أَوْ يُبْصِرُ ، إِنَّ الْخَوَارِجَ خَرَجُوا وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ بِالْمَدِينَةِ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ وَأَزْوَاجُهُ يَوْمَئِذٍ أَحْيَاءٌ ، وَاللَّهِ إِنْ خَرَجَ مِنْهُمْ ذَكَرٌ وَلا أُنْثَى حَرُورِيًّا قَطُّ ، وَلا رَضُوا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ وَلا مَالَئُوهُمْ فِيهِ ، بَلْ كَانُوا يُحَدِّثُونَ بِعَيْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُم وَنَعْتِهِ الَّذِي نَعَتَهُمْ بِهِ ، وَكَانُوا يَبْغَضُونَهُمْ بِقُلُوبِهِمْ وَيُعَادُونَهُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، وَتَشْتَدُّ وَاللَّهِ عَلَيْهِمْ أَيْدِيهِمْ إِذَا لَقُوهُمْ ، وَلَعَمْرِي لَوْ كَانَ أَمْرُ الْخَوَارِجِ هُدًى لاجْتَمَعَ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ ضَلالا فَتَفَرَّقَ ، وَكَذَلِكَ الأَمْرُ إِذَا كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ وَجَدْتَ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ، فَقَدْ أَلاصُوا هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ ، فَهَلْ أَفْلَحُوا فِيهِ يَوْمًا أَوْ أَنْجَحُوا ؟ يَا سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ لا يَعْتَبِرُ آخِرُ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ بِأَوَّلِهِمْ ؟ لَوْ كَانُوا عَلَى هُدًى قَدْ أَظْهَرَهُ اللَّهُ وَأَفْلَجَهُ وَنَصَرَهُ ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى بَاطِلٍ أَكْذَبَهُ اللَّهُ وَأَدْحَضَهُ ، فَهُمْ كَمَا رَأَيْتَهُمْ كُلَّمَا خَرَجَ لَهُمْ قَرْنٌ أَدْحَضَ اللَّهُ حُجَّتَهُمْ ، وَأَكْذَبَ أُحْدُوثَتَهُمْ ، وَأَهْرَقَ دِمَاءَهُمْ ، وَإِنْ كَتَمُوا كَانَ قَرْحًا فِي قُلُوبِهِمْ وَغَمًّا عَلَيْهِمْ ، وَإِنْ أَظْهَرُوهُ أَهْرَقَ اللَّهُ دِمَاءَهُمْ ، ذَاكُمْ وَاللَّهِ دِينُ سُوءٍ فَاجْتَنِبُوهُ . وَاللَّهِ إِنَّ الْيَهُودَ لَبِدْعَةٌ ، وَإِنَّ النَّصْرَانِيَّةَ لَبِدْعةٌ ، وَإِنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَبِدْعَةٌ ، وَإِنَّ السَّبَائِيَّةَ لَبِدْعَةٌ ، مَا نَزَلَ بِهِنَّ كِتَابٌ وَلا سَنَّهُنَّ نَبِيُّ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.